mr_ops
بيلساني محترف
- إنضم
- Jan 12, 2010
- المشاركات
- 2,777
- مستوى التفاعل
- 38
- المطرح
- شامي
قد يبتلي الله البشر بأمراض واعاقات مختلفة .. منها الوراثي ومنها عيب خلقي ومنها تحدث اثر حادث مؤلم ..
الله يشفينا ويعافينا ويصبر اهل الاطفال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة
الله يشفينا ويعافينا ويصبر اهل الاطفال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة
كانت فاطمة ترقص معنا، وهي تضحك من قلبها على حركاتنا التي كنا نفعلها قصداً كي نضحكها، فقد كانت متوترة جداً تلك الليلة وكنا نحاول المستحيل كي نجعل التوتر والحزن يبتعدان عنها، فنحن كنا، وللمرة الأولى نرى عروساً حزينة وتبكي كل الوقت خاصة بسنها فهي قد تخطت الثلاثين بأعوام، ولم تعد تحلم أن يتقدم أحد لخطبتها، إلا أن كان أرمل أو مطلقاً بل بالأحرى لم تحلم أن تتزوج أبداً على الرغم من أنها كانت أجمل فتاة في الحارة . وما كان يميزها عن الجميع إنها إنسانة لا تتكرر كما أنها من عائلة معروفة وثرية . في ما مضى كان يمتلئ منزلهم بالخطاب لكنهم كانوا لا يعودون مرة أخرى والسبب شقيقتاها التوأم، فقد ولدتا بعيب خلقي، كانتا معاقتين تبلغان الثانية عشرة لكنهما كانتا كطفلتين في الرابعة من عمرهما تتصرفان كالأطفال، تضحكن وتصفقن على أي شيء وتشاهدان أفلام الكارتون . كانت فاطمة تطعمهما بيدها كانت تخبرهما القصص قبل النوم وتهتم بنظافتهما بالطبع كانت هناك سيدة تساعدها عليهما لكنهما كانتا متعلقتين جداً بفاطمة خاصة عندما تمرضان كانت بالنسبة إليهما هي الأم والأخت الممرضة، والحاضنة خاصة أن والدتهما كانت تريد إرسالهما إلى مؤسسة خاصة ترعى المعاقين، لكن فاطمة ووالدها لم يقبلا بذلك ووعدتها فاطمة بأنها ستهتم بهما .
كانت تعتقد بأن الوقت سيبدل من موقف والدتها تجاههما لكنها كانت مخطئة فوالدتها لم تستطع أن تتقبلهما لم تحاول أن تدخل غرفتهما ولا لمرة واحدة في مرضهما .
كانت فاطمة تلومها في البداية لكنها في ما بعد عندما أصبحت أكبر وأوعى كانت تجد لها الأعذار وتطلب من الله أن يهديها ويحنن قلبها عليهما . كان الطبيب يقول إنهما لن تعيشا كثيراً فمن هم في حالتهما يتوفون باكراً لكن سبحان الله فقد عاشتا إلى هذه السن قبل أن تموت واحدة منهما فجأة، وكانت صدمة كبيرة بالنسبة إلى فاطمة فتعلقت بالثانية جداً، وكانت تخاف أن تفقدها كشقيقتها، وعندما أنهت دراستها بدأ الخطّاب يقرعون بابهم لكنهم كانوا غرباء عنهم، فكانت والدة الواحد منهم ترى فاطمة في حفلة زفاف أو في السوق عندما ترافق والدتها فتعجب بجمالها، ولكن عندما يعلم بأن شقيقتيها هكذا تخاف من أن تكون حالتهما وراثية، ومن الممكن أن تحمل فاطمة بفتاة تحمل جينات خالتيها، هنا كانت الوالدة تذهب ولا تعود .
