فـــتـــيـــات للبــــــيــع ( قصة من الواقع الأليم )

mr_ops

بيلساني محترف

إنضم
Jan 12, 2010
المشاركات
2,777
مستوى التفاعل
38
المطرح
شامي
الحمدلله الذي انعم علينا بنعمة الاسلام والراحة والطمأنينة .. وانعم علينا بـ أب وأم يعرفون الله ويتقونه ويعتنون بنا لاننا فلذات اكبادهم ..

إليكم الطرف الآخر من الاهل في هذه القصة المحزنة ...


نحن ثلاث فتيات نعيش أسوأ حياة ممكن أن يتخيلها عقل إنسان بدءا من الفقر مروراً بالضرب وصولاً إلى الوحدة القاتلة . نحن نعيش على هامش الحياة لا قريب لنا ولا صديق لا جار يطرق بابنا ولا عابر سبيل . كنا في ما مضى نرى الناس في منزلنا لكن ليس الآن . نحن لا نعيش في صحراء ولا في مكان مقطوع عن العالم بل نعيش في عزلة إجبارية فرضها علينا والدنا السكير الشرير الذي لا يخاف الله فينا ولا بوالدتنا المسكينة التي لم نرها تبتسم ولو مرة في حياتها البائسة التي عاشتها معه . على كل حال من الأفضل لها ألا تبتسم حتى لا نرى أسنانها المحطمة من قبضته ونكرهه أكثر من ذلك . ألا يكفينا رؤية يديها المكسورتين مئات المرات وقدميها في الجبس لأشهر كانت ولا زالت متراسنا كانت تقف بوجهه عندما يقترب من واحدة منا ليضربها فكنا نختبئ كالفئران خلفها . فيقول لها ابتعدي عنهن وكانت تدفعه عنا وتستفزه بكلام لتحول غضبه منا إليها . كبرنا ونحن لا نرى سوى أم صامتة حزينة متألمة تجهز لنا لقمة لنأكلها قبل أن يأتي ويأكلها هو أو يعرف أن لديها عدة دراهم فيضربها ويأخذها منها ليذهب ويبتاع ذاك السم الذي يشربه وليزيد الطين بله كان يأتي بالسكارى من أمثاله إلى منزلنا ووالدتي تجهز لهم الطعام وهي تبكي . لم تعد تجادله منذ زمن طويل .


عاد يوما وهو يترنح من السكر كان مخمورا لدرجة كبيرة فتعثر في الكرسي وقامت من فراشها ظنا منها أن شيئاً أصابه اقتربت منه وهي تقول بسم الله عليك كيف وقعت فقال وهو يلوك لسانه ويتعثر في كلامه ماذا يفعل هذا الكرسي هنا لماذا وضعته في نصف الطريق أتريدين قتلي أيتها الشريرة . كانت رائحة الخمر تفوح منه وكان يحمل عقاله في يده ثم بدأ بالصراخ والتهديد فقالت له أنت سكران؟ استغفر الله العظيم كيف تفعل ذلك هل جننت فقام من الأرض وهو يترنح إلى الخلف والأمام وقال لها أنا جننت أيتها الوقحة سأبرحك ضربا على هذا الكلام وكانت المرة الأولى التي يضربها بها وتمنت لو أنها لم تتكلم لأنه ومن يومها بدأ يسكر في المنزل دون خجل ودون مراعاة لمشاعرها وتدينها بل أصبح وقحا بتصرفاته معها بدأ يعاملها وكأنها ساقطة أتى بها من الشارع وليست زوجته وأم بناته كانت تشعر بالاهانة والذل كان يضربها كلما اعترضت على ذلك فكانت تهرب منه وتدخل إلى غرفتنا لتقفل الباب بالمفتاح وتبكي تطلب من الله أن يهديه إلى أن بدأ بضربنا نحن أيضا ومن دون سبب هنا لم تعد تستطيع الصمت فكانت تقف بوجهه وتحاول إبعاد يديه عنها فيمسكهما ويكسرهما وكأنه يكسر دجاجة فينقلها الجيران إلى المستشفى حيث كانت ترفض أن تبقى هناك ولو لليلة واحدة خوفا منها علينا فلا أخ يحمينا أو يردعه فهو إنسان غير صاح .


