قبرص الغارقة في ازمة مالية خانقة تنتخب الاحد رئيسا جديدا

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تنظم قبرص الاحد الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المرجح ان يفوز فيها اليميني نيكوس اناستاسيادس، المؤيد لصفقة الانقاذ المالية للجزيرة، على منافسه ستافروس مالاس المستقل المدعوم من الحزب الشيوعي الحاكم.
وكان اناستاسيادس (66 عاما) زعيم حزب التجمع الديموقراطي (ديسي) اليميني والمؤيد للاتحاد الاوروبي، حصل على 45,46 بالمئة من الاصوات في الدورة الاولى التي جرت الاحد الماضي بينما حصل مالاس (45 عاما)، وزير الصحة السابق المستقل المدعوم من حزب اكيل الشيوعي بزعامة الرئيس المنتهية ولايته ديمتريس خريستوفياس، على 26,91%.
وحظي اناستاسيادس بدعم حزب ذيكو (وسط-يمين) في السباق الى الرئاسة الذي ركز وخلافا للانتخابات السابقة، على الازمة الاقتصادية وليس على ازمة انقسام الجزيرة.
واناستاسيادس محام وسياسي مخضرم يتزعم حزب ديسي اليميني منذ 1997. وقد اعرب عن استعداده لاصلاحات كبيرة للنهوض باقتصاد الجزيرة التي تتخبط في ازمة خطيرة ويؤيد خطة تقشف مقابل الحصول على خطة انقاذ دولية يجري وضع اللمسات الاخيرة عليها.
واناستاسيادس من المؤيدين للاتحاد الاوروبي ويريد ان يساهم الاتحاد الاوروبي في البحث عن اتفاق سلام في قبرص رغم ان ليس لديه استراتيجية واضحة لتحريك المفاوضات المتعثرة حاليا تحت رعاية الامم المتحدة.
اما مالاس الباحث في الهندسة الجينية فيدعو الى مقاربة مختلفة لحل ازمة مالية تخنق بلدا كان حتى سنوات قليلة خلت ينعم برخاء اقتصادي. ويخشى مالاس ان تؤدي الاجراءات التقشفية الصارمة التي قد يقدم عليها اناستاسيادس الى خنق الاقتصاد اكثر ويؤكد بالمقابل ان الاقتصاد القبرصي قادر على النهوض مجددا بشرط "العودة مجددا الى طريق النمو".
ولكن توقعات المفوضية الاوروبية لا تفسح المجال امام كثير من الامل، فالاقتصاد القبرصي الذي انكمش بنسبة 2,3% في 2013 سيواصل بحسب هذه التوقعات في 2013 مساره الانحداري ليتراجع بنسبة 3,5%، في حين ان موعد الجزيرة مع النمو مؤجل الى 2016 على اقرب تقدير.
وتتفاوض قبرص حاليا مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي على خطة انقاذ قدرها 17 مليار يورو، اي ما يعادل اجمالي الناتج المحلي للبلاد، منها 10 مليارات لتعويم مصارفها المكشوفة على الديون اليونانية.
وردا على سؤال عن قضية الخصخصة البالغة الحساسية في قبرص، قال اناستاسيادس خلال مناظرة تلفزيونية مع مالاس مساء الجمعة انه يؤيد "خصخصة الشركات الحكومية التي انتهت صلاحيتها ولكن ليس تلك التي تحقق ارباحا".
واضاف "بحثنا مع دول في الحصول على قرض (...) على المدى القصير لتمويل النفقات العامة ما يعطينا وقتا للتفاوض" على خطة الانقاذ.
اما مالاس من جهته فاعتبر انه اذا اعتمد "سيناريو الحد الادنى" المتعلق بالحصول على قرض يكفي لسد حاجة المصارف "لن تعود هناك حاجة الى الخصخصة".
والجمعة افاد تقرير رسمي ان مصارف البلاد تحتاج لما يصل الى تسعة مليارات يورو لمنع الجزيرة من الافلاس.
واوضح التقرير الذي اعدته مؤسسة بيمكو الاميركية للاستشارات بطلب من ترويكا الجهات الدائنة كلفة اعادة رسملة البنوك تتراوح بين 5,98 مليار يورو و8,86 مليارات.
ومن المتوقع ان يتفق وزراء مالية منطقة اليورو في الاتحاد الاوروبي على صفقة انقاذ لقبرص في آذار/مارس.
وكانت قبرص طلبت مساعدة مالية من الاتحاد الاوروبي في حزيران/يونيو الماضي بعد ان طلب اكبر مصرفين قبرصيين مساعدة مالية من الحكومة. وفرضت قبرص تدابير تقشف قاسية لتوفير 1,2 مليار يورو تتطلب زيادة في الضرائب وادخارا في النفقات. لكن دول الاتحاد الاوروبي طالبت بمزيد من الاجراءات.
وبرزت مخاوف وخصوصا لدى المانيا حول تطبيق الجزيرة لقوانين مكافحة غسل الاموال. وتقول نيقوسيا انها قامت بكل ما طلب منها بموجب اتفاقية اولية مع الترويكا.
والخميس رأى المدير العام للآلية الاوروبية للاستقرار كلاوس ريغلينغ ان خطر افلاس قبرص يشكل تهديدا لكل منطقة اليورو، مؤكدا ضرورة اتخاذ قرارات سريعا حول هذا الملف تفاديا لانتقال العدوى.
والمهمة الاكثر الحاحا للرئيس المقبل مع بدء ولايته ومدتها خمس سنوات تبدأ في الاول من آذار/مارس المقبل، ستكون الاتفاق على خطة الانقاذ.
وفي مواجهة السياسي المخضرم اناستاسيادس والتقدم الكبير الذي حققه الاخير في الدورة الاولى، يعاني مالاس من قلة خبرته السياسية ذلك انه لم يدخل المسرح السياسي الا في 2011، كما يعاني من ارتباط صورته لدى المواطنين بالحكومة التي بقي فيها وزيرا حتى نهاية 2012 وهي حكومة تواجه نقمة شعبية متزايدة.
كذلك فان جورج ليليكاس، المرشح المستقل المدعوم من الاشتراكيين والذي حل ثالثا بفارق نقطتين مئويتين فقط عن مالاس في الدورة الاولى، قرر عدم تجيير اصواته لصالح اي من المتنافسين في الدورة الثانية، وهي اصوات كان يعول عليها مالاس لتعزيز فرصه امام اناستاسيادس.
ويؤكد المحلل السياسي خريستوفوروس خريستوفورو ان "المهمة الاساسية للفائز ستكون توقيع خطة الانقاذ وادارة الازمة الاقتصادية. اذا انتخب اناستاسيادس سيسمح هذا بايجاد مناخ من التفاهم بين نيقوسيا وبروكسل".
وفي حال فاز اناستاسيادس فان قبرص سترى للمرة الاولى منذ انضمامها الى الاتحاد الاوروبي في 2004 حكومة موالية للاتحاد.
واضافة الى الملف الاقتصادي يواجه الرئيس القبرصي المقبل معضلة اخرى هي مفاوضات السلام المجمدة مع القبارصة الاتراك للتوصل الى حل للجزيرة المقسمة منذ 1974 حين اجتاحت القوات التركية شطرها الشمالي ردا على انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون بايعاز من اثينا هدفه الحاق الجزيرة باليونان.
 
أعلى