mr_ops
بيلساني محترف
- إنضم
- Jan 12, 2010
- المشاركات
- 2,777
- مستوى التفاعل
- 38
- المطرح
- شامي
قــضــاء وقــدر
كل شي بالحياة مكتوب بايد رب العالمين .. الحياة الموت الرزق الغنى الفقر الزواج الطلاق .. كـــــــل شــي .. سبحان الله كــل شي مقدر ومكتوب
شوفوا شو صار مع هالبنت المسكينة الي ما كانت تكمل فرحتها الا و.....
شوفوا شو صار مع هالبنت المسكينة الي ما كانت تكمل فرحتها الا و.....
تقول صاحبة القصة: كانت السنة الأولى لي في الجامعة وتعرفت إلى زميلات جدد، وكنت مرحة وجميلة وجذابة وكانت أناقتي ترتيبها الأول دائماً على زميلاتي وصديقاتي، ولكن لم يكن جمالي السبب الوحيد الذي جذب الناس لي بل أخلاقي . لم أكن من النوع الذي يفكر في الحب ما قبل الزواج ولا أقتنع به بل لا أفكر في الزواج لأن الشيء الوحيد الذي يهمني وأفكر به تحصيل العلم وإكمال دراستي الجامعية، وهذا ما تصبو له نفسي، وأما الزواج فهو خارج نطاق التفكير تماماً ولكن صدق من قال (تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن) وبعد مرور أسابيع من دخولي الجامعة -كعادتي- كنت واقفة أمام البوابة في انتظار والدي ليوصلني للمنزل، لكن لفت انتباهي شاب يقف على بعد بضعة أمتار مني كان وسيماً، وبعد لحظات أدركت أن هذا الشاب ينتمي للقسم ذاته الذي أدرس فيه، ولكن شهرين قد مضيا ولم ألتفت له يوماً فما السبب يا ترى الذي يجعلني ألتفت له اليوم؟ بعد دقائق معدودة وصل والدي وفي الطريق للمنزل كنت أفكر فيه، أحدث نفسي عنه يا ترى ما هي مميزاته؟ أشياء كثيرة دارت بعقلي ومن هنا بدأت انطلاقة قصة إعجابي بهذا الشاب تعودت أن أراه كل يوم .
وكان موعد لقائي به عند بوابة الجامعة فقط، أخبرت والدي أن يتأخر في المجيء للجامعة، بحجة تغير مواعيد المحاضرات، ليتسنى لي الإطالة في النظر إليه أمام البوابة، وفي أحد الأيام غاب عن الجامعة شعرت حينها بالملل لأني تعودت أن أراه كل يوم واليوم لم أره حتماً إنه يوم ممل وكم تمنيت أن يمر بسرعة وفي اليوم التالي كنت جالسة بمفردي في حديقة الجامعة، وقبل بدء المحاضرات أقبل علي شاب يطلب مني الجلوس ولما نظرت له علمت أنه هو ذاك الشاب المعجبة به، فسمحت له بذلك وطلب مني بعدها أن أشرح له ما فاته من محاضرات أمس، وفعلاً لبيت له ما كان يريد، وخاصة أن المعروف عني بأني طالبة مجتهدة وبعد أن انتهينا استأذن وانصرف، ومن هنا كثرت جلساتنا، ولكننا لم نتحدث قط عن أمور خارج نطاق الدراسة، وكل ما كان يدور بيننا هو المحاضرات والبحوث . وبعد مرور أسابيع طلب مني أن أعطيه عنوان منزلنا فسألته عن السبب فأخبرني بأنه يود زيارتنا، وحدد موعد للزيارة وأخبرت والدي بذلك، في اليوم المحدد جاء لأبي وقال له ما يريد وقد أطال المكوث عندنا، وكل ما كنت أتمناه هو معرفه ما يدور بينهما . بعد أن خرج زميلي جاء أبي وأخبرني بأن ذاك الشاب جاء لخطبتي، لم أتمالك نفسي حينها من الفرحة وشعرت بأنه الإنسان الذي بإمكانه أن يفهمني، وسيصبح شريك المستقبل واتفق الأهل من الطرفين على أن تمتد الخطوبة طيلة الفترة الدراسية بالجامعة، بحيث يكون الزواج فيما بعد، وأنا وافقت على ذلك، وفي اليوم المحدد للخطوبة كنت في كامل الأناقة والجمال فهذا اليوم لن أنساه أبداً وسيبقى راسخاً في عقلي للأبد .