اتت سيدة يوما إلى والدتي ولم تكن تعرفها كانت تراها للمرة الأولى لكن مظاهر العز والثراء جلية عليها من عطرها وملابسها حقيبة يدها ونعالها فاستقبلتها والدتي وهي مرتبكة وتتساءل ماذا تفعل سيدة مثلها عندي . فقالت لها السيدة قيل لي إن لديك ابنة رائعة الجمال والأخلاق متدينة وعاقلة فأتيت أسألك عنها إذا سمحت لي فقالت لها والدتي بالطبع تفضلي لكن لماذا تسألين عنها أجابت سأقول لك بعد قليل ثم سألتها كم تبلغ ابنتك من العمر فأجابتها والدتي لم تتم الخامسة عشرة بعد قالت هل استطيع أن أراها قالت والدتي طبعا فنادت علي سمعتها تقول بسم الله ما شاء الله إنها رائعة الحسن إنها أجمل مما أخبروني سألتني ما اسمك يا حلوة قلت بعد أن نظرت إلى والدتي التي أومأت لي بالموافقة على الرد اسمي مهرة قالت الله إن اسمك جميل مثلك وابتسمت فقالت والدتي اذهبي يا ابنتي واحضري لنا الشاي من فضلك قلت حاضر وفي المساء دخلت والدتي إلى الغرفة وقالت لي ما رأيك بالسيدة التي كانت عندنا اليوم إنها لطيفة أليس كذلك قلت لها نعم قالت لقد أعجبت بك جدا وتريد أن تخطبك لولدها وكما يبدو أنهم أثرياء وستعيشين عيشة هانئة وهي سيدة طيبة وستعاملك كابنتها فما رأيك يا حبيبتي أجبتها لكنني لا أريد أن أتزوج الآن يا أمي أريد أن أكمل دراستي وان أبقى معك ومع شقيقتي قالت يا ابنتي يا حبيبتي مصير كل فتاة هو الزواج ونحن يا يمه في وضع لا نحسد عليه بسبب والدك سامحه الله وانا لا أريد أن ابتعد عنكن ولا لحظة لكنني ومن خوفي عليكن افعل هذا أتظنين إنني راضية أن تتزوجي بهذا السن لا فأنت بالنسبة لي لا تزالين طفلة لكنني أريد أن أخرجك من هذه المأساة التي تعيشينها كل يوم ثم ما من احد سيأتي ويطلب يدك إن سمع عن والدك وسكره فهو للأسف كله عيوب وللناس ألسُن قلت حسنا يا أمي كما تشائين فقالت فليرضى الله عنك يا ابنتي وفي اليوم التالي انتهزت الفرصة لتكلم والدي قبل أن يبدأ بطقوسه اليومية وكلمته عن المعرس . فقال وكم تبلغ ابنتنا من العمر فأجابته حسبي الله ونعم الوكيل . ألا تعرف شيئا عن بناتك يا رجل أجابها لا تبدئي من الصباح بالزن . فقالت له عن سني . قال زين والله كبرت وأصبحت عروسة . لكن يجب أن اسأل عنه قبلا أتريدينني أن أرمي ابنتي هكذا لا وألف لا قالت الآن فجأة أصبحت تهتم بهن ما علينا الله يهديك لكن لا تتعب نفسك بالسؤال فأنا اعرف والدته جيدا هي إنسانة طيبة ومحترمة . قال ولو . أنا والدها ويهمني أن اعرف بمن ستتزوج ابنتي وان كان أهلا لها أم لا قالت حسنا افعل ما تريد لكن الجماعة سوف يأتون لزيارتنا الأسبوع المقبل وأتمنى أن تكون جاهزا ولا تفضحنا أمامهم أرجوك صفعها على وجهها وقال انتبهي لكلامك يا امرأة وإلا . صمتت المسكينة وقالت حسنا هيا اسأل عنه كما تريد وأعلمنا برأيك السديد في القريب العاجل . وصل اليوم المنتظر وكانت والدتي تجهز لقدوم المعرس . وصل المعرس وأهله في الوقت المحدد وكان والدي ولله الحمد صاحيا وكيف لا وهو سيبيعني لأول شاب تقدم لخطبتي وكان قد سأل عنه وعن أهله وعلم أنهم أناس محترمون وأثرياء استقبلهم جيدا وتكلموا بأشياء عامة إلى أن بدأت والدته قائلة نحن هنا لنطلب يد كريمتكم مهرة إلى ابننا خالد ونحن جاهزون لأي شيء تطلبونه فهو وحيدي وربيته وحدي بعد وفاة والده رحمه الله . فقالت عمته العزباء الكبيرة في السن شقيقي رحمه الله لم ينجب سوى خالد فكونوا على ثقة بأن مهرة ستكون بمثابة ابنة لنا وسنحبها ونضعها في عيوننا . قال والدي كلام جميل لكن كم ستدفعون كمقدم ومؤخر قالوا أنت حدد الرقم الذي تريده ونحن جاهزون فأجاب انتم تعلمون إن ابنتي لا تزال صغيرة وألف من يتمناها كما إنها أجمل وأعقل فتاة في الفريج اسألوا عنها فلا أحد يراها لأنها لا تخرج إلا إلى مدرستها كما إنها ستكون زوجة صالحة لأبنكم ولن تجدوا مثلها مهما بحثتم أجابت والدته كلامك صحيح مئة في المئة لذلك نحن أتينا إليكم كما إن والدتها أكبر مثال أمامنا فهي نعم السيدات قال حسنا أنا أريد خمسمائة ألف درهم مقدم ومليون درهم مؤخر فانا أريد أن اضمن مستقبل ابنتي . صعقت والدتي وقالت لا يا سيدتي لا تسمعي منه نحن أناس لا نريد سوى الستر لبناتنا . وأنا قد ارتحت لكم والمال ليس مهما أسكتها والدي أمامهم قائلا اصمتي أنت يا امرأة أنا هنا من يقرر إن أرادوا أن يدفعوا فأهلاً وسهلاً وان لم يريدوا فليرحلوا بأمان الله قالت الأم كما تريد قلت لك نحن جاهزون لأي شيء تطلبه والآن بعد كلام زوجتك زاد إصراري على ابنتك فقرأوا الفاتحة وحددوا موعد الزفاف . طار والدي من الفرح لم يصدق بأنه حصل على هذا المال كله دفعة واحدة فنحن مع منزلنا المتهالك لا نحوي على خمسين ألفا . تزوجت وانتقلت إلى منزل زوجي الذي عاملني معاملة الأميرات . كان طيبا جدا ومحترما أما والدته فهي أطيب وارق إنسانة رأيتها في حياتي وعمته أيضا كنت أشعر بأنني إنسانة عندهم الكل يدللني ويحبني . وأنا بدوري عشقتهم . كانوا يأتون لي بأمي وشقيقتي كل يوم تقريبا لأراهن وكانوا يساعدونهن ماديا دون أن اعلم كنت اسجد كل ليلة لله واشكره على ما منحني من نعم لكن خوفي على شقيقتي كان يزيد مع الأيام وتحقق ما كنت أخاف منه إذ انه قرر تزويج شقيقتي لأحد أصدقائه والذي يكبره بالسن كانت طفلة أتت إلينا ترتجف كالورقة ركعت عند أقدمي زوجي قائلة أرجوك أن تخلصني فأنت شقيقي ولست نسيبي أتوسل إليك ألا تدعه يبيعني إلى ذاك السكير المسن فسوف اقتل نفسي وأين والدتك عنه؟ قالت لقد ضربها كالعادة وهي التي طلبت مني أن اهرب إليكم شعرت بالذل والصغر شعرت بالقهر وانا أرى شقيقتي ترجو زوجي ووالدته كرهته أكثر من السابق لأنه دائما يصغرنا أمام عائلة زوجي . شعر خالد بي وقال لا عليك يا حبيبتي لا تحزني انه هكذا ولن يتبدل أنا سأتصرف لا تقلقي فلا أريد أن يتوتر ابني الذي في أحشائك فهو يتأثر بك أليس كذلك . ماذا ستفعل قلت له أجابني ألا تثقين بي قلت بالطبع أثق بك قال إذن ارتاحي وسوف أعود إليك بأخبار جيدة بإذن الله ثم طلب من شقيقتي البقاء عندي وذهب إليه ليعرض عليه مبلغا كبيرا من المال لم يكن يحلم به مقابل شقيقتي ووالدتي فوافق بسرعة فائقة أجابه زوجي لكن ليس قبل أن تطلق زوجتك وتتنازل عن ابنتيك في المحكمة قال له تم .


