كيف تؤثر سفن شحن الحاويات العملاقة على مستقبل الملاحة في العالم؟

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
يزداد حجم سفن الشحن في العالم وهو امرلا يدعو لغرابة لاسيما مع مقارنة حجم البضائع التي تنتجها آاسيا وتستهلكها اوروبا والولايات المتحدة. لكن هل هذه الرموز العملاقة للخلل التجاري العالمي تنمو بلا سبب؟
فقد جرى بناء سفينة شحن زرقاء يصل طولها الى ربع ميل تعد أطول من استاد لندن الاوليمبي.
انها سفينة الشحن (تربيل إي Triple E)، احدث سفن الشحن هذا العام، والتي تدخل الخدمة في يونيو/حزيران المقبل، أنها اكبر سفينة شحن تمخر عباب البحار.
وتحتوي كل سفينة من هذه السفن العملاقة على كمية من الحديد الصلب تعادل اكثر من ثمانية ابراج بحجم برج ايفل في باريس، كما يمكنها شحن 18 ألف حاوية.
وتستوعب هذه السفينة حاويات لو جرى وضعها في ميدان تايمز سكوير في نيويورك لتجاوزت ارتفاع اللوحات الاعلانية وأعمدة الانارة وبعض الابنية.
أو بمعنى اخر يمكن لهذه الحاويات ملء ما يربو على ثلاثين قطارا يصل طول كل منه الى نحو ميل بارتفاع حاويتين، على نحو يمكن وضع 36 ألف سيارة داخل هذه الحاويات.
لا تعتبر السفينة تربيل إي اكبر سفينة جرى بنائها على الاطلاق، فهذا الاعتقاد ينطبق على "ناقلة البترول العملاقة" (يو ال سي سي) التي جرى بناؤها في سبعينيات القرن الماضي.
لكن جميع الناقلات التي تجاوز طولها 400 متر قد تقادمت قبل سنوات وتوقف نشاطها، بعضها خرج من الخدمة بعد اقل من عقد من العمل، غير ان ناقلتين فقط من ناقلات (يو ال سي سي) مازالتا تعملان الى الان.
ويثار نقاش بالفعل داخل قطاع الشحن بشأن تحديد فئة السفينة التي ستعبر قناة السويس، لكن هل سيكون باستطاعتها المرور عبر عنق التجارة الدولي، مضيق ملقا، بين ماليزيا واندونيسيا.
ان جميع سفن الشحن العملاقة حاليا بامكانها الملاحة عبر قناة السويس، لكن ليس باستطاعتها جميعا الرسو في جميع موانئ العالم، حتى الموانئ الامريكية غير مجهزة للتعامل معها.
خدمة بندولية لقد بنيت سفينة الشحن تربيل إي لغرض اساسي هو تقديم خدمة يطلق عليها الخدمة البندولية بين اسيا واوروبا لحساب شركة (مايرسك)، اكبر شركات الشحن في العالم.
فهذه السفن من المعتزم ان تصل اوروبا كاملة الشحن حيث يجري تفريغ عدد كبير من حاوياتها حال مغادرتها.
ويقول باول ديفيلدى، والذي يعمل في شركة (هاتشسون بورتس) للموانئ التي تدير ميناء (فليكستاو) البريطاني، احد الموانئ المحتمل تعاملها مع السفينة تربيل إي " يزداد حجم السفن خلال سنوات ".
واضاف "تزداد تحديات الاستثمار في الموانئ قبل التوسع في زيادة سعة الشحن واتخاذ خطوة قبل اطلاق النشاط."
ان زيادة سعة الشحن في الموانئ العالمية يعني احتدام التنافس بين الشركات. اذ يؤكد مارك ليفينسون، مؤلف كتاب (الصندوق كيف تجعل سفن الشحن العالمي اصغر حجما والاقتصاد العالمي اكبر)، ان شركات التشغيل لا تستطيع تضييع الفرصة.
واضاف "ان الموانئ في موقف تنافسي بالغ الصعوبة هنا لان شركات الشحن تطلب وتؤكد انه في حالة- عدم التوسع وعدم بناء ارصفة جديدة مع زيادة غاطس السفن في الموانئ وتوفير رافعات سريعة للغاية، فانها ستزاول عملها في اماكن اخرى".
و ترغب الشركات اصحاب السفن في انهاء عمليات التفريغ والتحميل خلال 24 ساعة، فضلا عن الحاجة لتوفير المزيد من المساحات لتخزين الحاويات في الميناء، وانشاء طرق وسكك حديدية تتكيف مع زيادة الحركة المرورية.
فميناء مثل مياء فليكستاو، على سبيل المثال، يتعامل مع 42 في المئة من تبادل الحاويات في بريطانيا، يستوعب حركة 58 قطارا يوميا، لكن من المعتزم مضاعفة الرقم بعد افتتاح الخط الثالث للسكك الحديدية خلال العام الجاري.
وتقول شركة مايرسك ان السفينة تربيل إي هي اكثر سفينة شحن حاويات في العالم صديقة للبيئة حتى الان، فالمقصود بالاسم الذي يعني (ثلاثية إي) هو مستوى الاقتصاد وكفاية الطاقة وصديقة البيئة.
وتشير حسابات شركة مايرسك ان اعادة تصميم المحركات وتحسين نظام استعادة حرارة المخلفات والسرعة التي تصل الى 23 عقدة يسهم في خفض نسبة انبعاثات الكربون بواقع 50 في المئة لكل حاوية مقارنة بمتوسط الملاحة خلال طريق اسيا اوروبا.
فمن اجل تحقيق اقصى كفاءة ممكنة، ينبغي ان تكون السفينة كاملة الشحن.
وتدخل سفينة تربيل إي الخدمة في وقت يتراجع فيه نمو حجم البضائع التي يجري شحنها، حيث لا يتوقع الخبراء تسجيل زيادة حتى عام 2015.
غير انه من المتوقع ان يشهد سعة اسطول شحن الحاويات في العالم نموا بواقع 9.5 في المئة هذا العام، بعد ان تستلم شركة مايرسك وشركات اخرى السفن التي طلبت توريدها قبل اعوام.
وتعتقد شركة مايرسك استمرار تسجيل نشاط تبادل الحاويات نموا بواقع 5-6 في المئة، بأقل من نصف معدل النمو المسجل قبل سبع سنوات، لكنه يكفي لتعويض استثمارات الشركة في تربيل إي التي يتكلف بناء السفينة من نوعيتها 190 مليون دولار.
 
أعلى