لوحة جميلة للرسام و أخرى قبيحة لأليجري

B.A.R.C.A

مشرف

إنضم
Mar 17, 2011
المشاركات
14,481
مستوى التفاعل
73
المطرح
.: U . A . E :.
تمكن فريق برشلونة من الصعود إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة على التوالي بعد أن فاز على ميلان الإيطالي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في إياب دور الثمانية في المباراة التي أقيمت على ملعب الكامب نو، بانتظار ما ستسفر عنه موقعة الستامفورد بريدج في لندن بين تشيلسي و بنفيكا مساء غدٍ الأربعاء.

و الآن إلى إيجابيات و سلبيات المباراة ..


إيجابيات


رشلونة مرة أخرى كان مثاليًا للغاية على المستوى الهجومي، فالمدرب بيب جوارديولا هاجم من جميع الجهات بمختلف الأسلحة فاستغل نقطة ضعف لوكا أنتونيني في الفاع على الرواق وجهًا لوجه بالضغط عليه بدانييل ألفيش كجناح هجومي، استغل نقطة ضغط إجنازيو أباتي في الدفاع القطري و هو ما كان مناسبًا لقدرات أندريس إنييستا الذي أجاد الاختراق من اليسار للقلب إلى داخل منطقة الجزاء .. أما من القلب فعمل تشافي (رغم كونه عائدًا من الإصابة) مع ميسِّي لاستغلال الخطأ الدفاعي الكارثي من مدرب الميلان ماسِّيميليانو ألِّيجري بتبادل المراكز بين أليساندرو نيستا و فيليب ميكسس و هو ما سنتطرق له في سلبيات المباراة، كما وجد تشافي الحرية أكثر في مباراة اليوم في ظل المساندة التي حضرت على عكس الذهاب من إنييستا من الجهة اليُسرى ما صعب من مهمة ماسِّيمو أمبروزيني على احتوائه.

على مستوى الميلان الدفاعي كان أكثر من استحق الإشادة هو كريستيان أبياتي الذي فعل كل شيء ممكن للوقوف في وجه ميسِّي و زملائه، و أيضًا ماسِّيمو أمبروزيني الذي واصل لعبه في كل مكان في الخلف لإيقاف الترسانة الهجومية للكتلان قدر الإمكان، أما على المستوى الهجومي فقام زلاتان إبراهيموفيتش بكل ما ينبغي على مستوى صناعة اللعب في نطاق الحدود التي فرضت عليه من أسلوب لعب فريقه.

مرة أخرى كان سيرخيو بوسكيتس في غاية الذكاء في التعامل مع جبهة الميلان اليسرى، فكان دائم الاعتراض لكلارنس سيدورف و إنهاكه بمواجهات بدنية كان بوسكيتس دائمًا الفائز بها، إضافة إلى مساندته لماسكيرانو للحد من محاولات روبينيو لاستغلال سرعته.


سلبيات


ربما قدم برشلونة عرضًا هجوميًا مميزًا مساء اليوم، لكن ذلك كان بأقدام عدد محدود من اللاعبين و لم يكن جميع لاعبي الفريق الكتلوني في أفضل حالاتهم هجوميًا و حتى دفاعيًا مساء اليوم سواء سيسك فابريجاس، إيزاك كوينكا، جيرارد بيكيه و كارلس بويول، و لو كان الميلان في حالة أفضل هجوميًا لكانت مهمة الفريق الكتلوني لتصبح أصعب بكثير مما بدت عليه خاصة من جهتهم الدفاعية اليُسرى.

