كلينتون تحذر بتأثر من مخاطر التطرف المسلح

[{*B*A*T*M*A*N*}]

حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاي كلينتون من التحديات الناجمة عن زيادة التطرف المسلح في شمال افريقيا عقب الربيع العربي وذلك في جلسة امام الكونغرس الاميركي لمساءلتها حول الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي.
وقالت كلينتون في مستهل الجلسة ان هجوم "بنغازي لم يحدث من فراغ" في اشارة الى الهجوم الذي وقع في 11 ايلول/سبتمبر وقتل فيه اربعة اميركيين من بينهم السفير الاميركي كريس ستفينز.
واضافت امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ان "الثورات العربية اربكت ديناميكيات السلطة ومزقت قوات الامن في انحاء المنطقة"، داعية الى استخلاص العبر من هجوم بنغازي.
وتهدج صوت كلينتون وهي تصف استقبال جثث القتلى في قاعدة سانت اندروز العسكرية.
واضافت وهي تغالب دموعها "لقد عانقت امهات واباء وشقيقات واشقاء وابناء وبنات وزوجات تركوا لوحدهم لكي يربوا اولاد" الضحايا.
وفي اخر جلسة استماع لها امام الكونغرس قبل انتهاء توليها منصب الخارجية كررت كلينتون انها تتحمل المسؤولية الكاملة عن التقصير الامني في مقر البعثة الاميركية.
وفيما لم تظهر عليها اشارات متاعبها الصحية المستمرة منذ فترة طويلة دافعت وزيرة الخارجية غاضبة عن ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما والسفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس نافية اي تغطية على احداث بنغازي.
وقالت "ليس هناك شيء ابعد من الحقيقة مثل هذا"، مشددة على انه في الايام التالية للهجوم لم تكن الادارة "تملك صورة كاملة" عما حدث.
وتابعت "مع احترامي، الواقع هو انه كان لدينا اربعة قتلى اميركيين. هل قتلوا في تظاهرة ام ان بعض الاشخاص خرجوا للتنزه في ليلة ما وقرروا المضي لقتل اميركيين؟".
وتساءلت "ما الفرق؟" ضاربة المنصة بقبضتها ردا على سؤال متكرر للسيناتور رون جونسون حول اسباب توجيه الادارة اللوم خطأ في البدء الى احتجاجات خارج مقر القنصلية.
واضافت ان "عملنا يقضي بفهم ما حصل وبذل كل ما في وسعنا لمنع حصوله مجددا ايها السيناتور".
وشددت كلينتون على ان الاولوية القصوى تكمن في حماية موظفي الخارجية البالغ عددهم 70 الف شخص في 275 مقرا حول العالم مؤكدة انها بدأت التحرك لتطبيق توصيات دراسة داخلية من اجل تعزيز الامن.
وقالت "هذا الامر لا يتعلق بالسياسات فحسب. انه شخصي. كنت اقف الى جانب الرئيس اوباما فيما حمل عناصر المارينز النعوش المغطاة بالعلم من الطائرة" في قاعدة اندروز الجوية.
الا انها حذرت اعضاء الكونغرس من ان الدبلوماسية الاميركية لا يمكن ان تتراجع في مواجهة التحديات الجديدة التي تطرحها التغيرات الجيوسياسية الناجمة عن سقوط ديكتاتوريات تاريخية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وقالت "لا يمكننا التراجع الان. عندما تكون اميركا غائبة، خصوصا في البيئات غير المستقرة، فلذلك عواقب: التطرف يضرب بجذوره، ومصالحنا تتضرر، وامننا في وطننا يصبح مهددا".
كما تحدثت عن "حالة عدم الاستقرار في مالي" وقالت انها وفرت "ملاذا امنا واسعا للارهابيين الذين يتطلعون الى مد نفوذهم والتخطيط لمزيد من الهجمات المماثلة للهجوم الذي شهدناه في الجزائر الاسبوع الماضي".
ورغم قرارها الابتعاد من الاضواء بعد وعكة صحية طويلة في اخر اسابيع لها في منصبها، بدت كلينتون حريصة على وضع خاتمة لحادث الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي الذي اثار عاصفة سياسية في الولايات المتحدة.
واصبحت جلسات الاستماع اكثر ضرورة بعد ازمة الرهائن في الجزائر وآثارها على واشنطن بعد مقتل ثلاثة اميركيين.
وكان من المقرر ان تدلي كلينتون بشهادتها في كانون الاول/ديسمبر بعد تحقيق صارم القى بالمسؤولية في هجوم بنغازي على عدم توفير الحماية الكافية في القنصلية الاميركية في المدينة.
ولكنها اضطرت لارسال اثنين من مساعديها الى تلك الجلسات بسبب اصابتها بوعكة صحية بسبب فيروس في المعدة، وبعد ذلك اصابتها بارتجاج في المخ بسبب سقوطها اضافة الى اصابتها بتجلط دموي.
وتاتي شهادتها امام لجنتين في الكونغرس عشية جلسة لمجلس الشيوخ لتاكيد تعيين خلفها السناتور جون كيري الذي يتوقع ان تتم المصادقة عليه بسهولة ليتولى منصبه الجديد خلال ايام.