مع خطيبي تذوقت طعم السعادة الحقيقية ومعه عرفت معنى الحب وانتهت السنة الدراسية الأولى وتفرغت لمتطلبات خطيبي، ففي هذه العطلة يصادف عيد ميلاده العشرين وأعددت حفلة وجهزت متطلباتها، وحينما أوشكت على الانتهاء طلبت منه إحضار الكعك من المخبز، ولكن تأخر رجوع خطيبي وبدأت أشعر بالقلق، وخفت أن يكون قد أصابه مكروه وبكيت بشدة، وكانت أمي حينها تهدئني، ولكنني أخبرتها بأنه قد تأخر على ما يقارب الساعتين وإحضار الكعك من المخبز لا يحتاج لذلك، وما هي إلا دقائق حتى رن الهاتف، هرولت مسرعة، رفعت السماعة، وكنت أول من يتلقى الفاجعة الكبرى ويتحمل مرارتها، لقد مات خطيبي إثر حادث مروري مروع .
صرخت حينها، ولم أدر ماذا افعل، أحسست بالدوار وسقطت مغشياً عليّ وأسرعت أمي لتستأنف المكالمة الهاتفية ولتعرف ما حصل ولتتلق هي الأخرى الفاجعة . وبعد سماعي لهذا الخبر مكثت في المستشفى أسبوعين، وكنت أهذي ولا أحد يفهم ماذا أقول فلقد رحل خطيبي وترك لي الألم والحسرة، رحل وقد أخذ قلبي معه .
مررت بأزمة صعبة للغاية هزت كياني وجعلت مني إنسانة بلا معنى، فكانت صورة خطيبي لا تفارقني أبداً وفي كل يوم أراه في منامي، فهو لم يفارق خيالي أبداً فالأيام تمر وأنا مازلت على فراشي وكانت أمي حزينة على حياة ابنتها التعيسة، والتي لم تكتمل سعادتها، فقد رحل حبيبها، رحل وتركها تصارع أمواج الحياة وحدها، رحل من دون أن يعلمها السباحة . كانت أمي تحاول أن تخرجني من هذه الأزمة، ولكن كانت جميع محاولاتها فاشلة، فأنا لا أستطيع نسيان من وهبته قلبي وعندما أوشكت أيام العطلة أن تنتهي لم تكن الجامعة بالنسبة لي كما كانت بالسابق، فلم يعد لها معنى، ولكن أمي كانت تصر على أن أكمل دراستي، وأن لا أحاسب نفسي على شيء لم أرتكبه .
واصلت أمي جهودها لإخراجي من هذا الحزن وبعد محاولات عدة نجحت وحققت ما كانت تصبو له فأعادت إليّ البسمة، وفعلاً ذهبت للجامعة في اليوم الأول الدراسي لم أعد تلك الإنسانة الاجتماعية التي تحب مصاحبة الجميع، بل أصبحت إنسانة منغلقة على نفسها، لا تحادث أحداً ولا ترغب في أن يحادثها أحد، ولا تدري ماذا يدور في قاعات المحاضرات، لأنها تفكر في الحبيب الراحل .
كنت هكذا دائماً سألتني صديقاتي عن السبب، فلم أجب أحداً وبعد التساؤلات عني علمن السبب، فجاءت كل واحدة منهن وهي حاملة في قلبها المحبة لي، وكل واحدة تواسيني أو تحاول ذلك .
