كرة القدم.. مسألة كبرياء لأوروجواي في أولمبياد لندن

B.A.R.C.A

مشرف

إنضم
Mar 17, 2011
المشاركات
14,481
مستوى التفاعل
73
المطرح
.: U . A . E :.
شارعان وميدان ، نصب تذكاري وثلاث مدرجات في الاستاد الرئيسي للدولة بخلاف ساندوتش.. هكذا يمكن تلخيص كبرياء أوروجواي في ساحة كرة القدم الأولمبية.

وتقدم دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012) ، إلى هذه الدولة الصغيرة في أمريكا الجنوبية والتي لا يزيد تعدادها عن ثلاثة ملايين نسمة ، فرصة للحلم مجددا بإحراز الميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم الأولمبية والتي فاز بها منتخب أوروجواي سابقا في عامي 1924 في باريس و1928 في أمستردام.

وتخلد مدرجات استاد "سينتيناريو" في مونتفيديو عاصمة أوروجواي هاتين الذهبيتين.

وافتتح هذا الاستاد في عام 1930 لاستضافة أوروجواي فعاليات بطولة كأس العالم الأولى لكرة القدم.

وتشهد مدرجات هذا الاستاد على العصر الذهبي لكرة القدم في أوروجواي على مدار عقد من الزمان.

وتخلد مدرجات هذا الاستاد ذكرى هذه الانتصارات الرائعة لأوروجواي في هذا العقد بينما يحمل المدرج الثالث اسم "أوليمبيكا" ويحمل المدرج الآخر اسم "أمريكا" ليشير إلى حقيقة مهمة وهي أن منتخب أوروجواي صاحب الرداء السماوي يحمل أكبر عدد من الألقاب الدولية في هذه القارة حتى الآن.

وأحرز منتخب أوروجواي لقب كأس العالم مرتين سابقتين في عامي 1930 و1950 كما فاز بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) 15 مرة (رقم قياسي) كان آخرها في البطولة الماضية التي استضافتها الأرجنتين منتصف عام 2011 .

وعلى بعد عشر دقائق فقط من هذا الاستاد ، وفي منطقة متوسطة المستوى على ساحل "ريو دي لا بلاتا" ، يوجد ميدان "بلازا دي لوس أوليمبيكوس" بينما يطلق على شارعين محيطين بهذا الميدان اسم "كولومبيس" القريبة من باريس والتي استضافت فعاليات أولمبياد 1924 و"أمستردام".

كما يحظى ساندوتش "أولمبيكو" أو "الساندوتش الأولمبي" بشعبية هائلة في أوروجواى ويتألف من ثلاث طبقات ويمتلئ باللحم والجبن والبيض المسلوق والطماطم والمايونيز.

ويفتخر مواطنوا أوروجواي بإرثهم الرياضي العريق والثري والذي يمجد ويخلد ذكريات نجوم بارزين مثل خوسيه ناسازي القائد الأبدي الملقب ب"المارشال" وخوسيه لياندرو أندرادي أول نجم صاحب بشرة سمراء في تاريخ كرة القدم العالمية حيث سطع نجمه قبل الأسطورتين البرازيلي بيليه والبرتغالي إيزيبيو وآخرين.

وصرحت مارتا بلتران ابنة شقيق ناسازي بفخر ، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في مونتفيديو ، "عمي لقب بالمارشال لأنه كان القائد دائما في المنتخب الوطني وفي الأندية التي لعب لها".

وأعلنت بلتران عن تحديها لباقي نجوم كرة القدم في العالم مشيرة إلى أنه حتى بيليه ومارادونا لم يسبق لأي منهما أن ظل القائد في فريقه دائما.

وفي الوقت نفسه ، أظهرت بلتران مجلات وصور وميداليات وتذكارات أخرى عن عمها النجم الشهير الذي لا يزال نموذجا ومثلا أعلى للأجيال الجديدة من لاعبي كرة القدم في أوروجواي.

