ليلة سمر مع غزه الكافرة

darine

تنهيدةٌ تعانقُ السماء

إنضم
Feb 17, 2010
المشاركات
744
مستوى التفاعل
34
المطرح
قبلة الثوار

أتسامر أنا وغزة ليلاً ..
فعادتها السهر ،
ترقباً من عدوٍ ما زال "يتحركش" بها
.. من موتٍ يكمن في صدرها
تحاول كتمه كل يوم ؛ فتفشل !
وتعانق زفراتها روحاً من أبنائها .. لتكتمل سلسلة الأرقام الآدمية الميتة بصمت ْ
تمسكني من أذني بعدها لتقول لي "مش قـُلتلك" ؟!
.. وكعلامة تطنيش لكل من لا تؤمن بهم ؛ تسهر ْ
تخبرني أنها "كافرة" بثقافتي !
هكذا .. وبكل صراحة تتقن إخراجها
.. وبلا إحراجٍ ؛
فقد اعتادت على تعرية الحقيقة دون أن تخرجها بأي ملابس .. حتى لو كانت من ماركة Femi9
أستجمع شيئاً من صدقي ..
وأخلع كل أقنعتي الكاذبة ،
أتفل في قلبي .. وأغسله بخرقة غزّية بالية
أتأكد أنه ما زال وسخاً ..
بعض النظافة قد تفيده ! على الأقل لحين أن تنتهي من كلامها ..
ثم أعيده قذراً كما كان ْ
.. أغسل روحي بـ"الأسيتون"
؛ أبتسم .. دون أن أسألها "لماذا" ؟
.. لأني - ببساطة - أصدق غزة !
فلم تكذب عليّ منذ أن قبـّل يدها "الرنتيسي" ؛
.. ومنذ أن بدأت تسامرني
؛ أصدّق كفرها .. ولو قليلاً
وأعود لـ"أنا" التي أعرفها منذ زمن ..
أتكلم عن ما أؤمن به ْ
؛ وقد أخبرتني غزة أن أتكلم عن رمضان
رمضان الذي لم يزرها هذا العام ..
.. فقد بقي ينتظر على معبر رفح منذ ثلاث سنين !
؛ وقد أخبرها أنه "ربما" يعود للمعبر إن وجد طائرة تحمله ْ
أو نفقـاً يبقيه "فرعون" وجنوده ، لعله يستطيع التسلل داخل علبة حليب لـ"أسامة"
وقد حان وقت رحيله الآن !
عن نهاره الذي يحرق جباه الغزيين الشامخة ،
.. وعن ليله الذي يدعو فيه "هنية" كل يوم : يا رب .. فرّجها
عن إفطاره الذي لا يوجد فيه أجيال "فيمتو" .. ولا "كنور" وملحقاتها
؛ ولا "ليز" الغائب عن السلَطة ْ
عن تراويحه التي لن يعقبها قطايف .. !
؛ عن مسائه الصامت .. كأنه يصلي
عن "أسامة" الصائم قسراً .. فالحليب يهدد الأمن القومي الفرعوني
وأمه لا تمتلك إلا ماءً .. وتمراً ، ودعواتٍ في جوف الليل
تصبّره كل يوم دون أن يفهمها ..
أن يا بني "ما من امريء مسلم يخذل امرءاً مسلما في موضع تُنتهك فيه حرمته ، ويُنتقص فيه من عرضه ، إلا خذله الله تعالى في موضع يُحب نصرته"
تصلى على النبي صلى الله عليه وسلم بعدها .. وتعلم أنه قد ردّ لعصفورةٍ صغيرها ،
؛ تبتسم .. فليس لدى أهل غزة عصافير إلا في الجنة !
ولا تعلم إن كان الجرح في القلب يُفسد الصوم .. أم ينقض الوضوء ْ
.. عن موسى عليه السلام وعمرو خالد
وبعضاً من الكهرباء في وقت "قصص القرآن" تخبرهم أن الظلم حتماً زائلُ
عن شوارعهم المليئة برائحة الموت ..
؛ عن أحلامهم التي تاهت ونسوا أن يعلنوا في الصحف عن فقدانها
فقد نسوا أوصافها .. !
عن مخيماتهم .. عن جدران بيوتهم
عن حجارةٍ من طين .. ليست لتهدم ما بنى "أبرهة"
بل لتبني ما هدمه اليهود !
عن تشققات أيدي نسائهم ، وقد علق بها شيءٌ كثيرٌ من عزّة النفس ..
؛ .. عن أعراس شبابهم وأنشودة "لا تبالي يا غزة"
عن ما كتبه ذاك الطفل بقطعة من فحم "هنا غزة" ..
عن توقيعه "المخربش" تحت جملته .. المليء بالتحدي
عن مصاحفهم التي تعودت على أيديهم ؛
وأيديهم .. التي اعتادت على ملمس الكلاشنكوف ،
ولم تلمس "عرباية" شراءٍ يوماً ما
.. فليس لديهم "كارفور" !
عن أرجلهم المنهكة .. من الجري وراء الموت ْ
عن بطونهم الخاوية من الذل ؛ المتخمة بالعزم ..
؛ عن قلوبهم الكبيرة .. الصغيرة جداً على أي مكانٍ للتراجع !
عن عيونهم .. الحاملة لكل هموم الأرض
؛ عن وجوههم الشاحبة .. الصابرة
عن رسائل التهنئة على جوالاتهم :
" نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة ،
فهذه التهنئة صالحة لكل من :
رمضان ؛ عيد الفطر ؛ عيد الأضحى ؛ رأس السنة الهجرية
المولد النبوي ..
وكل مناسبة ستأتي لمدة سنة !
وكل عام وأنتم بخير " ..
عن "أسامة" .. وصراخه كل ليلة ْ

