في هايتي .. مجرد المشاركة بأولمبياد لندن يعد انتصارا

B.A.R.C.A

مشرف

إنضم
Mar 17, 2011
المشاركات
14,481
مستوى التفاعل
73
المطرح
.: U . A . E :.
من الصعب أن يتم ربط مفهوم الحظ السعيد ببلد مثل هايتي. بل إن البعض تساءلوا كثيرا عما إذا كان هذا البلد يعاني من نوع من اللعنة منذ أن أصبحت هايتي أول دولة تنال استقلالها في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي.

ويبدو تاريخ هايتي الحديث ، منذ استقلالها ، كما لو كان سلسلة من الأحداث المرتبطة بسوء الحظ وكان آخر حلقاتها حتى الآن هو الزلزال المدمر الذي أصاب هايتي بالخراب والصدمة الشديدة في يناير 2010 . وبمواجهتها كارثة طبيعية بهذا الحجم ، لم يكن لدى هايتي حتى الوقت لتأبين أكثر من 220 ألف شخص قتلوا من جراء الزلزال.

وبعد مرور عامين ونصف العام على الكارثة ، مازالت آثارها واضحة في كل مكان بالبلاد .. في أعداد لا تحصى من المباني المدمرة حتى الآن والمواطنين الذين مازالوا يعيشون في المخيمات التي أقيمت لإيواء المتضررين من الزلزال وفي الفوضى العامة التي تجتاح بلد بالكاد يعرف من أين يبدأ إعادة الإعمار.

ولكن هايتي مازالت دولة يافعة وبوسعها التطلع للمستقبل.

والآن تعلق هايتي كل آمالها على مجموعة صغيرة من المواطنين: خمسة لاعبين رياضيين تمكنوا من اجتياز كل الصعاب التي واجههوا لقدومهم من أكثر الدول الأمريكية فقرا ، وتخطوا كل العقبات وتأهلوا للمنافسة بين قرنائهم من صفوة اللاعبين الرياضيين في العالم في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة "لندن 2012".

وينتظر أن يمثل هايتي في أولمبياد لندن كل من لاعبة الجودو ديسرافين لينوز ولاعبي القوى مويز جوزيف (سباق 800 متر عدو) وميرلين ويش (400 متر) وجيفري جولميس (110 متر حواجز) وسمير لاين (الوثب الثلاثي) بخلاف اثنين آخرين قد ينضما إلى وفد هايتي الأولمبي في اللحظات الأخيرة.

ولاشك في أنه لا يوجد أي من هذه الأسماء ضمن قوائم اللاعبين المرشحين لإحراز ميداليات في أولمبياد لندن.

ومع معاناتها من الفقر المدقع ، عادة ما كان يوجد لدى هايتي العديد من الأمور لكي تهتم بها أكثر من اهتمامها بدعم الرياضة وهو الأمر الذي يتضح كثيرا من خلال سجل إنجازاتها الذي يتضمن ميدالية فضية واحدة في ألعاب القوى وبرونزية في الرماية طوال تاريخ البلاد الأولمبي ، وكان ذلك منذ زمن بعيد في أولمبياد أمستردام 1938 وباريس 1924 على الترتيب. أي أنه كان عالما مختلفا وهايتي مختلفة تماما عن هذه الأيام.

وخلف التمثيل الشبابي لهايتي في لندن ، تقف قصص بناء وتطوير للذات يعتبرها مواطنوها انتصارا في حد ذاتها دون الحاجة بالضرورة لتحقيق نجاح رياضي في الألعاب نفسها.

على الأقل كان هذا رأي لاين /27 عاما/ العداء والمحامي المولود في مدينة نيويورك الأمريكية لأبوين من هايتي. حيث أشار لاين إلى أنه بعد زلزال 2010 المدمر قرر المنافسة باسم بلد آبائه حتى يتمكن على الأقل من رسم الابتسامة على وجوه مواطني هايتي المثقلين بالهموم.

وصرح لاين في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في وقت سابق هذا العام قائلا: "هدفي هو أن أجعلهم يشعرون بالفخر هذا الصيف".

وأضاف: "يكفي مجرد الذهاب إلى هناك ، والمنافسة بشكل جيد ، المنافسة في النهائي بحيث يتمكن الناس من مشاهدتي وهم يبتسمون ووهم يدركون أنني أبذل قصارى جهدي من أجل بلادي".
 
أعلى