مرت سنة كاملة على وفاة خطيبي بعدها تقدم لخطبتي شاب من الجامعة وأنا أعرفه وأعرف سلوكياته وأخلاقه جيداً، ولكنني لم انته من الألم بعد، وقلبي لم يزل ينبض بحزن شديد على رحيل حبيب العمر، فلم تكن لي الرغبة في الارتباط، بعد مرور أيام معدودة تقدم نحوي ذلك الشاب عند قسم المحاضرات، وأخبرني بأنه يحبني بصدق، وكان ذلك منذ فترة طويلة، وأنه قرر من قبل التقدم لخطبتي، ولكن سبقه خطيبي الراحل، وأصر على كلامه رغم كل ما قلته له من رفضي للارتباط، وعندما أخبرت أمي بما حصل قالت لي: يا ابنتي إن الحياة لا تتوقف على حبيب قد مضى، فالحياة متجددة فإن رحل خطيبك فإن هناك من يتمناك، فلا تحرمي نفسك من أن تعيشي حياة هنيئة، فوافقي على هذا الشاب فربما يعيد لك ذكرياتك السعيدة، وبعد إصرار أمي وافقت على ذلك الشاب برغم أنني لست مقتنعة به، ولكن لربما كما قالت لي والدتي يعيد لي ذكرياتي السعيدة، وبدأت الاستعدادات لمراسم الخطوبة وفي اليوم المحدد أقام لي خطيبي حفل رائعة تذكرني بحفلتي مع خطيبي السابق! وانتهت الحفلة بسرعة، ولكن الأيام بعدها مضت بطيئة فقد كنت أتجاهله وأتهرب منه، فرغم حبه لي إلا أنني لا أزال على ذكرى حياتي مع خطيبي السابق، ولكن حبه المتضاعف لي مع كل يوم يمر والكلام والشعر الذي يهديني إياه ومعاملته معي، جعلتني أبدد تلك الذكريات واطوي صفحة الماضي وأفتح صفحة حياتي مع هذا الإنسان الذي أهداني قلبه . بدأ قلبي يتسع لخطيبي وبدأت قصة حب جديدة، فعقلي دوماً يفكر به وقلبي دوماً ينبض بحبه، فمنذ أن أحببته وألم الدنيا الذي بجوفي كله تلاشى، نعم فلقد أحببته بشكل لا يوصف، أهديته حبي وعقلي وقلبي وكل تفكيري، ولكن الدنيا اشتاقت للغدر .
كان خطيبي يعاني من ألم بسيط برأسه وكلما دعوته لزيارة الطبيب يرفض، وذلك لأنه سبق وأن زار الطبيب مسبقاً وأخبره بأن الحالة طبيعية، وليس هناك من مشكلة . ومع تزايد الألم اتخذ خطيبي قراراً بمعاودة الطبيب وذهبت معه، ولكن ليتني لم أذهب فلقد تلقيت الفاجعة هناك، حيث خطيبي يعاني من المرض الخبيث، لم أع ولا أدري ما الذي يجري من حولي، وكنت أخاطب نفسي هل ستأخذ الدينا مني حبيب قلبي؟ أستأخذ مني ذلك الإنسان الذي أعاد لي طعم الحياة بعد أن فقدته، كنت أمضي مع خطيبي آخر أيام حياته وكان يقول لي: إذا مت فكوني لغيري، ولكني كنت أمقت سماع هذا الكلام، لأني لا أريد ان أكون لإنسان ثالث . وتمكن المرض منه، وخطف الموت حبيب الفؤاد، لقد رحل ذلك الإنسان الذي ولدت في اليوم الذي أحببته فيه . تجمد جسدي ولم أقو على الحراك وأدركت بأن للحياة طعماً مراً كالعلقم، فكيف سأواجه هذه الحياة وقد رحل حبيبي وأخذ روحي معه، ازدادت حالتي النفسية سوءاً فكرهت الجامعة وقررت الانسحاب فأنا لم أعد قادرة على استئناف الدراسة، ولكن والدتي تدخلت في الموضوع وقالت لي: بنيتي لا تضيعي الحلم الذي سهرت الليالي من أجل أن تبنيه وبعد أن أوشك على الانتهاء تهدمينه بيدك، تراجعي عن هذا القرار وأبعديه عن عقلك عودي للجامعة وكوني تلك الطالبة المجدة والمتميزة، نفذت ما أمرتني به والدتي وعدت لمقاعد الدراسة، وبينما كنت جالسة في حديقة الجامعة وإذا بشاب قد أقبل عليّ وطلب مني الإصغاء لموضوع مهم هو يود التحدث به معي فسمحت له بقول ما لديه وبعد مقدمة طويلة علمت بأنه يود الارتباط بي . حينها لم أكن أدري ماذا أفعل سوى أني خاطبته بهمجية ونهرته وأخبرته