ويحمل استاد "بيلا فيستا" ، الذي بدأ فيه ناسازي مسيرته الاحترافية ، اسم هذا النجم الشهير. كما يحمل اسمه أيضا أحد شوارع برادو والنادي المجاور والذي يقع على مسافة نحو خمس دقائق من وسط العاصمة مونتفيديو.

وصرح لاعب كرة القدم دانيال بالدي الذي كتب العديد من روايات الأطفال الناجحة ، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، بأنه يتخيل ناسازي "كمدافع من المدرسة القديمة القوية ، لديه شخصية وتأثير كبير في زملائه ومنافسيه إضافة إلى كونه شخص رائع".

ويعتمد هذا الانطباع على الروايات التي سمعها في نادي "بيلا فيستا" الذي لعب له بالدي أيضا حتى وقت سابق من الموسم الحالي.

وعن أندرادي ، قال المؤرخ جورجي تشاجاس الذي ينتمي لأصول أفريقية إنه كان ، لاعبا رائعا كما كان راقصا رائعا للتانجو وفاتن للنساء" سحر الكثير من النساء الفرنسيات خلال أولمبياد 1924 .

وأوضح تشاجاس "كانت علاقة أندرادي متوترة مع مجتمع أصحاب البشرة السمراء في أوروجواي بسبب عدم حضوره حفلا لتكريمه بعد عودته من فرنسا. وتسبب هذا في امتعاض ونفور. ولكن ، لحسن الحظ ، زال هذا النفور تدريجيا بعدما استمر طويلا".

ويشتهر خوليو لانيس ، الذي يعيش في لاباز بالقرب من مونتفيديو ، بهوايته في جمع التذكارات والمقنيات المتعلقة بتاريخ كرة القدم في أوروجواي والاحتفاظ بها. ومن بين هذه المقتنيات صفارات الحكام ومضخات ملء الكرات والكتب والمجلات.

ويمتلك لانيس ضمن هذه المقتنيات صورة موقع عليها من ناسازي قبل 20 يوما من بدء فعاليات بطولة كأس العالم 1930 والتي كانت موقعة لوالد لانيس نفسه وكان ضمن من عملوا في إنشاء استاد "سينتيناريو".

وكتب ناسازي على الصورة "نحن جاهزون" ثم وقع عليها. وإلى جوارها كانت هناك صورة للانيس الأب وهو يعمل بإحدى المعدات التي استخدمت في إنشاء الاستاد ، وكتب على هذه الصورة "أوروجواي مصنع الأبطال الأولمبيين.. الاتحاد الأوروجوياني لكرة القدم".

وبعد 84 عاما أخرى ، عاد منتخب أوروجواي إلى الحفل الأولمبي بفريق يدربه المدرب المخضرم القدير أوسكار تاباريز.

ويرى كثيرون أن تاباريز لعب دورا بارزا في صعود منتخب اوروجواي إلى المركز الثاني في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) وإن هبط إلى المركز الثالث في التصنيف الصادر مؤخرا لصالح المنتخب الألماني بعد نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) .

ولا يتفوق عليهما سوى المنتخب الأسباني حامل لقب كأسي العالم وأوروبا.

وقال خوليو سيزار ماجليوني رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية في أوروجواي ، في تصريح إلى (د.ب.أ) ، "بعد الأداء الدولي المتميز في السنوات الأخيرة. بث منتخب أوروجواي السعادة في النفوس إضافة إلى زيادة حجم التوقعات من هذا الفريق".

ويمتد تاريخ كرة القدم في أوروجواي إلى خارج حدود هذا البلد حيث تحمل ثلاث من محطات مترو الأنفاق في لندن بهذا البلد أسماء ثلاثة من النجوم الذي شاركوا في الفوز بذهبية كرة القدم في أولمبياد 1924 وأولمبياد 1928 .

ومن يزور العاصمة البريطانية لندن خلال فترة الأولمبياد ، سيرى هذا على خريطة مترو الأنفاق حيث أسماء ناسازي وأندرادي وهيكتور سكاروني إضافة إلى تكريم مؤقت من قبل لندن للعديد من أحرزوا ميداليات في السباقات والمسابقات المختلفة بالدورات الأولمبية من كل جنسيات العالم.
 
أعلى