ليتنا نتعلم من الهدهد؟؟؟؟!!!!!

[الملاح التائه]

الهدهد... ذلك الطّائر الأعجم الذي كان يعيشُ في كنفِ الملك والنّبيّ سليمانَ عليه السّلام وقد سخّر اللهُ له الرّيحَ والجنّ ويفهم منطق الحيوان بأنواعه وأتاه ملكاً لم يؤته أحداً من العالمين.


ورغم هذه الامكانيّات الضّخمة التي كانت لسليمان، فإنّ الهدهد لم يكتف بالقيام بمهمّته التي وكّل إليها وهي أن يدلّ سليمان على مواضع الماء في قعور الأرضين إذا أراد استنباط شيء منها،،،،

بل ان الهدهد اجتاز كل الحدود بفقه عجيب وايمان قلما نصادفه في أيامنا هذه...
بل ان كلماته أصبحت قرآنا يُتلى حتى يرث الله الأرض ومن عليها.... وفقه الهدهد...عندما قال

أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ(25)النمل

نعم فقه الهدهد وعلم أن الله عز وجل هو مُخرجُ خبأ السموات والأرض....وهو المُنْعِمُ على عباده جل وعلا بانزال بركات السماء وانبات بركات الأرض...

فأصبحت هذه الكلمات بين أيدينا نقرأها كل يوم متقربين الى الله عز وجل .. بل أرتقى الكلام الى الثريا بأن جُعِل َ موضع سجدة في القرآن..........

فسخًرهذا الطير نفسه للدعوة بخدمة نبي من أنبياء الله عليه السلام....

فأوجد له سليمان عليه السلام مهمّة أخرى أضخم و أعظم، لقد أوجد له دورا لم يكلّف به، ولم يقل ما دوري و ما مهمّتي إلاّ البحث عن مواضع الماء. ولم يقل ما دوري أنا بجانبِ الرّسول سليمان؟ وأنا لست رسولا ولست نبيّا ولست عالما ولست مفتيا ولست إماما ولست خطيبا ولست رئيس جمعيّة،!!!

لم يقل الهدهد ذلك أبدا؟ لم يقل: ما دوري أنا بجانبِ الإمكانات الضّخمة التي أوتيها سليمان؟

ماذا أفعل وأنا لا أزن شيئا؟ لم يقل أنا لا أستطيع أن أفعل شيئا أمام ملكة عظيمة نالت من كلّ شيء حسن من شؤون الملك، وأوتيتْ من خصال الملوك ومن ذخائرهم وعددهم وجيوشهم وثراء مملكتهم وزخرفها الشّيء الكثير...

ولكنه امتثل لأمرِ الله وأمر نبيه عليه السلام ... وتفانى في الدعوة وقام هذا الطّائر بعمل عظيم وإنجاز ضخم: ولم يهدأ حتى شهِد بأم عينه النتيجة والثمرة على لسان ملكة سبأ.... وهي تقول:

(( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))

اللهم فقًِهنا وعلمنا كما علًمتَ الهدهد !!!

وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
​