قناديل...!


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

«قنديل البحر» حيوان هلامي، ينتمي الى فصيلة الرخويات المائية، ويفرز مادة سامة لاصقة عند لسعه جلد الانسان، فتترك ندوباً وحروقاً شديدة الاحمرار.
وعندما كثرت القناديل على الشواطئ، تحركت جمعيات البيئة ورفعت الصوت عالياً، ومعها أصحاب المسابح والمنتجعات البحرية، وبدأت بعقد الاجتماعات وإقامة الندوات مستعينة بكبار علماء البحار، وذلك بهدف الوصول الى حلول وعلاجات من شأنها أن تحدّ من هذا التكاثر المخيف ومعرفة أسبابه.
وجاءت نتائج الدراسات والأبحاث والاحصاءات والمتابعات الميدانية لتقول إن سبب «المد القناديلي» عائد الى انخفاض عدد «السلاحف» البحرية في مياهنا!! فـ«قنديل البحر» هو الغذاء الصحي المثالي للسلاحف!! وبالتالي فإن وجودها بأعداد متوازنة طبيعياً وبيئياً، يمنع ويردع ويقضي على تفاقم ظاهرة انتشار الطفرة «القناديلية» على الشواطئ.
وبنتيجة غزارة ما نرميه من نفايات وقمامة وقاذورات وزبالة وأوساخ في البحر، تبيّن أن مئات ملايين «أكياس» النايلون الرقيقة الشفافة، التي تُرمى سنوياً في البحر تنتفخ في الماء، وتطفو بشكل عمودي، لتأخذ بوضعيتها الغارقة هذه شكل «قنديل البحر»، فتهجم عليها السلاحف الجائعة معتقدة انها الوجبة الهلامية المنشودة! فتقضم «الكيس» وتبتلعه بشهية وشراهة، ليتفاعل بعد ذلك «النايلون» في أمعائها بشكل قاتل يؤدي الى نفوقها!
وعندما شكا مزارعو الأرز في الصين من هجمات عصافير الدوري المتواصلة على مواسمهم، خصصت السلطات مبلغاً بالكاد يوازي الربع دولار أميركي لكل مواطن يقتل مائة عصفور «دوري».
وبعد مرور ستة أشهر فقط، تمَّ القضاء على ذلك العصفور المسكين!! وكانت المفاجأة المذهلة عندما جاء موسم الأرز التالي بعد هذه «المقتلة الدامية» غزيراً كما لم يحدث من قبل، ولكنَّه... مملوء بالسوس!! فقد كان عصفور «الدوري» يأكل السوس ومعه بعضاً من حبوب الأرز!
من هذين المثالين، لا اكثر، ندرك أهمية التوازن في الطبيعة، وخطورة إحداث الخلل البيئي فيها.
وبما ان الحديث هو عن التوازن، طبيعياً وبيئياً ومجتمعياً، فإن قلة وندرة عدد «الحمير» في المدن أدّت الى ازدياد وتضاعف عدد «التيوس» فيها! وهذا في رأينا خلل فادح فاضح، يجب على أولي الأمر أن يتفادوه حفاظاً على فعالية وأهمية وضرورة وجود «الحمير» في مجتمعنا الحاضر الناضر!
 
أعلى