تكرر الأمر كثيراً مع فاطمة التي قررت أنها لا تريد الزواج من أحد، فقد شعرت بأنها رُفضت مرات عدة ولم تعد تستطيع أن تحتمل الموضوع أكثر فاختارت أن تبقى في المنزل مرحبة بلقب عانس من دون أي تردد أو ندم . كانت تقول أمام الجميع، وكأنها توصل رسالة: أنا اخترت أن أخدم شقيقتي وأبقى بجانبها ولست نادمة فليلقبوني بالألقاب التي يريدونها لكنني لن اتركها فهي لا أحد لديها غيري، فأشقائي تزوجوا جميعهم وبالطبع لن ترضى واحدة من زوجاتهم أن تأخذها إلى منزلها فهن كن بالكاد يكلمنها واللواتي أنجبن كن لا يدعن أطفالهن يرونها كما أن والدتي قد أصبحت كبيرة في السن ومريضة وهي عندما كانت بكامل صحتها وشبابها لم تقبل أن ترعاهما فكيف الآن؟ إنه قدري وأنا راضية به لدي رسالة في هذه الحياة وهي الاهتمام بشقيقتي وأنا سأكملها للنهاية . رضيت بقسمتها ونصيبها وكانت الأيام تمر وهي لا تمل ولا تتذمر بل تطلب من الله أن يطيل بعمر شقيقتها التي تعتبرها ابنتها الصغيرة كانت تتفانى في خدمتها وخدمة أمها المريضة، إلى أن جاء يوم وطرقت بابهم أم أحمد جارتهم القديمة التي فرحت والدتها جداً برؤيتها فجلست تسألها عن أحوالها، وعن سبب تركهم منزلهم وانتقالهم إلى مكان لم يعرفه أحد، وانقطاع أخبارهم عن الجميع، فقالت لها إن زوجها قد نقل إلى بلد عربي ليترأس الفرع الذي افتتحته الشركة هناك، وقالوا له إن ارتحت في ذاك البلد فسوف تأخذ عائلتك كي تستقر معك هناك، وهكذا صار . والآن هل عدتم لتبقوا هنا؟ أجابت: لا فنحن تعودنا حياتنا هناك، كما أن بناتي تزوجن من هناك ولا أستطيع أن أتركهن وأترك أحفادي، فأنت تعلمين بأن ليس أعز من الولد غير ولد الولد . أجابتها: صدقت والله فأنا إن لم أرَ أحفادي كل يوم أمرض، وهل زوجتهم جميعهم ما شاء الله؟ قالت: الأولاد تزوجوا والبنات، سألتها: ألم يكن لديك ثلاثة؟ صمتت والدة فاطمة قبل أن تقول: لقد توفيت واحدة منهن، قالت: لا حول ولا قوة إلا بالله كيف وماذا حدث لها؟ أجابت: لقد كانت مريضة منذ ولادتها فهي وأختها توأم والثانية لا تزال مريضة، لكنها والحمد لله على قيد الحياة، قالت: والثالثة؟ أجابتها: إنها فاطمة ألا تذكرينها؟ قالت: بالطبع أذكرها فقد كانت ما شاء الله جميلة جداً لا تقولي لي إنها لم تتزوج إلى الآن؟ قالت: لا، إنها لا تريد الزواج، قالت: ماذا أهناك فتاة لا تريد الزواج؟ أجابتها: أنت تعلمين الناس هنا وكيف يتكلمون فقد كانوا يخافون من أن تنجب مثل شقيقتيها لأنه وحسب كلام الأطباء إن هذا المرض يصيب الفتيات أي إن حملت فاطمة بفتاة فمن الممكن أن تحمل هذه الجينة الوراثية، وإن لم تحملها ابنتها ستحملها ابنة ابنتها، قالت أم أحمد بتعجب: ما هذا الكلام السخيف! هل ولد أحد من أهلك أو أقربائك بهذا المرض؟ قالت: إطلاقاً، إذاً من أين أتوا بتلك الفلسفة الغريبة؟ ثم إن تلك الأشياء لا أحد يعلم بها سوى رب العالمين . فرحت الوالدة بكلام أم أحمد واستبشرت به خيراً فعدلت جلستها وارتسمت البسمة على وجهها ثم سألتها: وأنت أخبريني هل زوجت الجميع؟ قالت: أنت تعلمين أن ولدي أحمد وحيد على خمس فتيات تزوجن جميعهن، أما هو فمأخوذ بشدة في عمله والآن وبعد أن هددته بأنني سأغضب عليه إن لم يتزوج قبل أخيراً وطلب مني أن اختار له واحدة على ذوقي فبحثت في ذاكرتي عن أصدقائنا القدامى، وأول من أتى على رأسي هو أنتم لأنكم كنتم نعم الجيران، قالت أم فاطمة: لكن يا أم أحمد ابنتي قد تجاوزت الثلاثين، قالت: وخير يا طير فولدي قد أصبح في الأربعين إذاً هما مناسبان لبعضهما بعضاً فما رأيك؟ قالت: للحقيقة يجب أن أسأل فاطمة فهي ترفض رفضاً قاطعاً التكلم في موضوع الزواج، ثم إنك يجب أن تخبري ابنك عن موضوع شقيقتيها لعله يخاف مثل غيره! أجابتها: لا أبداً نحن لا نفكر هكذا ثم أنت قلتها بلسانك إن لا أحد من عائلتك أو عائلة زوجك يشكو من شيء فكيف أنجبت التوأمتين هكذا إنه أمر الله فلا أحد يعلم السبب غيره، قالت: حسناً إذاً أمهليني يومين حتى أفتح الموضوع مع فاطمة واتصل بك، وما أن ذهبت حتى بدأت الوالدة تنادي فاطمة بصوت عالً: تعالي بسرعة، ركضت فاطمة خائفة من أن تكون والدتها تشكو من شيء فوجدتها واقفة، والبسمة على شفتيها فاتحة ذراعيها، وهي تقول: تعالي يا حبيبتي عندي خبر رائع لك خيراً إن شاء الله يا أمي؟ قالت: بالطبع خير فقد أتت أم أحمد لتطلب يدك مني وهي تعلم كل شيء عن شقيقتيك ولا يهمها هذا الموضوع كل الذي تطلبه هو أن توافقي عليه، صمتت فاطمة للحظة قبل أن تقول: وشقيقتي ماذا سيحل بها فأنا لا أستطيع أن أتركها فهي لا سمح الله ستموت إن ذهبت أنا، فقالت: لا أحد يموت قبل أوانه لا عليك منها سنطلب سيدة لتهتم بها، لكنها يا والدتي لا تحب الغرباء وأنت تعلمين ذلك فهي تحتاج إلى الكثير من الوقت لتعتاد أحداً، ثم إنني لا أريد أن أتزوج فأنا راضية بوضعي هكذا، صرخت قائلة: اصحي من غيبوبتك أنا مريضة بسببك عندما أرى جمالك بدأ يذبل أمامي، ولم يعد أحد يتقدم ليطلبك أريد أن أرى أولادك قبل أن أموت، أجابتها فاطمة: وإن كانوا كشقيقتي ماذا ستفعلين؟ قالت: بإذن الله لن يكونوا هكذا ثقي بي يا ابنتي فلن يدوم لك أحد سوى زوجك وأولادك صدقيني . وشقيقتك التي تفنين حياتك من أجلها لا نعرف متى تموت هذا كلام الأطباء وليس كلامي عندها ستصبحين وحيدة وسوف تندمين أشد الندم إنها فرصتك الأخيرة يا ابنتي، قالت: حسناً سأقبل به بشرط واحد أن آخذ شقيقتي معي إن قبل كان بها وإن لم يقبل فالله معه قولي لهم شرطي إن وافق عليه أقبل، وكانت المفاجأة أنه وافق، فأطلقت والدة فاطمة زغرودة وصلت إلى مسامع الجيران وتوجهت بسرعة البرق تزف الخبر السعيد إلى ابنتها وتهنئها وهي تكاد تطير من الفرح فقد ضحكت لها الأيام بعد عذابها وتعاستها مما قاسته ممن تقدموا لها قبله، أتى أهل أحمد ليطلبوا يدها رسمياً، وأين أحمد؟ سأل شقيقها فقالوا له: كان يجب أن يكون معنا لكنه اضطر لأن يبقى في نيجيريا حيث حدث شيء في الشركة ويجب أن يكون شخصياً ليحله، لذلك أتينا نحن حسب الموعد، وقد كلفنا بأن ننوب عنه بكل شيء المهر والشبكة إلى المؤخر وكل ما تطلبونه وتحديد موعد الزفاف، وهذه وكالة منه لكتب الكتاب باسم الوالد، قالت فاطمة: معقول ألا أراه ويراني وأجلس معه قبل كتب الكتاب؟ قالوا: ألم تعجبك صورته؟ أجابت: بلى أعجبتني فهو ما شاء الله شاب وسيم، لكن يجب أن نتكلم، قالت والدته إنه متدين جداً ولا يقبل أن يرى عروسه قبل الزواج ويجلس معها فلا يراها إلا يوم الدخلة، ثم إنه هو بدوره قد رأى صورتك وطار عقله بك ألا يكفي هذا؟ قالت: على الأقل يكلمني على الهاتف من هناك، قالوا بسيطة الليلة بعد أن يتم الموضوع سيكلمك بالطبع، وبالفعل كلمها وارتاحت جداً له وأصبح يكلمها كل يوم مرات عدة وكانت قد بدأت بتجهيز الملابس وتخيط ثوب الزفاف فالوقت يمر بسرعة غريبة، كنا جميعنا معها كل صديقاتها وقريباتها جيرانها ورفيقاتها البعيدات قد فرحن جداً لها كنا نجتمع كل يوم عندها لنذهب معها إلى السوق لتبتاع ما تحتاج إليه كل عروس، وكانت المسكينة لا تصدق متى تعود لتجلس مع شقيقتها التي لم تتوقف عن البكاء لأن فاطمة ستتزوج فتطمئنها قائلة: لا تبكي يا حبيبتي أنا لن أتركك أبداً فأينما أذهب ستكونين برفقتي هي فقط فترة بسيطة تبقين خلالها مع السيدة اللطيفة عندما أذهب في شهر العسل ثم نعود لنبقى سوياً إلى الأبد .
وبالعودة إلى بداية القصة كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساءً عندما كنا نرقص مع العروس التي بدت رائعة الجمال بفستانها الأبيض المطرز وطرحتها الطويلة والتاج الذي يكلل رأسها إلى أن انقلب الفرح صدمة ودهشة شهقات من هنا وهناك فصمت مطبق في الصالة حتى الموسيقا توقفت عن الصدح . وقفت العروس كالبلهاء تحدق في عريسها الداخل إلى الصالة لم تستطع أن تصدق فألقت نفسها على الكرسي في الكوشة التي كان يجب أن يجلس معها عليها وعندما رأى أهل العريس ما حدث تدافعوا صوبه لحمله وإخراجه من الصالة وتبعهم أهلها فيما تطوعت صديقاتها والحاضرات لإخراجها من الباب الخلفي إلى الليموزين التي كان من المفترض أن تقلها وعريسها إلى الفندق . جلست صامتة عيناها جاحظتان في العدم دموع حارقة تتساقط على وجنتيها يدان باردتان مرتجفتان فجأة التفت إليّ متسائلة: هل أرى كابوساً أم إنها الحقيقة؟ قلت لها: لا يا فاطمة ليته كان كابوساً لكنت استيقظت منه الآن إلا أنها الحقيقة المرة، قالت: مستحيل إنها أقوى ضربة تليقتها في حياتي، لماذا يا إلهي تفعل بي هكذا ؟ أنا لا أستحق هذا الشيء بعد أن ضحيت بكل شيء من أجل شقيقتي وإنني كنت قد ألغيت الفكرة من رأسي، قلنا لها: اهدئي يا فاطمة، احتضنت رأسها بين رجليها واسترسلت في بكاء مرّ وطويل بقع من الألوان لوثت ثوبها الأبيض من ماكياجها الذي سال من عينيها ثم أمسكت التاج وسحبته من شعرها وهي تكاد تنتفه ثم قالت: أرجوكن خذوني إلى المنزل ترجلت من السيارة حملت أطراف فستانها الطويل وحذاءها الذي خلعته وركضت حافية القدمين إلى المنزل وتوجهت بسرعة إلى غرفة شقيقتها تحضنها وتبكي، استيقظت الأخيرة من رقادها . مسحت دموعها وقالت: كما كانت فاطمة