لا تقدر بثمن

[اميرة الشام]

أحياناً كثيرة تشغلنا الأعمال والمسؤوليات، لدرجة أننا لا نجد الفرصة والوقت لنتأمل ماذا لدينا من نعم جميلة في هذه الحياة؟ وماذا فعلنا بها؟
فالحياة حديقة متنوعة الأزهار لا يستمتع بها إلا من يستنشق جميع أزهارها والله منحنا فيها هبات كثيرة وعظيمة كالصحة، العمل، الأسرة، الحب، والأصدقاء، حتى الأشخاص المزعجين فهم أيضاً فرصة لنتعلم منهم.
دعونا نتأمل منح الحياة التي لا تقدر بثمن
الصحة: هي العمود الفقري في شجرة الحياة، فمن دونها تفقد الحياة بريقها وتصبح باهتة هزيلة، إنها تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.
النفس الإيجابية: فمن يمتلك هذه النفس المتجددة الخلاقة عليه أن يسعد ويستمتع بها لأنها ستدفعه دائما لطريق التميز والنجاح.
العلاقات الاجتماعية: على مختلف أشكالها سواء الأسرة، الأهل، الأصدقاء، الزملاء... جميعها علاقات لا نستطيع العيش من دونها لأنها النسمات الربيعية التي تنعش الحياة وتجعلها مبهجة.
العمل: من أعظم منح الحياة عمل نجد أنفسنا فيه يفجر طاقتنا وإبداعنا.
المال: مما لا شك فيه أنّ المال مهم جداً... فهو بالتأكيد ليس أهم شيء في الحياة لكنه يجعل الحياة أفضل وأكثر سهولة ويعطينا فرصة أكبر للاستمتاع، هناك العديد من المنح الكثيرة والمتباينة قد تكون لدينا ولا نشعر بمدى قيمتها...
فالحياة لوحة كونية تجمع الليل والنهار، والبحار والأنهار، والشوك والأزهار، إنها متعددة الألوان والأشكال.
يقول الإمام الشافعي عن الحياة:
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
والعيش ذا صفو وذا كدر
إنها المزيج المتناغم المتناقض، والإنسان جزء من هذا الكون ويمتلك المكونات نفسها،
والسعيد أيضاً من يشعر بقيمة ما يملك ويستمتع بكل الأشياء الصغيرة والكبيرة، فالاستمتاع يأتي من الخارج أما السعادة فتنبع من الداخل. فالسعادة أصل الاستمتاع بالأشياء، فالحياة قصيرة فدعونا نجعلها دائماً أحلى.