إن أراد أن يحفظ كرامته ألا يفكر في مثل هذا الكلام نهائياً، وحينما عدت للمنزل فكرت في أمره، كان بإمكاني أن أحادثه بلهجة مختلفة وبطريقة أخرى، ولكن لم يكن بيدي شيء سوى فعل ذلك فالأيام الماضية غيرت مني الكثير، وفي اليوم التالي رأيته والابتسامة على وجهه ونظراته مرسلة لي وكأنما لم يحدث أي شيء بالأمس، استغربت من تصرفاته ومع هذا لم أكترث له ومضيت، ولكن اكتشفت بأنه يراقبني ويلاحقني فأينما أمضي أراه معي أينما توجهت أجده واقفاً أمامي حتى وصل الأمر للمنزل، فمتى ما فتحت نافذة غرفتي أجده واقفاً يراقبني، سبق لي وأن نهرته ورفضته، لأنني لا أريد أن أتعذب للمرة الثالثة، ولكنني حينما أراه وألمح في عينه الحب الصادق أفكر في إعادة النظر في مسألة الزواج، أنا حقا حائرة ولا أعلم ماذا أفعل، أخشى أن أعيد التجربة للمرة الثالثة وأتعذب وأخشى أن أخسر إنساناً يحاول بشتى الطرق أن يثبت لي حبه لا أدري ماذا أقول ولا أدري هل أوافق عليه؟
منقول من صاحبة القصة لـ مريم راشد كاتبة وناقلة القصة بجريدة الخليج الشباب
وكان موعد لقائي به عند بوابة الجامعة فقط، أخبرت والدي أن يتأخر في المجيء للجامعة، بحجة تغير مواعيد المحاضرات، ليتسنى لي الإطالة في النظر إليه أمام البوابة، وفي أحد الأيام غاب عن الجامعة شعرت حينها بالملل لأني تعودت أن أراه كل يوم واليوم لم أره حتماً إنه يوم ممل وكم تمنيت أن يمر بسرعة وفي اليوم التالي كنت جالسة بمفردي في حديقة الجامعة، وقبل بدء المحاضرات أقبل علي شاب يطلب مني الجلوس ولما نظرت له علمت أنه هو ذاك الشاب المعجبة به، فسمحت له بذلك وطلب مني بعدها أن أشرح له ما فاته من محاضرات أمس، وفعلاً لبيت له ما كان يريد، وخاصة أن المعروف عني بأني طالبة مجتهدة وبعد أن انتهينا استأذن وانصرف، ومن هنا كثرت جلساتنا، ولكننا لم نتحدث قط عن أمور خارج نطاق الدراسة، وكل ما كان يدور بيننا هو المحاضرات والبحوث . وبعد مرور أسابيع طلب مني أن أعطيه عنوان منزلنا فسألته عن السبب فأخبرني بأنه يود زيارتنا، وحدد موعد للزيارة وأخبرت والدي بذلك، في اليوم المحدد جاء لأبي وقال له ما يريد وقد أطال المكوث عندنا، وكل ما كنت أتمناه هو معرفه ما يدور بينهما . بعد أن خرج زميلي جاء أبي وأخبرني بأن ذاك الشاب جاء لخطبتي، لم أتمالك نفسي حينها من الفرحة وشعرت بأنه الإنسان الذي بإمكانه أن يفهمني، وسيصبح شريك المستقبل واتفق الأهل من الطرفين على أن تمتد الخطوبة طيلة الفترة الدراسية بالجامعة، بحيث يكون الزواج فيما بعد، وأنا وافقت على ذلك، وفي اليوم المحدد للخطوبة كنت في كامل الأناقة والجمال فهذا اليوم لن أنساه أبداً وسيبقى راسخاً في عقلي للأبد .
مع خطيبي تذوقت طعم السعادة الحقيقية ومعه عرفت معنى الحب وانتهت السنة الدراسية الأولى وتفرغت لمتطلبات خطيبي، ففي هذه العطلة يصادف عيد ميلاده العشرين وأعددت حفلة وجهزت متطلباتها، وحينما أوشكت على الانتهاء طلبت منه إحضار الكعك من المخبز، ولكن تأخر رجوع خطيبي وبدأت أشعر بالقلق، وخفت أن يكون قد أصابه مكروه وبكيت بشدة، وكانت أمي حينها تهدئني، ولكنني أخبرتها بأنه قد تأخر على ما يقارب الساعتين وإحضار الكعك من المخبز لا يحتاج لذلك، وما هي إلا دقائق حتى رن الهاتف، هرولت مسرعة، رفعت السماعة، وكنت أول من يتلقى الفاجعة الكبرى ويتحمل مرارتها، لقد مات خطيبي إثر حادث مروري مروع .
