كوسوفو تحتفل بمرور خمس سنوات على استقلالها على خلفية تحسن العلاقات مع بلغراد

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
احتفلت كوسوفو الاحد بمرور خمس سنوات على استقلالها عن صربيا، في ذكرى تترافق مع تحسن العلاقات بين العدوين السابقين بفضل وساطة الاتحاد الاوروبي، لكن الدولة الفتية تواجه واقعا قاتما مع اقتصاد منكوب ومجتمع ينخره الفساد.
وقالت رئيسة كوسوفو عاطفيتي جاهجاغا في رسالة متلفزة ان "جمهورية كوسوفو حقيقة لا يمكن دحضها".
وجرى عرض عسكري لقوات الامن الكوسوفية على وقع تصفيق الالاف في اطار الاحتفالات التي اقيمت في وسط بريشتينا التي ازدانت باعلام كوسوفو والولايات المتحدة، ابرز حليف لها.
وفي رسالة للمناسبة، شجع وزير الخارجية الاميركي جون كيري السلطات على العمل "لبناء مؤسسات ديموقراطية صلبة (...) وتعزيز دولة القانون ومسيرة كوسوفو نحو اندماج اوروبي".
وقد اعترف نحو مئة بلد بينها الولايات المتحدة وغالبية دول الاتحاد الاوروبي بدولة كوسوفو التي اعلنت استقلالها بعد نحو تسع سنوات من عمليات قصف حلف شمال الاطلسي لصربيا في ربيع العام 1999. وادت تلك الحملة العسكرية الى اخراج القوات الصربية من هذا الاقليم حيث كانت تقوم بعمليات قمع للمتمردين الانفصاليين من الكوسوفيين الالبان.
واليوم ورغم ان صربيا لا تزال تعتبر كوسوفو اقليمها الجنوبي انتزعت اتفاقات عدة بين بلغراد وبريشتينا تحت ضغط بروكسل، التي تربط اي تقدم نحو دخولها الى الاتحاد الاوروبي بتطبيع العلاقات الثنائية في اطار حوار بدأ في العام 2011.
وتهدف هذه الاتفاقات الى تحسين الحياة اليومية لسكان كوسوفو المقدر عددهم بنحو 1,8 مليون نسمة ويعانون من المعضلة الادارية المتعلقة بوضع هذه المنطقة المثير للجدل (سجل الاحوال الشخصية والسجل العقاري والجمارك).
واتفق رئيسا الوزراء الصربي والكوسوفي ايفيتشا داسيتش وهاشم تاجي اللذان التقيان اربع مرات منذ تشرين الاول/اكتوبر برعاية وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، بين الامور الاخرى على ادارة مشتركة للمراكز الحدودية بين صربيا وكوسوفو وتبادل "ضباط ارتباط" سيكون مقرهما قريبا لدى بعثتي الاتحاد الاوروبي في العاصمتين.
لكن المسألة التي يعتبر حلها اكثر صعوبة وتعقيدا هي تلك المتعلقة بالدعم الذي تمنحه بلغراد للصرب في شمال كوسوفو حيث يشكلون الغالبية، مع ابقاء مؤسساتها مثل المدارس والمحاكم في هذه المنطقة الخارجة عمليا عن سيطرة بريشتينا.
وترغب صربيا في الحصول على استقلالية اوسع للصرب البالغ عددهم 40 الفا وايضا بالنسبة ل80 الفا اخرين يقيمون في جيوب مختلفة في جنوب المنطقة.
والسبت عبر وزير الخارجية الكوسوفي انور خوجا في تصريح للاذاعة الالمانية عن تفاؤله ازاء امكان التوصل الى اتفاق حول تفكيك "المؤسسات الصربية الموازية" اثناء المحادثات التي من المقرر مواصلتها قريبا في بروكسل.
لكن جميع هذه الخطوات التي تم تحقيقها تحجبها الازمة الاقتصادية التي تتخبط فيها كوسوفو حيث يعيش ثلث السكان باقل من دولار واحد في اليوم وحيث تطال البطالة 40% من السكان ولا يتجاوز اجمالي دخل الفرد 3520 دولارا مقابل 7610 دولارا في اوروبا بحسب البنك الدولي.
الى ذلك يعتبر الفساد المتفشي في اوساط الطبقة السياسية من بواعث القلق الرئيسية لدى الاتحاد الاوروبي وهو موضع انتقادات حادة داخل المجتمع.
وقال ارسيم موسليو وهو طالب اقتصاد اثناء توجهه الى وسط مدينة بريشتينا حيث من المقرر اجراء عرض لقوات الامن الكوسوفية اليوم "من الصعب جدا ايجاد عمل. والشبان في حالة احباط. انها اكبر مشكلة في هذه الذكرى".
وعنونت صحيفة زيري "كثير من الفشل وقليل من النجاحات".
 
أعلى