ماذا حدث لثروة ماركوس؟

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
خلال الأعوام العشرين التي كان فيها زوج ايميلدا ماركوس رئيسا للفلبين، استطاعت جمع حصيلة ضخمة من المقتنيات سواء من القطع الفنية أو المجوهرات أو الممتلكات وحتى ألف زوج من الأحذية والتي اشتهرت بها.
فبين لوحات لفان جوخ وسيزمان وريمبرانديت ورافايل ومايكل آنجلو، إلى منازل بالغة الفخامة في أمريكا والفلبين، وأدوات مائدة فضية، وقلادات ذهبية، وتيجان ماسية، استطاعت ماركوس تجميع أفضل مايستطيع ان يقدمه العالم.
وقدر المحققون الفلبينيون ثروة ماركوس وزوجته بعد الإطاحة به في الثورة التي حملت اسم "قوة الشعب" عام 1986 بعشرة مليارات دولار (6.2 مليار استرليني).
وعندما تولى الرئيس التالي كورازون أكوينو قام بتأسيس لجنة خاصة من أجل التعامل مع هذه الأموال للخزانة الحكومية، ولكن الان وبعد 25 عاما على الثورة، لم يدخل إلى ميزانية الدولة من هذه الأموال سوى 4 مليارات فقط.
إذن مالذي حدث لباقي ممتلكات ماركوس؟ أعيد طرح هذه القضية مجددا في أواخر العام الماضي، عندما ظهرت معاونة سابقة للرئيس ماركوس وهي فيلما باوتيستا متهمة أمام محكمة نيويورك ببيع لوحة لمونيه بصورة غير مشروعة، كما عثر بحوزتها على أربعة لوحات فنية أخرى، واعترفت اللجنة المسؤولة عن التعامل مع ثروة ماركوس أن هذه اللوحات الأربع ضمن قائمة 146 لوحة كان يملكها ماركوس وفشلت اللجنة في تعقبها.
أحذية وأسهم وربما لايكون مدهشا أن أحذية إيميلدا كانت جزءا من أفضل مقتنياتها، كما أن الصور التي تراصت على الجدران حول مصممي الأحذية، تركت في القصر الجمهوري بعد رحيل عائلة ماركوس إلى هاواي، لتصبح الرمز الذي يلخص طريقة حياتهم التي اتسمت بالبذخ، كما أن العديد من هذه الأحذية الآن في متحف خاص في منطقة ماريكينا التي تقع شمالي العاصمة مانيلا وتشتهر بصناعة الأحذية، والباقي في المتحف الوطني بجوار الكثير من ملابس إيميلدا ماركوس.
وكانت احتجاجات قد اندلعت في سبتمبر/ أيلول الماضي بسبب النمل الأبيض الذي أكل العديد من المقتنيات، ولكن على الرغم من أن الأحذية والملابس لها قيمة تاريخية كبيرة بلاشك، إلا أن قيمتها المادية ليست كبيرة.
وركزت لجنة الحكم الرشيد على الممتلكات ذات القيمة الكبيرة، حيث باعت أملاكا ثابتة في نيويورك وأسهم بملايين الدولارات واستطاعت الحصول على 600 مليون دولار من أحد الحسابات البنكية بسويسرا.
كما عثر أيضا على ياقوت وتيجان من الألماس في البنك المركزي السويسري، وصلت قيمتها أكثر من 8 ملايين دولار.
لكن أندرياس باوتيستا رئيس اللجنة الذي لاصلة له بفيلما اعترف أنه لاتزال هناك العديد من الممتلكات المفقودة وخاصة اللوحات، حيث بدات اللجنة في إعداد قائمة بأكثر من 300 لوحة مفقودة، والكثير منها لكبار الرسامين، وأكثر من نصفها في عداد المفقودين.
وقال باوتيستا "نحن لانعلم حقيقة أين ذهب كل ذلك."