صرخت حينها، ولم أدر ماذا افعل، أحسست بالدوار وسقطت مغشياً عليّ وأسرعت أمي لتستأنف المكالمة الهاتفية ولتعرف ما حصل ولتتلق هي الأخرى الفاجعة . وبعد سماعي لهذا الخبر مكثت في المستشفى أسبوعين، وكنت أهذي ولا أحد يفهم ماذا أقول فلقد رحل خطيبي وترك لي الألم والحسرة، رحل وقد أخذ قلبي معه .
مررت بأزمة صعبة للغاية هزت كياني وجعلت مني إنسانة بلا معنى، فكانت صورة خطيبي لا تفارقني أبداً وفي كل يوم أراه في منامي، فهو لم يفارق خيالي أبداً فالأيام تمر وأنا مازلت على فراشي وكانت أمي حزينة على حياة ابنتها التعيسة، والتي لم تكتمل سعادتها، فقد رحل حبيبها، رحل وتركها تصارع أمواج الحياة وحدها، رحل من دون أن يعلمها السباحة . كانت أمي تحاول أن تخرجني من هذه الأزمة، ولكن كانت جميع محاولاتها فاشلة، فأنا لا أستطيع نسيان من وهبته قلبي وعندما أوشكت أيام العطلة أن تنتهي لم تكن الجامعة بالنسبة لي كما كانت بالسابق، فلم يعد لها معنى، ولكن أمي كانت تصر على أن أكمل دراستي، وأن لا أحاسب نفسي على شيء لم أرتكبه .
واصلت أمي جهودها لإخراجي من هذا الحزن وبعد محاولات عدة نجحت وحققت ما كانت تصبو له فأعادت إليّ البسمة، وفعلاً ذهبت للجامعة في اليوم الأول الدراسي لم أعد تلك الإنسانة الاجتماعية التي تحب مصاحبة الجميع، بل أصبحت إنسانة منغلقة على نفسها، لا تحادث أحداً ولا ترغب في أن يحادثها أحد، ولا تدري ماذا يدور في قاعات المحاضرات، لأنها تفكر في الحبيب الراحل .
كنت هكذا دائماً سألتني صديقاتي عن السبب، فلم أجب أحداً وبعد التساؤلات عني علمن السبب، فجاءت كل واحدة منهن وهي حاملة في قلبها المحبة لي، وكل واحدة تواسيني أو تحاول ذلك .
مرت سنة كاملة على وفاة خطيبي بعدها تقدم لخطبتي شاب من الجامعة وأنا أعرفه وأعرف سلوكياته وأخلاقه جيداً، ولكنني لم انته من الألم بعد، وقلبي لم يزل ينبض بحزن شديد على رحيل حبيب العمر، فلم تكن لي الرغبة في الارتباط، بعد مرور أيام معدودة تقدم نحوي ذلك الشاب عند قسم المحاضرات، وأخبرني بأنه يحبني بصدق، وكان ذلك منذ فترة طويلة، وأنه قرر من قبل التقدم لخطبتي، ولكن سبقه خطيبي الراحل، وأصر على كلامه رغم كل ما قلته له من رفضي للارتباط، وعندما أخبرت أمي بما حصل قالت لي: يا ابنتي إن الحياة لا تتوقف على حبيب قد مضى، فالحياة متجددة فإن رحل خطيبك فإن هناك من يتمناك، فلا تحرمي نفسك من أن تعيشي حياة هنيئة، فوافقي على هذا الشاب فربما يعيد لك ذكرياتك السعيدة، وبعد إصرار أمي وافقت على ذلك الشاب برغم أنني لست مقتنعة به، ولكن لربما كما قالت لي والدتي يعيد لي ذكرياتي السعيدة، وبدأت الاستعدادات لمراسم الخطوبة وفي اليوم المحدد أقام لي خطيبي حفل رائعة تذكرني بحفلتي مع خطيبي السابق! وانتهت الحفلة بسرعة، ولكن الأيام بعدها مضت بطيئة فقد كنت أتجاهله وأتهرب منه، فرغم حبه لي إلا أنني لا أزال على ذكرى حياتي مع خطيبي السابق، ولكن حبه المتضاعف لي مع كل يوم يمر والكلام والشعر الذي يهديني إياه ومعاملته معي، جعلتني أبدد تلك الذكريات واطوي صفحة الماضي وأفتح صفحة حياتي مع هذا الإنسان الذي أهداني قلبه . بدأ قلبي يتسع لخطيبي وبدأت قصة حب جديدة، فعقلي دوماً يفكر به وقلبي دوماً ينبض بحبه، فمنذ أن أحببته وألم الدنيا الذي بجوفي كله تلاشى، نعم فلقد أحببته بشكل لا يوصف، أهديته حبي وعقلي وقلبي وكل تفكيري، ولكن الدنيا اشتاقت للغدر .
