The Hero
الأســــــــــــــطورة
- إنضم
- Jun 29, 2008
- المشاركات
- 20,104
- مستوى التفاعل
- 69
- المطرح
- في ضحكة عيون حبيبي
متحف دمشق وإسهامه في التراث والحضارة
لم يكن في سورية أي متحف قبل نهاية الحرب العالمية
الأولى عام 1918م. وكانت الطبقة المثقفة في سورية وعلى رأسها الأستاذ محمد كرد علي تطالب بإلحاح بتأسيس (دائرة آثار) أسوة بمصر، يعهد إليها بمهمة المحافظة على الآثار،
وترميم المباني التاريخية، وحماية المواقع الأثرية.
وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 وخروج العثمانيين من بلادنا، تأسس في دمشق (ديوان المعارف).
وكان من شعبه (شعبة الآثار) عهد بها إلى السيد (عبده كحيل) الذي كان من هواة الآثار ومن مهماته (تأسيس المتحف). كان تأسيس متحف في دمشق من أحلام الطبقة المثقفة. وقد خصصت له إحدى غرف مبنى(المدرسة العادلية). فتكرمت بعض
العائلات الدمشقية بإهداء ما لديها من آثار إلى هذا المتحف الوطني.
فشكلت هذه الهدايا نواة مجموعات هذا المتحف. وقد تبين للجميع أن أهمية دراسة الآثار كأهمية دراسة الطب وغيره من العلوم،
وأنه لا بدّ من إيفاد شخص للتخصص في هذا الميدان العلمي الجديد الهام.
فأوفد من دمشق الأمير جعفر الحسني، كما أوفد من لبنان الأمير موريس شهاب وذلك للدراسة في معهد اللوفر في باريس..
وبعدما توّج الأمير فيصل ملكاً على سورية في 8 آذار 1920م أطلق على متحف دمشق اسم (المتحف الملوكي)
وعهد بإدارته إلى السيد محمود وهبي.
وبعد عودة الموفد الأمير جعفر الحسني إلى دمشق،
تبين عدم ملاءمة (غرفة المتحف) في مبنى المدرسة العادلية، وأنه لا بدّ من تشييد مبنى جديد خاص بالمتحف.. فتم اختيار
أرض في المرج الأخضر لتشييد المبنى الجديد للمتحف، وقامت مديرية الأوقاف بالتنازل عن هذه الأرض مقابل (مبلغ رمزي).
وكان من أسباب ومبررات هذا التنازل عن هذه الأرض مقابل مبلغ رمزي لكون هذه الأرض غير صالحة للزراعة..
انتهت المرحلة الأولى من مشروع تشييد المبنى الجديد للمتحف عام 1936،
وافتتح رسمياً عام 1936 بمناسبة افتتاح (معرض دمشق للصناعات اليدوية) في المبنى الذي يعرف حالياً باسم (مبنى ثانوية جودت الهاشمي)..
أثار تأسيس متحف دمشق اهتمام الجميع بهذه المؤسسة الثقافية الجديدة والمتميزة، وأخذوا في زيارتهم (مبنى المدفن التدمري) في هذا المتحف يتحدثون عن تدمر وزنوبيا والرومان،
وغير ذلك من المواضيع التاريخية والحضارية،
ورغم أن أحاديث هؤلاء الزائرين من الطبقة الشعبية كانت سطحية، فإن تأسيس المتحف أثار ضجة ثقافية وأسهم في تنشيط الذاكرة التاريخية،
وإحياء أخبار التاريخ والحضارة، وتنمية الوعي..
ثم تأسس متحف في مدينة السويداء، ومتحف في مدينة حلب، وعندما تحقق جلاء القوات الأجنبية عن سورية عام 1946 لم يكن في سورية سوى ثلاثة متاحف في دمشق والسويداء وحلب،
فتأسست متاحف جديدة في مختلف محافظات الجمهورية العربية السورية حتى أصبح عددها 33 متحفاً. فأسهمت هذه
المتاحف في خلق نهضة جديدة متميزة تشمل مختلف الميادين القومية
والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية والدولية...
وغيرها مما ساهم جدياً في المحافظة على الآثار والممتلكات الثقافية السورية، وجعل المواطنين يشعرون بقيمة هذه الآثار وأهميتها المادية والحضارية.. إن انتشار المعرفة أسهم في نشر الوعي الحضاري في الأوساط الشعبية، وتنمية شعور الاعتزاز بالانتماء القومي، أضف إلى ذلك تأكيد الهوية الحضارية والشخصية القومية،
وحسن الإفادة من الآثار والمتاحف والمباني التاريخية في
تنشيط الحركة السياحية وتطوير الصناعات اليدوية التقليدية
لتلبية المتطلبات السياحية. وهكذا أخذت صور
الآثار والمباني التاريخية تزين المصنوعات اليدوية الحديثة.