أميرة الشام
لك التحية والسلام
ثم ..... ظننت كمراهق بأن من علامات أنني أصبحت رجلا هي التدخين , وهكذا كان .
صحيح بأن التدخين مسبب للكثير من الأمراض ولكن لا يقصّر العمر ولا حتى ثانية واحدة , والفارق بأن أعيش عمري بجسم سليم أو جسم سقيم .
مدخل إجباري :
حتى لا تتهشم أنوفنا وتتكسّر أسناننا , اضطررت للنيل من تلك الأنثى المحرقة والجميلة الخانقة .
منعطف : ليسامحني وليسمح لي مدمنوها لمجابهتها ومهاجمتها , فقط للتخلّص من وعثاء جرمها وإجرامها .
تحذير : أعذروا حروفي , فهذه المرة ستكون كلماتي قاسية ومؤلمة لتلك المسمومة .
إشتعالة : هذه هي نفسها بهيئتها وجسمها أراها مرة أخرى , تقترب منك , تداعب شفتيك وتفتن عينيك , تحاول أن تبرهن لقلبك بعشق لك وشوق أليك , وقْرٌ في قلبها الأسود وخبث في قوامها الأجرد . أراك يا هذا تغرم بها وتحتسي زفراتها وتشتهي تنهداتها وتمارس معها صنوفا من العشق لم أعهدها وألوان من الغرام لم أعرفها .
تبكي بحرقة لفراقها عنك لحظة , تحطّم أخلاقك من أجل برهة تختلسها معها ولحظات تقضيها برفقتها , تغلق كل الأبواب التي تؤدّي إلى نصحك وتسدّ كل المسالك التي توصل إلى رشدك , تقترب إليها رغم أنها تحتضن غيرك وتدفع لها الكثير من أعضائك وأعصابك, ومع كل تضحياتك تجبرك هي على الرضوخ لها كرهاً .
تمضي جلّ وقتك معها وتجاهر بعشقها ومحبتها , ولا تخشى يوما من الفضيحة والعار . الكل يعلم أنك أجرمت بحق نفسك وأنك تقاعست بحق جسمك ورغم بلوغك درجة من الفهم والإدراك , إلا أنّك تعريّت من " النبالة " ورميت بفهمك في مستنقع السفه والحثالة .
من أجل تلك الأنثى اللعينة التي سلبت صحتك ومالك وعاثت الخراب والتمزيق في جوفك وأعضائك ومن أجلها تنازلت عن تلك النظافة والنصاعة .
تذكّرْ إنْ ملكت ذاكرة , أنها هي التي جعلت الأنقياء منك يتأففون وعنك يبتعدون وهي التي أشعلت بصدرك نار الوهن والخَوَر والأفول . تلك التي ارتكبت مع غيرك خيانة المبدأ وحفر القبور .
تكتسي البياض كي تغرنّك وتحاول بكل نتانة زينتها أن تفتنك , كي تربطك بفتاتها المسموم , تريد الإطاحة بك وإغراقك بالهموم , تحاول إيقاعك في منزلقاتها الوعرة وفي طعومها المرّة , فهل تعلم أنت ذلك ؟!
هل تعلم أنها تحاول هتك أنفاسك وسلاحها , ضعف إرادتك ؟ هل تدرك أنها تنتظر تلك اللحظة التي تدوس فيها على جسدك الناحل المتهالك ؟
يا لها من ساحرة , غادرة فاجرة , ويا لك من غبيّ ساذج , جعلت من إصبعيك لها مقعدا ومن شفتيك لها مضجعا , أبرمت مع معشوقتك " حقدا " وتجرعت بيدك سمّا , وتريد برديء أنفاسك أن تلوّث نقاء صدورنا .
متى تعلم يا هذا أنك أسأت لغيرك بتلك العلاقة المشينة ؟
متى تدرك بأن علاقتك هذه ستحجز لك مقعدا مضمونا في تلك الرحلة التي لا منها إياب ولا عليها عتاب .
إن كانت حروفي وكلماتي أزعجتك , وعن طريقك أثنتك , وعن انغماسك أرجعتك , فيكفي أنني " تلثّمت " بها خوفا من رائحة فمك المقزّز , ومنعا لدخان تلك الحقيرة التي اشتهرت وعُرفت باسم سيجارة .
عمر رزوق