أخبرتني غزة ..
أخبرتني أن "عمار بين ياسر" لم يدع ُبطول العمر لأبي جهل
بعد أن حاول "ابن مسعودٍ" اغتياله ،
.. ذاك أن عمّار "حر" قبل كل شيء !
و ابن مسعود شرب عزّة النفس من "أم عبد"
؛ تماماً .. كما شرب القرآن غضاً طرياً
أخبرتني ..
قد تجدي "إسرائيلياً" يدعو لـ"هامان" بالصحة والعافية ْ
؛ ويكتب على "ورق البردى" في كل مكان : أن شكراً لله على الأمن الذي حققته لنا !
لكن أهل غزة .. ليسوا من بني إسرائيل ْ
أخبرتني ؛
حينما جاء الموت سهلاً عنيفاً سائغاً للغزيين !
أرادونا أن لا نحس به ..
قالوا لنا : اشربوا بنادول ،
.. ولما عجزوا عن إيصاله ؛
أطلقوا حملة "بنادول اكسترا" ..
شعارها : تبرع بحبة بنادول .. تمنع الألم عن مسلم منيل بستين نيلة في المجموعة الشمسية !

قالت لي .. لو ذهبتُ إلى أولئك الناس ،
سأغشهم في المخدرات التي يتناولونها كل مساء ْ
وغشي هو خدمة إنسانية يتقاضى فاعلها أجراً !
.. لعل المخدرات المغشوشة توقظهم مما هم فيه ْ
وإن سألْتِني .. فأولئك قومٌ ربما - فقط - التخلص من الحياة يعتبر نوعاً من التغيير لديهم ،
يعتقدون أني أكبر مما يجب ،
.. وأثمن مما ينبغي !
يرسلون تضامنهم معي عبر البلوتوث ؛
وما دروا أني لا أمتلك جوالاً أصلاً .. !
؛ يحاولون إقناعي بمتابعة "خواطر" الشقيري
.. وأني أقبع في "الكوكب الآخر" !
ولم يعرفوا أن دروس أهلي .. لن يستطيع تدريسها أحد
الكثير منها موجود في الموصل .. وقندهار
.. و وزيرستان ،
شيء من الكرامة والعزة لا علاقة له بالحدائق العامة
.. ولا بأمانة أهل "أكاساكا"
ولا بمكتبات طوكيو !
حاولوا أن يقنعوني أن مارد الأمة يتململ ْ
؛ وعما قريب سينتهي مفعول الخمر اللاعبة برأسه ..
ولم أكن أعلم أن هذا المارد "كَوِّيـك" .. يشرب الكوكايين مع عصير تانج !
أخبرتـُهم ..
أخبرتهم أن أهلي أعادوا ترتيب سلم أولويات الإنسان ،
والإنسان .. كلمة تعني ذاك المخلوق الذي فضّله الله على مخلوقاته
.. وله أربعة أطراف ، وعقل ، وضمير غير معاقٍ ولا في غرفة الإنعاش
أعادوا ترتيب السلم ،
فكانت الحرية والكرامة .. وعزة النفس
قبل الأكل والشرب .. وقبل الشعور بالأمن ْ ،
أخبرتـُهم ..
أن "أسامة" ما زال يصرخ ، ولا حليب !
وأني غنيت له مليون مرة "نام يا أسامة نام وأدبحلك جوز الحمام"
حتى تعبت ْ
، فنصحوني أن أشتري مسجلاً وأريح نفسي
وما زلت أتساءل عن الحمام الذي سأذبحه له .. !
.. خاطبتـُهم
أنّ أبواب الحرية لا تدقها أيدٍ نبتت من "دولار"
وأن "سعيد بن جبير" قال للسجان .. ذاك العبد المأمور : أنت من الظلمة ،
.. وأحمد بن حنبل أقسم أن (من برى للظالم قلماً يُحشر معه يوم القيامة) !
.. لم أستطع أن أفهمهم أن أهلي هم شهداء .. على وشك الجنة ْ
وأن الجنة .. لا تُشترى بـ"الماستر كارد"
فهي ليست جريدة "الوطن" ،
.. وليست شركة مساهمة محدودة لكل من لعنوا الإرهاب على موائد الإفطار
وحتماً .. لا يفوز بها أحدهم لأنه أرسل كلمة "جنة أو Jannah" على الرقم المخصص لبلده !
أفهمتـُهم ،
أن حياة أهلي Trial ؛ نسخة مجانية
الـKeygen هو "الشهادة" .. ليضمنوا بعدها الحياة الأبدية !