نعم لقد تم بيعنا من قبل والدنا نحن فلذات كبده ماذا أقول به وماذا أتكلم عنه هل رأيتم أو سمعتم عن احد مثله ؟ لكن الشاري كان إنساناً عظيماً من عائلة أصلها طيب لا يسألون عن المال ولا يطمعون بالثراء كانوا يقولون بأن الأكفان ليس بها من مخابئ . الآن بدأنا نعيش ونعرف طعم السعادة . أصبحنا عائلة كبيرة سعيدة . تزوجت شقيقتي من ابن عم زوجي وهو شاب ممتاز بقيت والدتي وشقيقتي الصغرى تعيشان معنا لأنها تريد أن تكمل دراستها . وان قلت لكم إنني لو أضأت أصابعي العشر لهم فلن أفيهم حقهم فانا مدينة لهم بحياتي وحيات أهلي . أصبح لدي فتاتان وولدان هم كل حياتي من بعد زوجي أطال الله في عمره وعمر والدته وعمته ووالدتي التي أصبحت تعرف البسمة طريقها إلى شفتيها أما والدي الذي لم يسأل عنا يوما فقد وجد ميتا في المنزل بعد عدة سنوات محروقا بعدما كان قد أشعل سيجارة والكأس بيد . وكما يبدو أنه قد نام ووقع الكأس من يده على ملابسه فاشتعلت النيران به . ماذا أقول سوى ليرحمه الله إن كان يستحق الرحمة .


