فقراء الهند وصيد العملات

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
يذهب روهيت كومار (10 أعوام) صباح كل يوم - منذ الثامن والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي - إلى نهر غانداك بولاية بيهار الهندية ومعه صنارة صيد ذات حلقات ممغنطة يستخدمها لالتقاط عملات معدنية من النهر.
ويجمع روهيت، مع مئات الصبية، عملات يلقيها هندوس وزائرون يترددون على النهر بمناسبة سوق حيوانات يقام سنويا لمدة شهر.​
ويعد السوق، الذي يُعرف بسوق "سونيبور" للحيوانات، أحد أكبر الأسواق في آسيا.​
ويجلس روهيت على ضفة النهر من الخامسة صباحا حتى الخامسة مساءا طوال الشهر لـ"صيد" العملات. وخلال هذه الفترة لا يذهب إلى المدرسة.​
ويقول:"أجمع يوميا قرابة المئة روبية (1.83 دولارا)، وأمي سعيدة بما أقوم به."​
ويساوي المبلغ ما يحصل عليه والده، شاتروخان سينغ، نظير عمله ليوم كامل، إن وجد هذا العمل.​
ويعطي الصبي المال إلى والديه ليساعدهما على توفير الطعام لأسرتهم المكونة من ستة أفراد.قواعد اللعبة
بدأ روهيت يذهب إلى ضفة النهر قبل عامين عندما رأى أطفال القرى المجاورة يترددون على النهر معهم وسائل الصيد.​
ويقول:"كان الفضول يأكلني، وفي أحد الأيام ذهبت معهم وتعلمت قواعد اللعبة."​
واستعار روهيت حينها عشر روبيات من أمه، ووعدها بأن يعيدها لها في المساء.​
ومع بداية سوق "سونيبور" تصل مجموعات من الهندوس إلى حي ساران، الذي يبعد 35 كم شمالي عاصمة الولاية باتنا، للاستحمام في نهري غاندك وغانغز.​
ويقوم بعضهم بإلقاء عملات معدنية في النهر كدليل على صدق عبادتهم.صياد محترف
وكما يفعل أي صياد محترف، يلقي الصبية الصغار حبالهم ذات الحلقات الممغنطة تجاه العملات.​
ويقول الصبي راكيش كومار، الذي يجمع العملات من المياه:"أحصل على ما يقارب من مئة وخمسين روبية يوميا. وغالبا ما تقوم أسرتي بشراء الطعام بها".​
ويبيع والد الصبي، سوريش راي، المشروبات الساخنة في أرض السوق. ويعول راي أسرة من تسعة أفراد.​
ويشير راكيش إلى أن الحبل الذي يستخدمه لا يوجد به سوى حلقة ممغنطة واحدة، لذا فهو ليس مفيدا بالقدر الكافي.​
ويسعي الصبي لشراء حلقة إضافية كي يستطيع جمع عملات أكثر."فقر مدقع"
ويقول كومار، الذي يجمع 100-150 روبية يوميا، إن ما يقوم به ليس سهلا.​
ويضيف:"أقضي 10 ساعات تقريبا جالسا على ضفة النهر، واتتبع أي عملة يلقى بها في الماء. أنجح في التقاط بعضها، لكن تذهب أخريات لأصدقائي."​
ولفت إلى أنه يحتفظ بجزء من النقود كي يشتري بعض الحلوى.​
ويقول ماهندرا بابو، الذي يبيع أدوات تستخدم في ممارسة الشعائر الدينية على ضفة النهر: "يستخدم هؤلاء الصبية وسائل مختلفة (لجمع العملات)، لكنهم يجمعهم شيء واحد وهو الفقر المدقع."
 
أعلى