تخبرني غزة أنها تكفر بكل أولئك المثقفين ،
.. وأنها تؤمن بالذين صبئوا ؛ وكانوا يكفرون ْ !
تؤمن بيحيى عياش .. وأحمد ياسين .. والشيخ أسامة
.. وتبتسم حينما تتذكر "عماد عقل" ْ
تحدثني عن أمنية "خطاب" في صلاةٍ في الأقصى ..
وتقسم لي أن الزرقاوي هو أحد أبنائها ،
؛ وأن "بيت الله محسود" أوصى بها قبل استشهاده
.. وتفتخر أن رمزي بن شيبة لو كان عندها .. لقبّلت رأسه
تكفر بالذين يظنون أن أهلها يشحنون صبرهم .. ببطاقات سوا !
وبالذين يحلفون بأسماء الله الحسنى أن الغزل على شريط رسائل "فور شباب" هو وسيلة لنصرة أهلها ..
؛ بالذين يمارسون في برنامج "لمبات" بيع مبادئهم بالجملة
ويفتون أن من مات بانلفونزا الخنازير فهو "شهـيد" .. ومن يفجر نفسه في تل أبيب فهو "انتحاري"
بالذين أطعمتهم أمريكا من ذل .. وآمنتهم في مجلس الأمن !
وآواهم الديوان الملكي/القصر الجمهوري
بكل تلك اللحى المزورة ،
.. والعمائم الرخيصة
بالذين آمنوا بمبدأ خصخصة الدين ،
وبمن يحترفون عمل update لدينهم كل أسبوع
.. حيث ترقد الوسطية التي تهز وسطها كلما لاح لها "محدّث" لدينه !
فتعطيه من الفتاوى و "التيسير" ما يكفي لأن يتعايش مع سكان كوكب زحل دون أي مشاكل ْ
.. وما يسد عجز ميزانية لسانه من الشكر لـ"الآخر"
وما يرضي عقله ويريح فؤاده عن الزعيم .. ووزرائه .. ووكلاء الوزارات
والمدراء العامين .. والفراشين .. وشرطيو المرور .. وأصغر "عبد مأمور" في الدولة !
؛ وتمنحه من الدعاء لهم ما يكفي لأن تذيّل "صلى الله عليه وسلم" بعد اسم محمد .. واسم فخامة الرئيس/الملك
تكفر بالذين أتقنوا هجاء الرب ّ
.. وتوضئوا بالشمبانيا
وأقسموا أن الجنة تحت أقدام ولي الأمر .. !
؛ ثم كالوا المديح أصنافاً لأصحاب المعالي .. والمواطي
بالذين جلسوا يتألمون عبر الريموت كنترول ْ
وصفحات الجرائد ،
؛ وأشعة البلوتوث !
.. غزة عندهم ليست إلا خبر ، وتقرير ، و وائل الدحدوح ْ



أذّن الفجر ..
؛ وانتهت سهرتي معها
وعاد قلبي إلى إيمانه ،
.. ولم يكفر كما كفرت غزة ْ
عاد مؤمنا .. جداً
؛ وطغت هي في كفرها .. جداً أيضاً !

