كيري يبدأ جولة اوروبية-شرق اوسطية تستمر اسبوعين

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
غادر وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري الاحد واشنطن في جولة ماراثونية تستمر اسبوعين يزور خلالها عددا من حلفاء الولايات المتحدة في اوروبا والشرق الاوسط ويتباحث واياهم في القضايا الساخنة ولا سيما الازمة السورية.
وفي اول رحلة له الى الخارج منذ توليه حقيبة الدبلوماسية الاميركية، يزور كيري من 24 شباط/فبراير الجاري ولغاية 6 آذار/مارس كلا من لندن وبرلين وباريس وروما وانقرة والقاهرة والرياض وابوظبي والدوحة.
وخلافا لما اعلنه مسؤولون فلسطينيون ان زيارة كيري ستشمل ايضا الاراضي الفلسطينية واسرائيل، فان البرنامج الرسمي الذي وزعته الخارجية الاميركية خلا من هاتين المحطتين اللتين سيزورهما بالمقابل الرئيس باراك اوباما الشهر المقبل.
والى جانب تأكيد كيري خلال كل محطات جولته هذه على العلاقات التاريخية التي تربط بين الولايات المتحدة وحلفائها على الضفة الاخرى من الاطلسي، فان الوزير الاميركي سيتباحث في "جولة الاستماع" هذه مع مضيفيه في مواقفهم من القضايا الدولية الساخنة ولا سيما الحرب في سوريا ومالي والملفين النوويين الايراني والكوري الشمالي، اضافة طبعا الى عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية المجمدة والوضع في افغانستان ومعضلة التغير المناخي.
وكيري الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ لمدة 30 عاما تقريبا والمرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية في 2004، لم يأت الى عالم الدبلوماسية من فراغ، فوالده كان دبلوماسيا وهو نفسه كان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ وسبق ان جال العالم والتقى ابرز زعمائه.
والوزير الجديد الذي تولى مقاليد الوزارة في الاول من شباط/فبراير خلفا لهيلاري كلينتون معروف بانه من ابرز دعاة توطيد العلاقات الاميركية الاوروبية، وهو امضى سنوات عدة من طفولته في برلين حيث كان والده دبلوماسيا معتمدا فيها، اضافة الى انه يتحدث الالمانية والفرنسية حيث تجمع عائلته روابط بفرنسا.
وفي الواقع فان قراره تخصيص جولته الخارجية الاولى لاوروبا، في حين ان كلينتون خصصت زيارتها الخارجية الاولى في 2009 الى منطقة آسيا-المحيط الهادىء، عملا بسياسة الرئيس باراك اوباما جعل هذه المنطقة "نقطة ارتكاز" الاستراتيجية الاميركية.
وبالفعل فقد سلط وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الضوء على هذه النقطة، مؤكدا ان زيارة نظيره الاميركي لبرلين في 26 الجاري هي "اشارة مهمة للعلاقات عبر الاطلسي".
واضاف لصحيفة "باساور نوي برس" ان هذه الزيارة "تبرهن لكل الذين اعتقدوا ان اوروبا لم تعد مهمة للولايات المتحدة انهم على خطأ".
والتفسير ذاته تكرر في باريس التي ترى في اللقاء المقرر بين كيري والرئيس فرنسوا هولاند في 27 الجاري ومن ثم لقائه ونظيره الفرنسي لوران فابيوس فرصة "للتباحث في العلاقات عبر الاطلسي".
وشهدت العلاقات الاميركية-الاوروبية انتعاشة اثر اعلان الرئيس باراك اوباما قبل عشرة ايام في خطابه السنوي في الكونغرس حول حال الاتحاد اطلاق مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي لاقامة منطقة ضخمة للتبادل التجاري الحر.
وفي هذا الاطار اعتبر فسترفيلي ان من "الواقعي" ان ترى هذه المنطقة النور قبل نهاية الولاية الثاني والاخيرة للرئيس اوباما في كانون الثاني/يناير 2017. غير ان دبلوماسيا فرنسيا توقع ان تكون المفاوضات حول اقامة هذه المنطقة التجارية الحرة "طويلة وصعبة".
وفي برلين سيلتقي كيري ايضا نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وسيتباحث الوزيران في الملفات الخلافية بين بلديهما ولا سيما الحرب في سوريا، لكنهما سيتباحثان ايضا في الملفات التي تجمع بينهما ولا سيما ازمتي ايران وكوريا الشمالية، كما اوضحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند.
وستتزامن المباحثات الاميركية-الروسية مع مفاوضات ستجري في مدينة الماتي في كازاخستان بين ايران ومجموعة الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) حول الملف النووي الايراني.
اما في ما يتعلق بالملف السوري فسيكون في صلب الزيارة التي سيجريها كيري لروما في 28 الجاري حيث يشارك في مؤتمر "اصدقاء سوريا" الداعم لمعارضي الرئيس السوري بشار الاسد.
وكان البرنامج الرسمي لجولة كيري يتضمن في محطته في روما لقاء مع الائتلاف السوري المعارض، غير ان هذا اللقاء الغي بعدما اعلنت المعارضة السورية السبت مقاطعتها اجتماع روما وكذلك ايضا تعليقها زيارات كانت مقررة لواشنطن وموسكو، "احتجاجا على الصمت الدولي" على "الجرائم المرتكبة" بحق الشعب السوري.
وسيكون الملف السوري ايضا في صدارة القضايا التي سيبحثها كيري مع حلفائه في انقرة وكذلك في القاهرة حيث سيجتمع ايضا بالامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وسيمضي كيري اكثر من 24 ساعة في مصر التي تشهد انتخابات تشريعية اعتبارا من 27 نيسان/ابريل والتي كانت تجمعها علاقات وطيدة بالولايات المتحدة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي خلفه الان الرئيس محمد مرسي الاتي من صفوف الاخوان المسلمين.
وسيختتم كيري جولته الماراثونية في الخليج حيث يشارك خصوصا في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض.
وفي السعودية كما في الامارات وقطر، سيكون الملف السوري في صدارة الملفات التي ستتناولها مباحثات الوزير الاميركي، اضافة الى عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية المجمدة منذ ايلول/سبتمبر 2010 والوضع في افغانستان التي ستنسحب منها القوات الاميركية بنهاية 2014.
 
أعلى