قمر فلسطين
مشـــرفة ســـابقة
- إنضم
- Jul 16, 2008
- المشاركات
- 425
- مستوى التفاعل
- 2
لي بغزة حبيب!!
لا أعرف اسمه، ولا عمره، و لا ملامح وجهه...
حتى صوته لا أعرفه!..
لون عينيه... ابتسامته... نظرته...صمته..كلامه...لا أعرف عنه شيئاً..
أعرف أنه هناك و حسب..في غزة...
حيث تتوقف الحياة بغروب الشمس، أو ربما قبل ذلك.
فيسدل الظلام ستائره، و يغرقون في السواد، هناك حيث أصبح الإنسان رخيصاً...و أرخص مما يمكن أن نتخيل!.
فما عاد يستطيع أن يطالب بأبسط حقوقه، و لا أن يضمن استمرارية الحياة حتى لو لساعات. الموت يسكن في كل مكان هناك، يحاصرهم..يحيط بهم..و هم لا يملكون شيئاً سوى أكواماً من الأسئلة..ربما معظمها...(لماذا؟؟ أو إلى متى؟؟؟) و قلوباً تخفق بالدعاء و الرجاء و التوسل....و لكن........في الجهة الأخرى ملايين من المتفرجين، يقبعون أمام شاشات التلفاز و يجولون من هنا إلى هناك، كؤوساً متتالية من اليأس يتجرعون، و يمتلئون حقداً و حنقاً و غضباً...يصرخون...يستنكرون...يبكون قليلاً ثم يطفئون أجهزة التلفزة و ينامون!..
و أنا...أتذكر حبيبي التائه في غزة وسط السواد، تراني ماذا أفعل لأجله...أصلي؟؟ أقرر أن أصلي لأجله...و أنا أدري أنه يصلي، فأهرع للصلاة عل صلواتنا تلتقي هناك، فبعد الحصار لم يتمكن أحد من مغادرة غزة سوى تلك الصلوات!!
و لكن...أحتاج ذاك الشعور الحقيقي العميق بالمعاناة، بالألم، بالسخط....بالظلم...حتى تكون دموعي أحر...و ابتهالاتي أصدق...و شعوري بذاك الحبيب المجهول أعمق...
و لأجل كل هذا...أنهض...أطفئ الأنوار...و المدفأة....أتوضأ بماء بارد، لأشعر بالألم الحقيقي حتى لو قليلاً...حتى لو كان ألماً ضئيلاً....و أفرش سجادة الصلاة و أصلي، فتمتلئ عيناي بالدموع و أبكي و أبكي....
أنهيت صلاتي، و لكن مشاعر التمرد و السخط لازالت متقدة داخلي...أنهض و أنا لا أدري...ماذا عليّ أن أفعل؟؟
هل أصمت أم....أصمت!!؟؟....
و لم يطل تفكيري كثيراً.......بل لم يطل أبداً......
فقد قررت أن أصمت...!!
منقول
لا أعرف اسمه، ولا عمره، و لا ملامح وجهه...
حتى صوته لا أعرفه!..
لون عينيه... ابتسامته... نظرته...صمته..كلامه...لا أعرف عنه شيئاً..
أعرف أنه هناك و حسب..في غزة...
حيث تتوقف الحياة بغروب الشمس، أو ربما قبل ذلك.
فيسدل الظلام ستائره، و يغرقون في السواد، هناك حيث أصبح الإنسان رخيصاً...و أرخص مما يمكن أن نتخيل!.
فما عاد يستطيع أن يطالب بأبسط حقوقه، و لا أن يضمن استمرارية الحياة حتى لو لساعات. الموت يسكن في كل مكان هناك، يحاصرهم..يحيط بهم..و هم لا يملكون شيئاً سوى أكواماً من الأسئلة..ربما معظمها...(لماذا؟؟ أو إلى متى؟؟؟) و قلوباً تخفق بالدعاء و الرجاء و التوسل....و لكن........في الجهة الأخرى ملايين من المتفرجين، يقبعون أمام شاشات التلفاز و يجولون من هنا إلى هناك، كؤوساً متتالية من اليأس يتجرعون، و يمتلئون حقداً و حنقاً و غضباً...يصرخون...يستنكرون...يبكون قليلاً ثم يطفئون أجهزة التلفزة و ينامون!..
و أنا...أتذكر حبيبي التائه في غزة وسط السواد، تراني ماذا أفعل لأجله...أصلي؟؟ أقرر أن أصلي لأجله...و أنا أدري أنه يصلي، فأهرع للصلاة عل صلواتنا تلتقي هناك، فبعد الحصار لم يتمكن أحد من مغادرة غزة سوى تلك الصلوات!!
و لكن...أحتاج ذاك الشعور الحقيقي العميق بالمعاناة، بالألم، بالسخط....بالظلم...حتى تكون دموعي أحر...و ابتهالاتي أصدق...و شعوري بذاك الحبيب المجهول أعمق...
و لأجل كل هذا...أنهض...أطفئ الأنوار...و المدفأة....أتوضأ بماء بارد، لأشعر بالألم الحقيقي حتى لو قليلاً...حتى لو كان ألماً ضئيلاً....و أفرش سجادة الصلاة و أصلي، فتمتلئ عيناي بالدموع و أبكي و أبكي....
أنهيت صلاتي، و لكن مشاعر التمرد و السخط لازالت متقدة داخلي...أنهض و أنا لا أدري...ماذا عليّ أن أفعل؟؟
هل أصمت أم....أصمت!!؟؟....
و لم يطل تفكيري كثيراً.......بل لم يطل أبداً......
فقد قررت أن أصمت...!!
منقول