تقول لها لا تبكي يا حبيبتي أنا إلى جانبك لن أتركك أبداً إلى آخر العمر . ضحكت فاطمة لكلامها ثم عادت تحضنها وتقبلها وهي تقول: لا تخافي يا غاليتي لن أبكي يكفي أنك في حياتي أنا لن أذهب إلى أي مكان سأبقى معك هنا . بعد قليل وصلت والدتها ودخلت غرفة شقيقتها عندما لم تجدها في غرفتها فرأتها راقدة قربها بفستانها الأبيض والدموع تملأ عينيها، جلست على الكرسي قربها وقالت: سامحيني يا ابنتي فأنا لم أكن أعلم من كان يتوقع أن يكون هكذا فوالدته أخفت عنا الأمر ظناً منها أننا عندما نكتشف حقيقة مرضه لن نرفض أمام الناس جميعهم والمعازيم فالفرح قائم والزواج قد تم، لكنها لم تحسب حساب والدك وأشقائك الذين عندهم أظفارك بالعالم سيقفون في وجههم، لكن لماذا اختارتني أنا؟ أجابتها والدتها: لقد علمت كيف اهتممت بشقيقتيك ولا تزالين إلى الآن فقالت إنك ستهتمين به فهو وحيدها، والطبيب أكد لهم أنه سيتحسن مع الوقت، وهناك جلسات تدليك مكثفة يقوم بها، ولديه طبيب خاص لتعليمه النطق، كما أنه يستطيع الإنجاب لأنه ليس مريضاً كشقيقتيك بل تعرض لحادث سير مروع كاد يموت ونجا بأعجوبة حيث بقي في غرفة العناية الفائقة أكثر من خمسة أشهر ثم أفاق منها ليصبح على ما هو عليه تفكيره الآن كتفكير طفل صغير عاد يتعلم الحرف والنطق يجر قدمه جراً ويده مشلولة أنا لا ألومها يا ابنتي، فهي خائفة على وحيدها ومن سيهتم به بعد موتها فوجدت فيك الإنسانة الحنونة الرقيقة، وبما أنك تهتمين بشقيقتك فستهتمين به . صمتت فاطمة قليلاً ثم قالت: لماذا لم تخبرني الحقيقة لكنت ربما وافقت لكنها أخفت الأمر عنا ثم من الذي كان يكلمني على أنه هو؟ صمتت أمها وهي تفكر ثم قالت: لست أدري، لكن لا تلوميها يا ابنتي فهي أم قلبها محروق على وحيدها الذي كان شاباً، ولا كل الشباب يكفي بالنسبة إليها أنه بقي حياً على كل حال نحن طلبنا منهم الطلاق لا تخافي فأنت لم تولدي لتخدمي المرضى والمعاقين . صمتت فاطمة قليلاً وسرحت في البعيد وهي تمسك يد والدتها ثم قالت لها: لا يا أمي أنا لا أريد الطلاق أنا موافقة أن أكون زوجته سأهتم به وبشقيقتي في الوقت نفسه سيكون رفيقاً لها ومؤنساً لوحدتها، أنا وعدتها أنني سأكمل دوري معها للنهاية أما هو فالله يعينه، وإن كنت أستطيع أن أساعده فلم لا؟ لقد قلت لك إنها رسالتي في هذه الحياة، وهذا ما كتب لي . افتتحت فاطمة مؤسسة صغيرة خيرية تعنى بالمعاقين الذين لديهم حالة شقيقتها نفسها وكانت ترافق زوجها في علاجه لسنوات من دون ملل أو كلل فكان يمسك يدها ويقبلها وهو يقول لها بتأتأة شكراً لك أنت إنسانة عظيمة . الآن وبعد مرور خمسة أعوام شفي أحمد بنسبة ثمانين في المئة، صحيح أن يده سوف تأخذ وقتاً للشفاء، أما كلامه فأصبح جيداً جداً وعادت ذاكرته إليه، أما فاطمة فهي حامل بتوأم خائفة نعم لكنها قررت أن تتقبل الأمر بفرح مهما كانت إلا أن الله سبحانه تعالى قد جازاها على صبرها وأنجبت طفلين رائعين صحيحين هما كل حياتها .
منقول من جريدة الخليج الشباب للكاتبة مريم راشد