نبيل 73
بيلساني شهم
- إنضم
- Aug 20, 2009
- المشاركات
- 212
- مستوى التفاعل
- 6
- المطرح
- اللاذقية بضيعة اسما الهنادي
مقدمة جغرافية وتاريخية :
يقع لواء الإسكندرونة في الزاوية الشمالية الغربية من سوريا. ويعد المنفذ البحري(تاريخيا) لمدينة حلب ومنطقتها، حيث كان اللواء في العهد العثماني أحد أقضية حلب.. ويضم في مساحته البالغة 4800كم2 مجموعة من المدن المعروفة، منها (أنطاكية، وبيلان، و قرق خان، و الريحانية، و أرسوز، والسويدية، وكساب، و البركة، والأوردي، و الصاو، وقلوق، و بلياس (جبل موسى) ..
وقد بلغ عدد سكان اللواء قبل اقتطاعه من سوريا، 220ألف نسمة .. كان العرب منهم 105آلاف، والأتراك 85ألف، والأرمن 25ألف والأكراد 5آلاف .. ولو علمنا أن نسبة الأتراك كانت لا تتعدى 29% عام 1921، وأن الأرمن تم إبعادهم من شرق الأناضول عام 1916 الى كل من الإسكندرونة والموصل في العراق.. لأدركنا على الفور أن هذا الإقليم عربي بهويته وسكانه وتاريخه ..
ويتمتع اللواء بطبيعة خلابة حباه الله عز وجل بها، وسهول ساحلية خصبة، ويحاذي سلسلة جبال (الأمانوس) التي تعطيه ميزة سياحية فريدة ..
مقدمة تاريخية :
مثلت جبال (طوروس) الحد الفاصل بين أرض العرب وجيرانهم الشماليين، حتى قبل أن يستولي العثمانيون على تركيا .. فقد وقفت الجيوش العربية في تحريرها أرض العرب من الروم عند حافة جبال طوروس لتوافق ذلك مع النظرة التاريخية بأن تلك الأرض عربية وكان ذلك في السنة 16هـ .. لتصبح الأرض التي شمال تلك النقطة للروم والتي جنوبها للعرب ..
وعندما نقول توافق تصرفهم هذا مع النظرة التاريخية المعروفة، فإننا نستذكر ما أنشده الشاعر العربي المعروف (امرؤ القيس ) وهو في طريقه الى القسطنطينية يطلب نصرة ملك الروم لاستعادة ملكه على مملكة (كندة) العربية التي فقد ملكها، فلما وصل منطقة (الدرب) وهو الاسم الذي كان يطلقه العرب على جبال طوروس أنشد يقول :
بكى صاحبي لما رأى (الدرب) دونه ...
............. وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له : لا تبك عينيك أننا
....... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وقد اتفق المؤرخون أن كل المنطقة التي جنوب جبال طوروس وهي ولاية (أدنة)*2 قد خضعت تاريخيا لحكم عربي، وتقسم الى قسمين: الغربي والذي ضم إضافة لما قلنا مدن (مرسين و طرسوس*3) ومرعش و عينتاب والإسكندرونة.. أما القسم الشرقي فضم ولاية (ديار بكر) والمدن التابعة لها: ماردين، ونصيبين وآورفة، وحران *4 و ميافارقين*5
وسكان تلك المناطق (قديما) يرجعون الى قبائل بكر و تغلب، حتى قبل الإسلام، ويعرفون بفصاحة لسانهم ( منهم الشاعر المعاصر المشهور سليمان العيسى )، وقد اتخذ العرب بعد الإسلام تلك المناطق قواعد عسكرية للدفاع عن الثغور، ومطاردة المعتدين .. أي أن العرب سبقوا الأتراك بقرون طويلة في توطن تلك المناطق ..
وقد وضع لواء الإسكندرونة في معاهدة (سايكس ـ بيكو) ضمن المنطقة الزرقاء التابعة للانتداب الفرنسي .. أي أعتبرت تلقائيا مع سوريا ..
عن اللواء:
1ـ كان امرؤ القيس يخاطب رفيق دربه (عمرو بن قميئة) في رحلة دعم القيصر بإرجاعه للملك على مملكة كندة في جزيرة العرب.
*2ـ كانت هذه الولاية تابعة للإدارة المصرية في عهد المماليك، لسنة 1517 أي و الدولة العثمانية قائمة ..
*3ـ المدينة التي دفن فيها الخليفة المأمون وهو يتفقد جيشه.
*4ـ من المدن التي حط بها نبي الله ابراهيم عليه السلام في هجرته من (أور) في العراق.. الى فلسطين ..
*5ـ من المدن الرئيسية التي كانت تحت حكم سيف الدولة الحمداني والتي من ضمنها الموصل وحلب ..
