لقاء هولاند وبوتين بالكرملين لم يبدد خلافهما بشان سوريا

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
اظهر اللقاء الذي عقد الخميس بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اختلاف المواقف بين الاثنين بشان الملف السوري لكنه حجب في المقابل قضية حقوق الانسان في روسيا.
وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي "حققنا تقدما (...) لدينا الهدف نفسه حتى وانا كنا نختلف بشان وسيلة الوصول اليه" وذلك عقب مباحثات ماراثونية استمرت نحو اربع ساعات مع نظيره الروسي في الكرملين.
اوضح هولاند ان هذا الهدف المشترك هو "تفادي تفكك هذا البلد وعدم ترك الارهابيين يستفيدون من حالة الفوضى هذه" مشددا "لم يعد هناك وقت نضيعه" الا ان طرق وسبل التوصل الى ذلك تبقى غير واضحة.
واقر هولاند نفسه بذلك مؤكدا ان فرنسا تصر على رحيل بشار الاسد كشرط مسبق للبحث عن اي تسوية سلمية الامر الذي ترفضه موسكو.
وقال بوتين من جانبه "اجرينا مباحثات مكثفة جدا حتى ان النقاش احتد بيننا قليلا".
وفي وقت لاحق من المساء طرح هولاند فكرة تعيين وسيط "يمكن ان يكون محل ثقة النظام والمعارضة السورية معا".
وروسيا، القوة الكبرى الوحيدة التي لا تزال تقيم علاقات وثيقة مع دمشق وتسلمها اسلحة، عرقلت حتى الان مع الصين كل مشاريع القرارات في مجلس الامن الدولي التي تدين نظام الاسد.
وعلى الاثر تبادل الرئيسان المزاح في هذا الصدد حيث قال بوتين "يبدو لي انه من المستحيل ان نرى الوضع في سوريا بوضوح دون زجاجة نبيذ جيد، بل زجاجة فودكا".
ورد الرئيس الفرنسي مازحا "ربما مع زجاجة بورتو".
في المقابل ابدا الرئيسان اتفاقهما بشان الملف النووي الايراني. وقال هولاند ان "تحليلنا واحد لقضية عدم الانتشار النووي وخاصة ايران. يجب بذل كل الجهود لاقناع ايران بالتخلي بلا شروط عن امتلاك السلاح النووي".
واضاف "اذا حدث تقدم سنسجله لكن حاليا نلاحظ ان المفاوضات لم تتح بعد، رغم العقوبات، التوصل الى تسوية" وذلك غداة جولة مفاوضات الماتي في كازاخستان بين القوى الكبرى في مجموعة 5+1 (الدول الخمس الاعضاء الدائمين في مجلس الامن اضافة الى المانيا) وايران.
الا ان هولاند لم يتخذ موقفا واضحا بشان وضع حقوق الانسان في روسيا التي شهدت العام الماضي وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش الاميركية "اسوأ عملية قمع" للمجتمع المدني منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
وقال "ليس لي ان احكم او اقيم ولكن ان الاحظ فقط. وعندما تكون هناك اوجه قصور افعل. افعل ذلك لكي يتم تسوية الامر وليس لمجرد التشهير به".
وقبل عودته الى باريس التقى هولاند عددا من الناشطين في الدفاع عن حقوق الانسان الذين طلبوا منه ان يقر اسوة بالولايات المتحدة قانون "مانيتسكي" الذي يفرض عقوبات على مسؤولين روس ارتكبوا انتهاكات لحقوق الانسان.
الا ان هؤلاء النشطاء انفسهم اعربوا عن اسفهم لان الرئيس الفرنسي استبعد هذه المسالة.
ومن المؤكد ان الرئيس الفرنسي حرص بذلك على حماية العلاقات الاقتصادية مع روسيا التي تريد فرنسا تعزيزها للخروج من الازمة الاقتصادية.
كما وعد هولاند ب"تسهيل" الاستثمارات الروسية في فرنسا وقال ان "الهدف بسيط: التواجد بشكل اكبر في السوق الروسية وزيادة التصدير وخلق وظائف وجذب رؤس الاموال الروسية الى فرنسا".
وفي هذا الصدد وقع صندوق الودائع والامانات، الذراع المالية للدولة الفرنسية، في حضور الرئيسين اتفاقا مع صندوق سيادي روسي لتطوير الاستثمارات المتبادلة. ولا يزال حجم الاستثمارات الفرنسية في روسيا اكبر بنحو عشر مرات من حجم الاستثمارات الروسية في فرنسا.
وفي اشارة الى تحسن العلاقات بينهما تبادل الرئيسان المزاح ردا على اسئلة الصحافيين عن الاجواء الباردة التي شهدها لقائهما الاول في الاليزية في حزيران/يونيو الماضي. واجاب الرئيس الروسي على احد الصحافيين قائلا "اقتربوا وستشعرون بالحرارة" مثيرا عاصفة من الضحك والتصفيق.
ورد هولاند بدوره قائلا "بالنسبة للحرارة ستحكمون عليها بانفسكم" و"يمكنكم ان تقيسوا بانتظام درجة حرارة علاقاتنا".
والغائب الاكبر في هذا اليوم كان النجم جيرار دوبارديو الذي تغذي مغامرة انتقاله الى روسيا وتسلمه جواز سفر روسي من بوتين شخصيا اخبار الصحف منذ اسابيع. كذلك لم تصدر اي كلمة بشان عضوتي فريق بوسي رايوت الغنائي اللتين حكم عليها بالسجن لانهما انشدتا "صلاة ضد بوتين" في كاتدرائية بموسكو.
 
أعلى