أيها الناس
إن غزة .. كافرة ْ
؛ فمن صبأ منكم اليوم فقد آمنت غزة به !
.

 

أيلول

نبض السعادة من رحم الألم

إنضم
May 31, 2009
المشاركات
3,932
مستوى التفاعل
109
المطرح
أرض الله الواسعة
رسايل :

مــا أبعد الصباح في هذا العالم

إن كان مايحدث في غزة كفراً .. فليحيا كفرها أبد الآبدين

ولتحيا الأنامل التي خطت أجمل الأحرف هنا


:albailasn(548)::albailasn(548)::albailasn(548):
 

darine

تنهيدةٌ تعانقُ السماء

إنضم
Feb 17, 2010
المشاركات
744
مستوى التفاعل
34
المطرح
قبلة الثوار
إن كان مايحدث في غزة كفراً .. فليحيا كفرها أبد الآبدين

ولتحيا الأنامل التي خطت أجمل الأحرف هنا


:albailasn(548)::albailasn(548)::albailasn(548):
غزة فلسطين
لا اعلم لما ينتابني شعور غريب عند النطق باسمك ربما لانه مكون من اسمين علماناالكرامه والشهامه وعزه النفس
كما لا اخفيكي انه ينتابني ايضا شئ من الخوف منه خوف من ان تختزل فلسطين في غزه
اعلم
حديثي عن غزة قد يبدو مملاً ،
.. فقد سئمه كثيرون ، والباقون ربما يشاورون أنفسهم !
ولأنكم سمعتموه مني قبل ذلك ..
؛ وهو بطبيعة الحال ليس بجديد ْ
فقد جرّبتُ أن أمارس حياتي دون أن أفكر بها
أو أكتب عنها ..
.. قد تكون سئِمَتْ من أن ينطق باسمها كذابون
منهم "أنا" طبعاً ؛


وحتى ترضى عني غزه اعلنت كفري كما كفرت هي

فهل ترضين ان تكوني من زمرتنا؟





مع خالص ودي
 

الوعد السوري

أنا بتنفس حرية

إنضم
Jan 5, 2009
المشاركات
3,838
مستوى التفاعل
124
المطرح
مدينة المآذن والشهداء .... دوما
رسايل :

قال عليه الصلاة والسلام : فسطاط المسلمين يوم الملحمة بأرض يُقال لها الغوطة ............

حاولت جاهداً أن أقرأ بلا ارتعاشةٍ تنتاب روحي كلما ارتطم اسم غزة بلساني
فارتعاشات الروح ليست إرادية كما علمتنا مدرسة الحياة
علينا أن نعلن العصيان
ولا نذكر اسم غزة حتى نتوضأ خمس مرات
فكل مابنا ينعي كرامة عربية مهدورة على أبواب فرعون القبيح
نستجدي معتصماً ممن تحسّى الخمر مع السفاح بوش
حينها قررت أن أعود إلى رشدي
أو إلى ماتبقى من رشدي االمسلوب
هناك في بيت حانون
يستمرون بإقامة الصلاة في مساجدهم المهدمة
وأما جباليا الحرة فقصتها مع هدى وعائلة هدى
تنسجها الدماء المسفوكة

ولا أجد من بقايا روحي إلا أن أزرع وردة من قلبي في رفح
حيث يحفر الوطن نفقاً ليشرب قطرة ماء
ومازال فرعون يصر على أن أطفال غزة يشربون الأفيون مع الحليب
لذلك علينا أن نذبحهم ونبيدهم
لأن حليبهم خطر على أمن الكنانة العظمى
بينما 200 قنبلة نووية يمتلكها الصهاينة
هي مفرقعات أطفال للتسلية
فهذه وجهة نظر نحترمها
تباً لخذلاننا

تباً لحقارتنا

تباً لوقاحتنا

تباً لخيانتنا

وتباً لشاربي دماء الأطفال

وعاشت غزة زهرة تطاول عنان السماء
لأنها ليست من تفاهات الأرض

مظلومةٌ غـــــــــــزة
ذبحوها في ليلٍ حالك
لكنهم لم يدركوا أن الأرحام التي أنجبت الرنتيسي والشيخ ياسين وعياش
وفارس عودة

قادرة بأن تخرج للحياة
من يحمل مفاتيح الحرية وينسف معبر رفح مع بودي غارده اللعين إلى الأبد

سلام الله عليكِ ياغزة

وراف الاحترام للتي خطت حروفاً أغلى من الذهب
أختي دارين

قناطير من ياسمين دمشق لرقيكِ :25:
 
أعلى