في شرق ليبيا المضطرب.. البعثة الدبلوماسية الأمريكية أحدث الضحايا

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
من هديل الشالجي وماري لويس جوموشيان
بنغازي/طرابلس 14 سبتمبر أيلول (رويترز) - المعاهدات الدولية​
واضحة.. فمن واجب الحكومة الليبية حماية القنصلية الأمريكية في​
بنغازي وقد فشلت في هذا تماما حين اقتحم محتجون المجمع القنصلي​
وقتلوا أربعة أمريكيين منهم السفير.​
لكن مشكلة ليبيا أعمق من مجرد حماية البعثات الدبلوماسية.​
فالحكومات المؤقتة تعجز عن فرض سيطرتها بشكل واضح ورئيس الوزراء​
الذي تم تعيينه بعد ساعات من إحراق البعثة الأمريكية ليس لديه قوة​
فعالة من الشرطة او الجيش.​
وبعد عام من الإطاحة بالزعيم معمر القذافي تتمثل تركة أربعة​
عقود من الحكم الشمولي في مجموعة فوضوية من الميليشيات ينظر إليها​
على أنها من الأمن الرسمي وتعتبر في نفس الوقت مصدر التهديد​
الرئيسي له.​
وراهن زعماء ليبيا على مدى عام على أن باستطاعتهم تحقيق توافق​
سياسي يمكنهم من استعادة السلطة من الثوار المدججين بالسلاح في​
الشوارع قبل أن تخرج الخصومات عن نطاق السيطرة.​
وفي بنغازي ينفد الوقت بوضوح شديد. فالهجوم على القنصلية كان​
الهجوم الأعنف في ثاني اكبر مدينة ليبية مهد انتفاضة 17 فبراير​
شباط التي اندلعت العام الماضي. وللمدينة تاريخ مع الإسلاميين​
المتشددين الذين كانت أنشطتهم موجهة فيما مضى للقذافي ويشكو​
أبناؤها من سيطرة غرب ليبيا على النفط الذي يتم ضخه من الشرق.​
وبلهجة شديدة الصراحة قال عضو بالمؤتمر الوطني العام وهو​
البرلمان المؤقت إن الدولة لا تستطيع على الأرجح فعل ما هو أكثر من​
احتواء الفوضى في الوقت الحالي إلى أن تبني قوتها.​
وقال عضو المؤتمر في حديث غير رسمي "يقول المثل.. إن لم تستطع​
حل المشكلة فتحايل عليها... ونحن بحاجة الى التحايل عليها."​
وقال رئيس الوزراء مصطفى ابو شاقور الذي انتخبه المؤتمر الوطني​
للمنصب يوم الاربعاء إن إعادة إرساء سلطة الدولة لاتزال أولوية​
وإنه سيعمل بكل جهده لبناء قوة الجيش والشرطة.​
وأضاف في مقابلة مع رويترز أنه لابد من التعامل مع هذه​
الميليشيات لأن بعضها لا علاقة له بالثورة وأنشأها مجموعة من​
"المجرمين" ويجب حلها.​
لكن فشل الجهود المتتالية منذ الخريف الماضي في إقناع​
الميليشيات المعارضة السابقة بحل نفسها والتخلي عن سلاحها او تحويل​
ولائها بوضوح الى القيادة المؤقتة التي تعاني هي نفسها انقسامات​
أثار شكوكا في نفوس كثيرين بشأن الاحتمالات المستقبلية.​
وقال جيف بورتر وهو محلل أمريكي مستقل متخصص في شؤون شمال​
افريقيا "لا يوجد نقص في الأسلحة في ليبيا لكن هناك عجزا هائلا في​
قدرة الدولة."​
وأضاف "الليبيون كانوا يراهنون على أنهم سيرتبون البيت السياسي​
قبل أن يصبح احتواء المناخ الأمني شديد الصعوبة. الحكومة خسرت هذا​
الرهان."​
في بنغازي كانت الحماية المحلية للقنصلية الأمريكية مسؤولية​
كتيبة تعرف باسم كتيبة 17 فبراير وهي مجموعة شبان مسلحين بالبنادق​
يفتخرون بغنائمهم التي جمعوها العام الماضي خلال مطاردة قوات​
القذافي غربا في الصحراء بمساعدة حملة القصف التي قادها حلف شمال​
الأطلسي.​
وتوفر وحدة شبه عسكرية أخرى تعرف باسم درع ليبيا طبقة ثانية من​
حفظ النظام العام. وقد ولدت هذه الوحدة اثناء الثورة واستعانت بها​
القيادة الجديدة.​
ولكن كما أظهرت الأحداث ليل الثلاثاء لم تستطع القوات الموالية​
للحكومة السيطرة على العنف.​
وإلى جانب الميليشيات حصل أفراد على أسلحة خلفها جيش القذافي​
ويبدو أنهم مستعدون لاستخدامها ضد أهداف غربية وليبية.​
وقال مسؤولون ليبيون ببنغازي إنه حين تفجرت مظاهرة غاضبة من​
فيلم أنتج في الولايات المتحدة يسيء للنبي محمد وتحولت الى هجوم​
بالقنابل والأسلحة الآلية على القنصلية الامريكية في المدينة لم​
يبد الحراس الليبيون -وهم بضع عشرات- مقاومة تذكر. وربما رأى بعض​
الحراس أن تدمير السفارة له ما يبرره اذ قال عدد من القادة​
العسكريين الليبيين إن واشنطن تستحق أن تعاني.​
ومن بين من حدد السكان المحليون هويتهم في الحشد أعضاء بجماعة​
أنصار الشريعة وهي جماعة إسلامية متشددة. وكانت هذه الجماعة على​
اتصال بتنظيم القاعدة سابقا فيما يبدو ومتعاطفة معه واتهمت بالضلوع​
في عدد من أحداث العنف في بنغازي في الأشهر القليلة الماضية.​
ومنذ سقوط القذافي سرت مخاوف من أن تصنع بعض أسلحته وأعدائه​
حركة متشددة مناهضة للغرب أوسع نطاقا في شمال افريقيا. لكن ليس​
المتشددون وحدهم هم من يوفرون منبرا للغضب الشعبي في الشرق ضد ساسة​
طرابلس وحلفائهم في الخارج.​
فالحياة والأعمال تتعطل في بنغازي بسبب أعمال عنف ومظاهرات​
تندلع من حين لآخر وتصاحبها عادة مطالب بمزيد من الحكم الذاتي او​
الاستثمارات في الشرق الذي يفصله عن العاصمة طرابلس طريق سريع طوله​
الف كيلومتر.​
وقال ناصر احداش المحلل السياسي المقيم بالمدينة إن من تظاهروا​
امام السفارة كانوا محبطين جدا من حياتهم اليومية في بنغازي ولم​
يكونوا غاضبين من الفيلم وحسب.​
وألقى صالح جودة عضو المؤتمر الوطني عن بنغازي باللوم على​
السلطات المؤقتة لفشلها في فرض النظام في شرق البلاد ونقل​
الصلاحيات لزعماء محليين وتابع أن الخروقات الأمنية التي تحدث في​
بنغازي هي "فشل" مباشر للحكومة.​
وأضاف أنه لا أحد في بنغازي قادر على اتخاذ القرار السليم في​
الوقت المناسب وليس هناك من يستطيع السيطرة على الوضع وتحمل​
المسؤولية فعليا.
 
أعلى