قلعة صلاح الدين شرق مدينة اللاذقية... من أكبر قلاع القرون الوسطى

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
أفردت صحيفة الثورة صفحتها الأخيرة للحديث عن قلعة صلاح الدين التي تعتبر حاضرة أبدية من بقايا القرون الوسطى تتربع فوق قمة صخرية مرتفعة ممتدة طولا وسط ربوع جبلية خلابة جمعت بين الجمال الطبيعي والإبداع العمراني المميز يحيط بها واديان عميقان يجري فيهما سيلان يجتمعان سوية تحت قسمها الغربي.
وقالت الصحيفة.. حظيت القلعة بإعجاب العلماء فقيل إنها أجمل نموذج لفن العمارة العسكرية في سورية و ان أطلالها من أكثر ما خلفته القرون الوسطى إثارة للدهشة والروعة في هذه المنطقة ومن أكبر القلاع التي بناها الصليبيون مساحة.‏ و اضافت.. تقع القلعة على بعد نحو 35 كم شرق مدينة اللاذقية في منطقة الحفة وترتفع عن سطح البحر410 م وهي في منظرها العام أشبه ما تكون بمثلث متساوي الساقين متطاول الشكل ترتكز قاعدته في الجهة الشرقية ويبلغ طول القلعة 740 م أما مساحتها فتزيد عن ستة هكتارات.‏ و قالت الصحيفة.. كانت القلعة تسمى لزمن غير قصير بقلعة صهيون فقد كانت تابعة لسلطة جزيرة أرواد في عهد اليونان وفي القرن الرابع ق.م سلم ابن ملك أرواد للمنتصر المكدوني المدينة المسماة سيفون وهو أول من اقترح اعتبار اسم سيفون مصدر اسم صهيون الذي حملته القلعة خلال القرون الوسطى حيث ان الإغريق لم يكونوا يلفظون حرف الجيم عند وصول العرب والوحيد من المؤرخين العرب الذي ذكرها معربا هو أبو الفداء وقد كتبه صهيون بفتح الصاد وسكون الهاء وضم الياء التي ذكرها ياقوت الحموي.‏ و اشارت الصحيفة الى أن القلعة سميت باسم قلعة صلاح الدين في العاشر من آذار عام 1957م تيمنا بذكرى القائد العربي صلاح الدين الأيوبي الذي استطاع تحرير القلعة من الصليبيين عام 1188م ولا تزال تعرف حاليا عند سكان المنطقة باسم قلعة الصاونة وتسمية صهيون الحالية التي تعرف بها المنطقة بشكل عام هي تسمية قديمة تم تحريف لفظها مع الزمن لسهولة استخدامها.. و سكان منطقة الحفة في محافظة اللاذقية حيث تتوضع القلعة يعرفون أنهم من منطقة الصاونة الصهاونة ويقصد بذلك أنهم من منطقة صهيون أي الحفة ولا يزال هذا المصطلح مستخدما حتى أيامنا هذه. واوضحت الصحيفة ان القلعة تنقسم إلى قسمين متميزين عن بعضهما قسم شرقي مرتفع فيه أغلب التحصينات الهامة والأماكن الدينية وقسم غربي ينخفض انخفاضا ظاهرا عن القسم السابق يضم البقايا البيزنطية ويحيط به سور لا يزال ظاهرا حتى الوقت الحاضر وإلى الشرق من القسم المرتفع عند هضبة مسطحة كانت متصلة بادئ الأمر بالرأس الصخري الذي نهضت القلعة من فوقه ثم فصلت عنه بخندق نحت في الصخرة. وقالت.. تعود البقايا الأثرية الأقدم لمنشآت القلعة إلى العصر البيزنطي والتي لم يتبق منها الكثير خصوصا بعد المنشآت التي تمت إضافتها في الفترات اللاحقة الصليبية والأيوبية ومن ثم المملوكية وتتمثل تلك البقايا البيزنطية بنواة القلعة الأولى وكنيستين وبعض بقايا المباني مختلفة الوظائف إلى جانب الخندق حيث تعود بداية حفره لتلك الفترة مع أجزاء من السور ما تزال ظاهرة في بعض الأماكن وكان الهدف من القلعة البيزنطية حماية الممر باتجاه شمال سورية. واضافت الصحيفة.. مرت القلعة في القرون الوسطى بأحداث مهمة كانت مسرحا لها وصدرت دراستان هامتان عنها باعتبارها من فن العمارة الصليبية فرفع أحد المهندسين الفرنسيين وضعها الراهن عام 1929 م وفي عام 1937 م تم ترميم بوابة الحمام العربي الغربي ورممت بذلك بعض الأبنية كما استخرجت بعض الإنشاءات العمرانية الأخرى التي كانت مطمورة ومنذ عام 1966 م والمديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية تقوم بأعمال الترميم والصيانة.‏ وتابعت الصحيفة.. تعتبر القلعة من أكبر وأهم قلاع الحقبة الصليبية الموجودة في سورية وجبال الساحل السوري فقد مرت بأحداث تاريخية مهمة خلال القرون الوسطى وعلى الرغم من أنه لا يوجد أي أثر من عهد الحمدانيين في القلعة إلا أن التاريخ يشير إلى أن سيف الدولة الحمداني استولى على القلعة واتخذ منها حصنا من حصونه وإن الإمبراطور البيزنطي يوحنا تزمسكس استولى على القلعة من الحمدانيين خلال حملة قام بها في شمال سورية عام 975م و في أوائل القرن الثاني عشر استولى الفرنجة على القلعة في وقت غير محدود تماما وربما بعد أن استولوا على اللاذقية في العام 1108م وبعد ذلك شرعوا ببناء تحصيناتها خصوصا الأبراج مع البوابات ولا سيما في‏ القسم المرتفع والمنخفض ومكثوا فيها زهاء سبعين عاما. وقالت الصحيفة.. عندما وصل المماليك إلى الحكم و أنهوا عهد الأسرة الأيوبية قام الظاهر بيبرس بتسلم القلعة في عام 1272م إلى جانب القلاع والمواقع الأخرى التي كانت تحت حكم الأيوبيين وكذلك تلك التي كانت لا تزال بيد الصليبيين ومنها قلعتا الحصن وصافيتا ومن تلك الفترة هناك العديد من البقايا ولا سيما في القسم المرتفع والتي تعود لفترة السلطان قلاوون حيث ظل أفراد الأسرة المملوكية يتناقلون القلعة فيما بينهم بسبب نشوء الخلافات على السلطة وكان سيباي آخر من حكم القلعة بالنيابة عام 1500 م.‏ و ختمت الصحيفة تقريرها بالقول.. كان قدوم الاحتلال العثماني الذي أنهى عهد المماليك عام 1516م لتهجر بعد ذلك العديد من القلاع ومن بينها قلعة صلاح الدين وبقيت القلعة طيلة قرون عديدة مهجورة وغطت أطلالها الباقية الأشواك والأعشاب البرية ونبتت الأشجار فوق أسوارها وحتى في أعلى أبراجها.
bilassan-13492466851.jpg
[/URL][/IMG]
 
أعلى