ما زال مصير سوريا في مهب الريح

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
وأخيرا اعترف الروس علنيا بأن انتصار مسلحي المعارضة في سوريا محتمل وبدأوا حتى في الحديث عن ضرورة إجلاء المواطنين الروس من البلاد.
تزامنا مع تصريحات المسؤزلين الروس، أكد الأمين العام لحلف الناتو أن النظام السوري يوشك على الانهيار وأن المسألة أصبحت مسألة وقت.​
إذن لقد أصبح الخطر وشيكا.​
وبعد 21 شهرا من القتال الشرس وتوالي الهجمات ضد النظام، لم يعد في مخيلة حتى أشد المؤيدين للنظام السوري إمكانية الانتصار على المعارضة.​
ولكن هل يعني هذا أن زوال بشار الأسد ونظامه الذي أسسه والده في سوريا منذ أكثر من 42 عاما قد أصبح وشيكا ؟​
إذا كانت المسألة تعتمد على القدرات العسكرية وحدها فإن الإجابة ستكون بالنفي قطعا.​
إذا أراد مسلحو المعارضة أن يحققوا الانتصار فعليهم الاستيلاء على العاصمة دمشق، وخلع الأسد من كرسيه الذي تعهد بالدفاع عنه حتى الرمق الأخير.​
بالرغم من أن المعارضة تحاول بلا كلل تضييق الخناق على دمشق إلا أن المعركة الحقيقية بدأت بالكاد فحتى الآن لم تدخل النواة الصلبة للنظام المعركة.​
وقالت الهيئة التنسيقية المحلية المعارضة " كلنا نعلم أن المعركة لن تكون سهلة لأن النظام سيستخدم كافة الوسائل للدفاع عن وجوده".​
وأضافت " على الرغم من أن المعركة الكبرى لم تبدأ بعد، وأيا كانت المخاطر التي سنواجهها، لم يكن السوريون أقرب من الفوز من الآن".​
وطالبت الهيئة التنسيقية بـ"تحييد" المساجد والكنائس وكافة دور العبادة خلال المعركة المرتقبة، كما طالبت مسلحو المعارضة بتجنب المناطق الأثرية أثناء المعركة في إشارة لما حدث في مدينة حلب وتدمير سوق المدينة القديمة في أعقاب المعارك التي دارت بين المعارضة والحكومة في يوليو / تموز الماضي. معاقل السلطة
ومنذ أن أصبحت مدينتا دمشق وحلب ساحتين للمعارك منذ يوليو الماضي، شن مسلحو المعارضة سلسلة من الهجمات على العاصمة.​
ولم تستطع قوات النظام طرد المسلحين من ضواحي دمشق ولكنهم نجحوا في إبعادهم عن المناطق الرئيسية، وتخوض الآن هذه القوات هجمات عنيفة تستخدم فيها الدبابات والقصف المدفعي لإبقائهم بعيدا عن وسط العاصمة.​
من جانبهم، يشكو قادة المعارضة المسلحة من أن نقص الأسلحة هو السبب الرئيسي لعدم القيام بهجوم قوي لضرب مراكز القوى للنظام.​
وانتظارا للمعركة الحقيقية، يسعى مقاتلو المعارضة إلى إعادة تجميع صفوفهم والحصول على أسلحة جديدة وحديثة من بينها مضادات الطائرات والدروع الواقية وبخاصة بعد انتزاع اعتراف دول " أصدقاء سوريا" في مؤتمرهم الذي انعقد في مراكش الأربعاء.​
وبمجرد وصول هذه الأسلحة، ستبدأ معركة الشوارع ضد القوات الحكومية وقد تستغرق أسابيع أو شهور حتى ينال مسلحو المعارضة مبتغاهم.​
وفي حلب، نجحت المعارضة المسلحة في السيطرة على نصف أكبر المدن السورية ولكنهم لم يحرزوا أي تقدم رغم القتال المستمر على مدار أشهر.​
وتواجه المعارضة المسلحة بعض الانتقادات بل وصل الأمر إلى النفور منها من جانب سكان المدينة وذلك بعد أن زاد عدد الجهاديين المتطرفين بشكل ملحوظ في صفوف الجيش السوري الحر وهو ما ينبئ بأن هناك معركة طويلة سيخوضها مسلحو المعارضة في حلب للسيطرة عليها.​
التحرك الروسي الأخير لحل الأزمة يمكن أن يقصر مدة المعركة ويحفظ دماء السوريين ولكن هناك الكثير من السيناريوهات لهذا الحل.مفاجأة دراماتيكية
وقد يكون أحد السيناريوهات، الذي لا يمكن استبعاده تماما، أن ينتفض قادة الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد إضافة إلى قادة الجيش لإقناعه بأن الوقت قد حان لأن يغادر البلاد حقنا لدماء الطائفة والبلاد كافة.​
ومع تزايد الضغط على النظام، فإنه لايمكن استبعاد أي مفاجآت درامية.​
فقد يؤدي تغيير النبرة الروسية في الحديث عن الأزمة إلى التأثير بالسلب على النظام الذي اعتاد على سماع النبرات الداعمة له من موسكو.​
وإن لم تفقد دمشق وموسكو الأمل بعد، ولكن روسيا قد تجد أنه لا مفر من التدخل لمنع أي نفوذ على سوريا في المستقبل والتخلص من المتطرفين الإسلاميين التي تكن لهم كرها شديدا.​
وقد تلعب موسكو دورا أكبر في عملية الانتقال السلمي للسلطة وإقناع بشار الأسد بأن وقت الرحيل قد حان، رغم رفضها لهذه الخطوة منذ فترة طويلة.​
خطوة مثل هذه ستكون مقيدة باعتبارات استراتيجية لروسيا ولكن لا توجد ضمانات لأن تنجح موسكو في إقناع الأسد بالرحيل.​
الصراع في سوريا استغرق عامين ليصل إلى هذه المرحلة الفاصلة، ولكن إلى متي يمكن انتظار ايجاد حل لهذه الأزمة؟ وماذا سينتج عن انتهائها؟ استقرار أم دخول البلاد في صراع جديد؟.
 
أعلى