هفوات مدرب الميلان ماسيميليانو أليجري لا حصر لها في مباراة اليوم، و في مقدمتها الإصرار على البدء بكلارنس سيدورف في مركز لاعب خط الوسط الأيسر، فاللاعب الهولندي كانت تمريراته للأمام هي الأسوأ على أرض الملعب و كان بطيئًا على الصعيدين الهجومي و الدفاعي و هو ما كلفه خسارة الكرة كثيرًا خلال اللقاء، إضافة لتقصيره في الدور الدفاعي على الرواق الأيسر و منح الفرصة لداني ألفيش في اللعب بحرية على أنتونيني، و ذلك بسبب فشل الهولندي في الموازنة بين ذلك الدور و دوره الآخر في مساندة أمبروزيني في رقابة تشافي و هو ما جعله يميل كثيرًا إلى قلب الملعب. أستغرب ذلك الإصرار من أليجري و هو في المقابل يتملك الحل السحري لمثل هذه المباراة التي تحتاج اللعب على الأرض أمام فريق سريع للغاية، فأوربي إيمانويلسون على الجهة اليمنى لاستغلال ضعف الجبهة المقابلة لبرشلونة دفاعيًا كان الحل الأفضل لمثل هذه المباراة خاصة مع نهج المرتدات الذي اتبعه الميلان، مع تحويل نوتشيرينو للجهة اليُسرى و لذا لم يكن من الصواب حين خرج سيدورف أن يشترك عوضًا عنه ألبيرتو أكويلاني.

جيرارد بيكيه كان يعيبه سوء مردوده و تعامله الدفاعي مع زلاتان إبراهيموفيتنش كلما أجبره السويدي على الانحراف إلى اليمين ليخرج من منطقة الجزاء و تصبح لعبة السرعة هي عامل الحسم في تلك المواجهة بين اللاعبين و ليس العامل البدني الذي استغله في المقابل خافيير ماسكيرانو ليلغي وجود روبينيو من على أرض الملعب و هنا لا يمكن أن نغفل الإشارة إلى سوء أداء البرازيلي و ابتعاده عن منطقة الجزاء طيلة الوقت و الأهم فرديته الزائدة عن الحد خلال اللقاء.

هفوة أخرى ارتكبها مدرب الميلان ماسيميليانو أليجري تمثلت في تبادل المراكز بين فيليب ميكسس و أليساندرو نيستا، فالأول دئم اللعب على اليسار في قلب الدفاع و الثاني اعتدنا عليه في الجبهة اليُمنى، إلا أن ذلك التغيير الذي قلب مركزي اللاعبين دمر الجبهة اليُمنى للميلان نظرًا لسوء خلط إمكانيات اللاعبين. لا أدري ما الذي دفع أليجري لتلك الخطوة، لكن ما كان واضحًا هو أن ميكسس افتقد لميزة اللعب بجوار أنتوينيني الذي يتميز بالتغطية الدفاعية قطريًا على قلب الدفاع المجاور له، و هو أمر لا يجيده إجنازيو أباتي الأفضل في الأدوار الدفاعية على الرواق. و لذا ظهرت أكثر هفوات ميكسس و استنهك بدنيًا بعد أن أصبح بحاجة لتحمل عبء دفاعي إضافي أيضًا بالنظر لنزعة أباتي الهجومية.

كل ذلك أدى لمنح أندريس إنييستا كل الحرية التي لم يجدها في مباراة الذهاب (بوجود بونيرا و أنتونيني الدفاعيين و اللذين يميلان لدعم قلب الدفاع المجار لهما) لتهديد مرمى الميلان و التسجيل في نهاة المطاف.

لا يمكن على الإطلاق معرفة ما دار برأس أليجري حين أشرك أليكساندر باتو في الدقيقة 69 و أخرجه في الدقيقة 83 !! مباراة اليوم كان يجدر البدء فيها بهجوم مكون من زلاتان إبراهيموفيتش و ماكسي لوبيز و خلفهما بواتينج أو أوربي إيمانويلسون، كما أن النجم البرازيلي الشاب لم يلعب خلال 3 أشهر سوى لـ45 دقيقة فقط و لم يكن ممكنًا أن يكون بحال أفضل من مهاجم برشلونة الأسبق للظهور في مباراة اليوم، و يبقى اللغز قائمًا بشأن ماكسي لوبيز الذي لا يحصل على فرصة مناسبة لإثبات قدراته!
 
أعلى