فورين بوليسى: دعوة أحد السلفيين لهدم الأهرامات ليست جديدة على مصر

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
علقت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، على دعوة أحد شيوخ السلفيين بهدم الأهرامات وأبو الهول، وقالت إن هذه الدعوة ليست بالشئ الجديد، فتناقض مصر إزاء ماضيها يعود إلى قرون بعيدة.

وتشير المجلة إلى أن الملا عمر زعيم حركة طالبان قام فى مارس عام 2001 بهدم تمثال بوذا فى أفغانستان، والتى تعد واحدة من أهم الآثار الثقافية فى أفغانستان، وكان هذا صورة مصغرة من التعصب الثقافى لنظام طالبان، ولفت الانتباه أيضا إلى طرق الحفاظ على التراث الثقافى، والتى أصبحت تستخدم كمقياس لسلوك الدول المتحضرة فى العصر الحالى، وبالنسبة لهؤلاء الذين يهتمون بمستقبل الآثار فى العالم، فقد ظهر تهديدا جديدا فى مصر هذا الأسبوع مع دعوة القيادى الجهادى مورجان الجوهرى للمسلمين إلى تدمير أهرامات الجيزة وأبو الهول باعتباره أصنام.. وقال، إن "التماثيل والأصنام التى تملأ مصر، يجب أن يتم تدميرها، والمسلمين مكلفين بتطبيق تعاليم الإسلام.

وتمضى الصحيفة، قائلة: إن المخاوف بشأن تشدد الإسلاميين فى مصر ما بعد مبارك زادت فى ظل نقاش حول القضايا المؤرقة مثل دور المرأة وحقوق الأقليات وموقف البلاد إزاء المصالح الغربية وفى ظل هذا النقاش أصبحت آثار مصر الفرعونية أحدث نقاط المحك المثيرة للجدل.

وللوهلة الأولى، فإن هذا الصراع الأخير يبدو أن يختزل شباكا حول آثار مصر يعود إلى عقود ماضية، فعلماء المسلمين، كما تشير الصحيفة، عملوا فى القرون الوسطى على فهم الآثار مع بعض محاولات فك اللغة الهيروغليفية.. وفى أواخر القرن التاسع عشر، فإن المواقع الأثرية قى مصر كانت مركز صراع وطنى أصبح متبلورا فى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون كيفية تقسيم كنوزها بين الدولة ومكتشفى الموقع، لكن هذا الصراع لم يكن سوى اختلاف على موضوع فى تاريخ مصر، وخلال عهد الإمبريالية الأوروبية التى أعقبت الحملة الفرنسية عام 1798 فإن مجال علم المصريات الجديد سيطر على تمثيل مصر، وتأكيد السيطرة على تراث البلاد، هذا التراث أصبح رمزا سياسيا مهما فى تاريخ مصر الأحدث، فكلا من الرئيسين أنور السادات وحسنى مبارك تم تصويرهما باعتبارهما فراعنة.

وتتابع فورين بوليسى قائلة، إن تراث مصر الأثرى ومعالمها الأثرية الرائعة فى الجيزة ليس غريبة على التهديد، ففى العقود الأخيرة، أدى الزحف الحضرى إلى القاهرة والتلوث الهوائى إلى دعوات لمصر وسلطات الآثار فيها والمنظمات الدولية لتهب لإنقاذ التراث الثقافى للبلاد.

وأشارت المجلة إلى أن معظم المصريين يدركون ويفهمون دور الآثار فى اقتصادهم وجهود البلاد لجعل مصر دولة حضرية باعتبارها واحدة من الحضارات الكبرى فى العالم، إلا أن هناك عدم ارتياح واضح من تمجيد الماضى قبل العهد الإسلامى.

ونقلت الصحيفة عن عالم الآثار نيل آشر سيلبرمان، قوله، إنه بالنسبة لبعض المصريين، فإن الكثير من الانتباه يتم تركيزه على هذه الأعمال الوثنية إلى تلتهم الموارد على حساب رفاهية الماضى والحاضر والمستقبل الإسلامى.. ويتذكرون قصة فرعون فى القرآن فى تبريرهم لرفض الآثار الفرعونية.

واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة، إن الإسلام كبير، وهذا النقاش حول كيفية التوفيق بين الماضى غير المسلم بالحاضر المسلم هو جزء من نقاش داخل الدين حول كيفية توجيه نفسه بعد الربيع العربى
 
أعلى