سألته عما إذا كان يعتقد أن بعض هذه الأعمال الفنية لاتزال بحوزة إميلدا ماركوس نفسها والتي توفي زوجها فيرديناند عام 1989، فأجاب بحرص "تخميناتك أفضل مني."
مصادرة ولكن روبرت سيسون محامي السيدة ماركوس يخشى من أن يكون هذا هو ماتفكر به اللجنة فعليا، ورغم أنه يؤكد أنه لايعلم فعليا حجم ممتلكات العائلة من اللوحات الفنية، إلا أنه يعتقد أن هذا ليس الطريق الصحيح للنظر في القضية، مشيرا أن ثروة ماركوس التي تمت مصادرتها أكثر بكثير من تلك التي تتعامل اللجنة معها، مصرا أنه ليست هناك قواعد قانونية لأخذ أية ممتلكات.
وقال سيسون :"ليس للحكومة الفلبينية أي حق في مسائلة السيدة ماركوس عن السبب في احتفاظها بهذه اللوحات الفنية لأن فرديناند ماركوس كان تاجرا قبل أن يصبح رئيسا وقد صنع ثروته من هذا."
العودة إلى السلطة وفي دفاعه عن إجراءات اللجنة، أشار باوتيستا إلى قرار المحكمة العليا الصادر عام 2003 التي وجدت أن كل الثروة التي كان يمتلكها ماركوس قبل أن يتولى السلطة كانت 230 ألف دولار فقط، وأضاف :"هذه هي الوظيفة التي كلفنا بأدائها، ونريد تأديتها بأفضل صورة.".
ولكن باوتيستا يواجه معركة ضارية، ليس بسبب أن اللوحات الفنية يصعب العثور عليها فقط، فاللجنة نفسها لاتتمتع بالاحترام الكافي، خاصة بعد أن سبق وأدين عدد من أعضائها في قضايا فساد، أو حسبما يصفها باوتيستا بأنه :"أخذ البيض من حظيرة الدجاج"، واعترف رئيس اللجنة بأن اللجنة تحتاج إلى الدعم الشعبي، لأنه يشك بأنه لايزال موجودا.
لكن بطء النظام القضائي الفلبيني الذي استغرق سنوات طويلة في التعامل مع قضية عائلة ماركوس، ليس الأزمة الوحيدة التي تواجه اللجنة، فهناك عامل أكثر قوة، وهو عودة آل ماركوس إلى مقاعد السلطة مجددا.
فإيميلدا الآن عضوة في مجلس النواب، وابنتها إمي حاكمة لإحدى المقاطعات، وابنها بونج بونج برلماني محترم لديه فرصة جيدة وحقيقية للمنافسة في الانتخابات ويصبح رئيسا للفلبين عام 2016، وهو ماجعل باوتيستا يؤكد أنه في حالة عودة عائلة ماركوس إلى السلطة :"فإن هذا لن يساعدنا على الإطلاق"، ثم قال أخيرا :"الفلبينيون ينسون بسرعة شديدة، ويسامحون بسهولة."
أولويات جديدة واتجهت الرقابة الصارمة نحو رئيس سابق جديد، وهي جلوريا أرويو التي تركت منصبها عام 2010 بعد اتهامها بالفساد فضلاعن سلسلة من الجرائم الأخرى، ويبدو ان محاكمتها ستكون مكلفة وستستغرق وقتا طويلا.
ورغم أن عمرها مثل عمر السيدة ماركوس في الثمانينات من العمر إلا أنها لاتزال سيدة قوية، كما أنها جامعة متحمسة للوحات الفنية. وخلال أحد لقاءاتي معها طلبت التصوير معها كصورة تذكارية، كنا نقف وقتها بجوار إحدى اللوحات الفنية فسألتها :"هي لوحة لبيكاسو، أليس كذلك"، فأجابت بفخر :"نعم."
 
أعلى