كيف سلخ اللواء عن الوطن الام سوريا:
مع تأزم الوضع الدولي وتهديد ألمانيا النازية بالحرب ضد الحلفاء, رغبت كل من فرنسا وإنكلترا في استمالة تركيا لجانبها ضد الخطر الألماني. في وقت قويت فيه توقعات قيام حرب عالمية ثانية. ولذلك تواطأت فرنسا مع تركيا مرة اخرى لإثارة قضية اللواء, زاعمة أنه يؤلف كياناً مستقلاً عن سورية.
ورفعت القضية إلى عصبة الأمم. التي أرسلت لجنة دولية للتحقيق, برئاسة الخبير السويدي ساندلر, الذي اقترح في تقريره إعطاء اللواء استقلالا ذاتيا، يقوم بإدارته مفوض سام ٍ فرنسي, على أن تجري انتخابات لمجلس نيابي فيه يقرر مصيره مستقبلاً, فأقر مجلس العصبة هذا التقرير.
كان الهدف من إحالة القضية إلى عصبة الأمم بالطبع أن تتخد طابعاً دولياً، وأن يعطى الحل المبيت بين الدولتين الفرنسية والتركية صبغة شرعية.
أوفدت عصبة الأمم لجنة دولية لإحصاء السكان والإشراف على انتخابات أول مجلس نيابي فيه يقرر مصيره.
وكانت فرنسا قد تعهدت لتركيا ان تضمن لها (28) نائباً من أصل (40) نائباً يشكلون أعضاء المجلس, علماً أن الأتراك لم يكونو يؤلفون إلا (37%)من مجموع السكان.
جرت المعركة الانتخابية برعاية الفرنسيين وتواطئهم, وتعسف الأتراك وتزويرهم.
وقد لاحظت اللجنة المشرفة على الانتخابات ذلك.
فأعربت عن احترامها لعرب اللواء لمواقفهم البطولية,وإصرارهم على تثبيت عروبتهم في ظروف غير متكافئة.
وعندما غادرت اللجنة الدولية اللواء غزته الجيوش التركية في (5_6)تموز1938م.
وقامت بتسجيل السكان والإشراف على عملية الانتخاب, فمنحت الأتراك (22) مقعداً من المقاعد الأربعين بعد أن كانت قد أخفقت كل محاولات الفرنسيين والأتراك السابقة لتأمين هذه النسبة .
وفي 23تموز1939م انسحبت الجيوش الفرنسية من اللواء بعد أن سلمته لقمة سائغة للأتراك بموجب اتفاقية أنقرة الثانية (23حزيران1939م)
مع تركيا والتي نصت على ضم اللواء نهائياً الى تركيا وانسحاب فرنسا منه.
يقع لواء الإسكندرونة في الزاوية الشمالية الغربية من سوريا. ويعد المنفذ البحري(تاريخيا) لمدينة حلب ومنطقتها، حيث كان اللواء في العهد العثماني أحد أقضية حلب.. ويضم في مساحته البالغة 4800كم2 مجموعة من المدن المعروفة، منها (أنطاكية، وبيلان، و قرق خان، و الريحانية، و أرسوز، والسويدية، وكساب، و البركة، والأوردي، و الصاو، وقلوق، و بلياس (جبل موسى) ..
وقد بلغ عدد سكان اللواء قبل اقتطاعه من سوريا، 220ألف نسمة .. كان العرب منهم 105آلاف، والأتراك 85ألف، والأرمن 25ألف والأكراد 5آلاف .. ولو علمنا أن نسبة الأتراك كانت لا تتعدى 29% عام 1921، وأن الأرمن تم إبعادهم من شرق الأناضول عام 1916 الى كل من الإسكندرونة والموصل في العراق.. لأدركنا على الفور أن هذا الإقليم عربي بهويته وسكانه وتاريخه ..
ويتمتع اللواء بطبيعة خلابة حباه الله عز وجل بها، وسهول ساحلية خصبة، ويحاذي سلسلة جبال (الأمانوس) التي تعطيه ميزة سياحية فريدة ..
مقدمة تاريخية :
مثلت جبال (طوروس) الحد الفاصل بين أرض العرب وجيرانهم الشماليين، حتى قبل أن يستولي العثمانيون على تركيا .. فقد وقفت الجيوش العربية في تحريرها أرض العرب من الروم عند حافة جبال طوروس لتوافق ذلك مع النظرة التاريخية بأن تلك الأرض عربية وكان ذلك في السنة 16هـ .. لتصبح الأرض التي شمال تلك النقطة للروم والتي جنوبها للعرب ..
وعندما نقول توافق تصرفهم هذا مع النظرة التاريخية المعروفة، فإننا نستذكر ما أنشده الشاعر العربي المعروف (امرؤ القيس ) وهو في طريقه الى القسطنطينية يطلب نصرة ملك الروم لاستعادة ملكه على مملكة (كندة) العربية التي فقد ملكها، فلما وصل منطقة (الدرب) وهو الاسم الذي كان يطلقه العرب على جبال طوروس أنشد يقول :
بكى صاحبي لما رأى (الدرب) دونه ...
............. وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له : لا تبك عينيك أننا
....... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وقد اتفق المؤرخون أن كل المنطقة التي جنوب جبال طوروس وهي ولاية (أدنة)*2 قد خضعت تاريخيا لحكم عربي، وتقسم الى قسمين: الغربي والذي ضم إضافة لما قلنا مدن (مرسين و طرسوس*3) ومرعش و عينتاب والإسكندرونة.. أما القسم الشرقي فضم ولاية (ديار بكر) والمدن التابعة لها: ماردين، ونصيبين وآورفة، وحران *4 و ميافارقين*5
وسكان تلك المناطق (قديما) يرجعون الى قبائل بكر و تغلب، حتى قبل الإسلام، ويعرفون بفصاحة لسانهم ( منهم الشاعر المعاصر المشهور سليمان العيسى )، وقد اتخذ العرب بعد الإسلام تلك المناطق قواعد عسكرية للدفاع عن الثغور، ومطاردة المعتدين .. أي أن العرب سبقوا الأتراك بقرون طويلة في توطن تلك المناطق ..
وقد وضع لواء الإسكندرونة في معاهدة (سايكس ـ بيكو) ضمن المنطقة الزرقاء التابعة للانتداب الفرنسي .. أي أعتبرت تلقائيا مع سوريا ..
عن اللواء:
1ـ كان امرؤ القيس يخاطب رفيق دربه (عمرو بن قميئة) في رحلة دعم القيصر بإرجاعه للملك على مملكة كندة في جزيرة العرب.
*2ـ كانت هذه الولاية تابعة للإدارة المصرية في عهد المماليك، لسنة 1517 أي و الدولة العثمانية قائمة ..
*3ـ المدينة التي دفن فيها الخليفة المأمون وهو يتفقد جيشه.
*4ـ من المدن التي حط بها نبي الله ابراهيم عليه السلام في هجرته من (أور) في العراق.. الى فلسطين ..
*5ـ من المدن الرئيسية التي كانت تحت حكم سيف الدولة الحمداني والتي من ضمنها الموصل وحلب ..
كيف سلخ اللواء عن الوطن الام سوريا:
مع تأزم الوضع الدولي وتهديد ألمانيا النازية بالحرب ضد الحلفاء, رغبت كل من فرنسا وإنكلترا في استمالة تركيا لجانبها ضد الخطر الألماني. في وقت قويت فيه توقعات قيام حرب عالمية ثانية. ولذلك تواطأت فرنسا مع تركيا مرة اخرى لإثارة قضية اللواء, زاعمة أنه يؤلف كياناً مستقلاً عن سورية.
ورفعت القضية إلى عصبة الأمم. التي أرسلت لجنة دولية للتحقيق, برئاسة الخبير السويدي ساندلر, الذي اقترح في تقريره إعطاء اللواء استقلالا ذاتيا، يقوم بإدارته مفوض سام ٍ فرنسي, على أن تجري انتخابات لمجلس نيابي فيه يقرر مصيره مستقبلاً, فأقر مجلس العصبة هذا التقرير.
كان الهدف من إحالة القضية إلى عصبة الأمم بالطبع أن تتخد طابعاً دولياً، وأن يعطى الحل المبيت بين الدولتين الفرنسية والتركية صبغة شرعية.
أوفدت عصبة الأمم لجنة دولية لإحصاء السكان والإشراف على انتخابات أول مجلس نيابي فيه يقرر مصيره.
وكانت فرنسا قد تعهدت لتركيا ان تضمن لها (28) نائباً من أصل (40) نائباً يشكلون أعضاء المجلس, علماً أن الأتراك لم يكونو يؤلفون إلا (37%)من مجموع السكان.
جرت المعركة الانتخابية برعاية الفرنسيين وتواطئهم, وتعسف الأتراك وتزويرهم.
وقد لاحظت اللجنة المشرفة على الانتخابات ذلك.
فأعربت عن احترامها لعرب اللواء لمواقفهم البطولية,وإصرارهم على تثبيت عروبتهم في ظروف غير متكافئة.
وعندما غادرت اللجنة الدولية اللواء غزته الجيوش التركية في (5_6)تموز1938م.
وقامت بتسجيل السكان والإشراف على عملية الانتخاب, فمنحت الأتراك (22) مقعداً من المقاعد الأربعين بعد أن كانت قد أخفقت كل محاولات الفرنسيين والأتراك السابقة لتأمين هذه النسبة .
وفي 23تموز1939م انسحبت الجيوش الفرنسية من اللواء بعد أن سلمته لقمة سائغة للأتراك بموجب اتفاقية أنقرة الثانية (23حزيران1939م)
مع تركيا والتي نصت على ضم اللواء نهائياً الى تركيا وانسحاب فرنسا منه.