فيلم جعفر بناهي "ستائر مغلقة" في مهرجان برلين

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
لم ينفذ جعفر بناهي بمفرده فيلمه الجديد "برده" (ستائر مغلقة) الذي شارك الثلاثاء في مسابقة مهرجان برلين السينمائي في دورته الثالثة والستين، بل شاركه في انجازه صديقه منذ ثلاثين عاما، كاتب السيناريو كامبوزيا بارتوفي، الذي ادى حضر الى برلين كممثل عن بناهي.
وكان هذا الفيلم الاكثر انتظارا وترقبا في هذه الدورة من المهرجان التي غاب عنها المخرج بسبب حكم الاقامة الجبرية الذي فرضته عليه السلطات الايرانية التي منعته من العمل ايضا منذ العام 2009 بتهمة الدعاية ضد السلطات.
وناشدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل طهران السماح للمخرج الايراني بحضور مهرجان برلين، بحسب ما اعلن الناطق باسم الحكومة الالمانية، لكن من دون جدوى.
وبينما كانت سيارة كبيرة تجوب العام الماضي منطقة المهرجان في "بوتسدامر بلاتس" وعليها عبارة "لا تنسوا جعفر بناهي" بالخط العريض، كان بناهي عام 2011 مدعوا للمشاركة في لجنة التحكيم لكنه لم يتمكن من الحضور، ما دفع المهرجان الى عرض خمسة افلام تكريما له واحتجاجا على غيابه.
اما هذه المرة فنشطت جمعية مدافعة عن الفنانين ورفعت امس امام قصر المهرجان صورة لبناهي وبجانبها عبارة "كان يفضل ان يكون هنا".
وعلى الرغم من المنع الذي يطاله، نجح بناهي في مايو 2011 في الحضور الى مهرجان كان السينمائي من خلال فيلمه "هذا ليس فيلما" الذي صور فيه عزلته ووحدته في بيته في طهران.
اما في العام الذي سبقه فبقي مقعده خاليا رمزا لغيابه القسري عن لجنة التحكيم التي ترأستها آنذاك النجمة الفرنسية جولييت بينوش. فقد دعي للمشاركة في لجنة التحكيم في مهرجان كان بينما كان في السجن.
في "ستائر مغلقة" الذي يصور هاجس الكتابة لدى صانع افلام، يبدو العالم مغطى بالسواد كما ملصقات افلام المخرج السابقة وكما النوافذ التي تطل على البحر وعلى العالم. ويندد المخرج في الفيلم بمحاولة قتله المبرمجة كمبدع.
في بيت منعزل هو عبارة عن فيلا من ثلاث طبقات، يصور المخرج عزلته ورهابه وخوفه من الاعتقال وعدم قدرته على مواصلة عمله الابداعي السينمائي.
ويتناول "ستائر مغلقة" عبر لغة سينمائية رمزية وساخرة نسبيا حكاية كاتب سيناريو لا يبارح منزله، بل يختبئ فيه ويعيش في عزلة تامة، لكن امرأة تقتحم حياته وتزيد من خوفه وتعيقه عن متابعة السيناريو الذي يعمل عليه.
وفي مواجهة الواقع، ينغلق افق البيت والسينما والحياة ويتحجم خيال السينمائي الذي لم يكتب منذ فترة طويلة، فيجلس لمحاورة شخصيات تنمو في خياله مصورا عبثية الموقف بينما تراقبه الشخصيات وتحاسبه حتى نهاية الفيلم.
وترمز المرأة التي ظهرت فجأة الى السلطات او الى الوطن فهي من يكتب فيه التقارير وهي تعرفه تماما تعرف شكله وعمله وقصة شعره، تقول له: " انا اكتب فيك التقارير وهم سيبقون وراءك حتى يقتلونك".
وبالفعل فان فيلم "بارده" يطرح علامات استفهام حول امكانية الاستمرار في الابداع في ظل المنع وحين يتحول المنزل - الوطن الى سجن يجبر المخرج على الاقامة فيه، ما يدفعه الى التفكير في الانتحار.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي اعقب عرض الفيلم قال كامبوزيا باتروفي شريك المخرج حول هذه النقطة: " اذا وضعت قيد الإقامة الجبرية في منزلي ومنعت من العمل فمن الطبيعي ان ابدأ بالتفكير في في الانتحار... لكنه لا يفكر في الانتحار كل الوقت."
وكما في الفيلم، كذلك في الاخراج، يتبادل المخرح والممثل الادوار وحين يختفي الاول يظهر الثاني او يتواكبان.
جعفر بناهي مخرج وكاتب سيناريو يريد ان يستمر في الحلم وان يثبت وجوده الفني ويتمرد على قرار المنع، لذلك يتحدى ويصنع فيلما صور سرا وبأبسط التقنيات.
" لماذا الاستمرار في الكتابة... كل شيء انتهى"، تخبره المرأة لكنه يصر لان التمسك بعمله، مهما هزلت الصورة او تقلصت ومهما ضاقت المساحة من حوله، مرادف لتمسكه بالحياة لكن أي حياة؟
لا يكف المخرج الذي يربي كلبا يسليه في وحدته ويشاركه بجدارة بطولة فيلمه عن مقارنة عيشته بعيشة تلك الكلاب التي تضطر الى الاختباء كي لا يتم قتلها.
وعرف عن جعفر بناهي افلامه الاجتماعية التي تندد بعدم المساواة وهو يعتبر في الغرب من اهم المخرجين المستقلين في ايران.
حاز فيلمه "دم وذهب" جائزة لجنة التحكيم في "نظرة خاصة" في مهرجان كان عام 2003. اما مهرجان برلين فمنحه جائزة الدب الفضي عام 2006 عن فيلمه "اوفسايد" (تسلل) بينما نال شريطه "الدائرة" جائزة الاسد الذهبي في البندقية عام 2000.
وجعفر بناهي مولود في طهران التي درس فيها السينما عام 1960.
وحكم عليه عام 2009 بتهمة "البروباغندا ضد السلطات" بسبب تصويره فيلما عن احتجاجات تلك الفترة وحكم عليه بست سنوات من السجن ومنع من صنع الافلام لمدة عشرين عاما لكن الحكم تحول الى اقامة جبرية ومنع من السفر.
 
أعلى