منقول من جريدة الخليج الشباب للكاتبة مريم راشد
 

إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

:4: :4: :4: :4: :4: :4:

يسلمو مستر اوبس
 

mr_ops

بيلساني محترف

إنضم
Jan 12, 2010
المشاركات
2,777
مستوى التفاعل
38
المطرح
شامي
اهلين فيكي أميرة الشام

نورتي

 

Blue Diamond

بيلساني مجند

إنضم
Apr 30, 2010
المشاركات
1,453
مستوى التفاعل
8
المطرح
بهالدنيا
الحمدلله على نعمة الدين :4::4:
يسلمو مستر أوبس وردة*وردة*وردة* قصة مؤثرة :4::4:
 

mr_ops

بيلساني محترف

إنضم
Jan 12, 2010
المشاركات
2,777
مستوى التفاعل
38
المطرح
شامي
اهلين وسهلين بلوو


نورتي وردة*

 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

لا حول ولا قوة إلا بالله

كانت خاتمته مأساة مثلما عيش هذه العائلة في عذاب وقهر

قصة فيها عبرة وحكمة وهي الصبر على ما ابتلا هذه العائلة

صبرت الأم على زوجها الطاغية ومن بطشه

ونالت زوجٍ رحيمٍ عطوف على أبنتها واكفلها وأكفل كل عائلتها منه

قال الله تعالى:

{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ }

صدق الله العظيم
 

mr_ops

بيلساني محترف

إنضم
Jan 12, 2010
المشاركات
2,777
مستوى التفاعل
38
المطرح
شامي
اهلين وسهلين فيكي صمت الورود

نورتي وردة*

 
أعلى