كان خطيبي يعاني من ألم بسيط برأسه وكلما دعوته لزيارة الطبيب يرفض، وذلك لأنه سبق وأن زار الطبيب مسبقاً وأخبره بأن الحالة طبيعية، وليس هناك من مشكلة . ومع تزايد الألم اتخذ خطيبي قراراً بمعاودة الطبيب وذهبت معه، ولكن ليتني لم أذهب فلقد تلقيت الفاجعة هناك، حيث خطيبي يعاني من المرض الخبيث، لم أع ولا أدري ما الذي يجري من حولي، وكنت أخاطب نفسي هل ستأخذ الدينا مني حبيب قلبي؟ أستأخذ مني ذلك الإنسان الذي أعاد لي طعم الحياة بعد أن فقدته، كنت أمضي مع خطيبي آخر أيام حياته وكان يقول لي: إذا مت فكوني لغيري، ولكني كنت أمقت سماع هذا الكلام، لأني لا أريد ان أكون لإنسان ثالث . وتمكن المرض منه، وخطف الموت حبيب الفؤاد، لقد رحل ذلك الإنسان الذي ولدت في اليوم الذي أحببته فيه . تجمد جسدي ولم أقو على الحراك وأدركت بأن للحياة طعماً مراً كالعلقم، فكيف سأواجه هذه الحياة وقد رحل حبيبي وأخذ روحي معه، ازدادت حالتي النفسية سوءاً فكرهت الجامعة وقررت الانسحاب فأنا لم أعد قادرة على استئناف الدراسة، ولكن والدتي تدخلت في الموضوع وقالت لي: بنيتي لا تضيعي الحلم الذي سهرت الليالي من أجل أن تبنيه وبعد أن أوشك على الانتهاء تهدمينه بيدك، تراجعي عن هذا القرار وأبعديه عن عقلك عودي للجامعة وكوني تلك الطالبة المجدة والمتميزة، نفذت ما أمرتني به والدتي وعدت لمقاعد الدراسة، وبينما كنت جالسة في حديقة الجامعة وإذا بشاب قد أقبل عليّ وطلب مني الإصغاء لموضوع مهم هو يود التحدث به معي فسمحت له بقول ما لديه وبعد مقدمة طويلة علمت بأنه يود الارتباط بي . حينها لم أكن أدري ماذا أفعل سوى أني خاطبته بهمجية ونهرته وأخبرته إن أراد أن يحفظ كرامته ألا يفكر في مثل هذا الكلام نهائياً، وحينما عدت للمنزل فكرت في أمره، كان بإمكاني أن أحادثه بلهجة مختلفة وبطريقة أخرى، ولكن لم يكن بيدي شيء سوى فعل ذلك فالأيام الماضية غيرت مني الكثير، وفي اليوم التالي رأيته والابتسامة على وجهه ونظراته مرسلة لي وكأنما لم يحدث أي شيء بالأمس، استغربت من تصرفاته ومع هذا لم أكترث له ومضيت، ولكن اكتشفت بأنه يراقبني ويلاحقني فأينما أمضي أراه معي أينما توجهت أجده واقفاً أمامي حتى وصل الأمر للمنزل، فمتى ما فتحت نافذة غرفتي أجده واقفاً يراقبني، سبق لي وأن نهرته ورفضته، لأنني لا أريد أن أتعذب للمرة الثالثة، ولكنني حينما أراه وألمح في عينه الحب الصادق أفكر في إعادة النظر في مسألة الزواج، أنا حقا حائرة ولا أعلم ماذا أفعل، أخشى أن أعيد التجربة للمرة الثالثة وأتعذب وأخشى أن أخسر إنساناً يحاول بشتى الطرق أن يثبت لي حبه لا أدري ماذا أقول ولا أدري هل أوافق عليه؟
منقول من صاحبة القصة لـ مريم راشد كاتبة وناقلة القصة بجريدة الخليج الشباب