متى يسلح الغرب معارضة سوريا؟

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
فتحت الخطوة الأميركية بمضاعفة مساعداتها المباشرة والتجهيزات العسكرية الدفاعية غير القتالية للمعارضة السورية، الباب على تأويلات كثيرة وأثارت أسئلة عديدة في مقدمتها: هل يعد هذا تمهيدا لمساعدات عسكرية نوعية، أم أنها خطوة استعراضية لا تسمن ولا تغني من جوع؟​
ونسج وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على المنوال نفسه بكشفه على هامش اجتماع "مجموعة أصدقاء سوريا" في إسطنبول، أن الاتحاد الأوروبي يبحث خلال الأسابيع المقبلة تخفيف حظر توريد السلاح إلى المعارضة السورية المسلحة، ولمواكبة هذه الخطوات تعهد رئيس الأئتلاف الوطني المعارض معاذ الخطيب بعدم وصول الأسلحة إلى من سماها الجهات الخطأ. ورغم كل ما تقدم، يبدو أن المعارضة غير متفائلة بتلقيها أسلحة نوعية قريبا، ويظهر ذلك بعد حثها الدول الغربية والعربية على توجيه ضربات جوية موجهة لمنع النظام من مواصلة إطلاق صواريخ سكود على المدنيين، وطالبت بإقامة "منطقة حظر جوي لإفساح المجال أمام حرية تحرك اللاجئين" على طول الحدود الشمالية والجنوبية للبلاد.
وفي سياق التشاؤم نفسه، يقول المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي المقداد إن هناك عددا من الدول التي شاركت في المؤتمر تريد السير في منطق "لا غالب ولا مغلوب"، وإبقاء تسليح المعارضة ورقة ضغط على نظام الأسد لتفرض عليه عملية الانتقال السلمي للسلطة التي يعدها المقداد "مسألة مستحيلة، وأكدنا لهذه الدول أن الأسد لن يتخلى عن السلطة إلا مرغما". وأوضح أن هناك محورا تقوده قطر والسعودية يدعو لوقف نزيف الدم السوري وحسم القضية عبر تسليح المعارضة بأسلحة نوعية، مقابل تيار يسلح المعارضة كلاميا وبالشعارات فقط، وينظر إلى الوضع السوري كملف مطروح على طاولة المفاوضات ويحتمل المناورة، وهذا التيار ليس لديه مشكلة إذا دُمرت سوريا.
وكشف المقداد أن هناك دولا تحدثت في الملف السوري خلال اجتماع "أصدقاء سوريا" وكأن "الذين يموتون في سوريا ليسوا بشرا"، وأشار إلى أن أحد مسؤولي الدول تعهد بدرس الملف خلال شهرين "أي بعد مقتل آلاف السوريين".
مؤشرات مبشرة
بخلاف تشاؤم المقداد، عبر عضو الائتلاف المعارض سمير نشار أن ما تُخفيه هذه الاجتماعات أكثر بكثير مما تعلنه، وأن هناك مؤشرات تفيد بتغير الموقفيْن العربي والدولي في التعامل مع الأزمة السورية وتحديدا من الحدود الأردنية السورية، وهو ما استشعره الأسد "ووجه تهديدات مبطنة للأردن وحذره من مغبة التمادي في دعم الثورة".
وأوضح نشار أن قطر وتركيا والسعودية هي قاطرة تسليح سوريا، وهو ما أوضحه وزير الخارجية السعودي في واشنطن، إضافة إلى "تذمر" المبعوث العربي الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي من تسليح المعارضة ومنحها مقعد الجامعة العربية. وكشف أن الحراك الدبلوماسي من قادة المنطقة المهتمين بالملف السوري تجاه واشنطن يصب في خانة إيجاد حلول له، "وترتيب اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا على عجل أكبر دليل على أن هناك معطيات جديدة". وخلص إلى أن مبايعة جبهة النصرة للقاعدة -"رغم أنها أضرت بالثورة- نفعتها في أماكن أخرى"، وتحديدا في سياق قلق الغرب من سيطرة "المقاتلين المتطرفين" على الميدان، فشعر الغرب بخطورة الموقف وبدأ يدرس بطريقة جدية تسليح من يصفهم بالمعارضة "المعتدلة". على الضفة المقابلة، يؤكد الكاتب السوري عصام خليل أن الغرب يسلح "المقاتلين الإرهابيين" منذ فترة بكمية ونوعية كبيرة لضرب المدنيين واستهداف أمنهم واستقرارهم ومؤسساتهم، وفي إعلان واشنطن ولندن عن هذا التوجه لا تكشفان شيئا جديدا بل تؤكد المؤكد.
استثمار الإرهاب
وأضاف خليل أن واشنطن تمارس "استثمار الإرهاب" في العالم، فهي تدعمه وتسلحه حين يوافق مصالحها وتكافحه وتضربه حين يعارض إستراتيجيتها وخططها، وأكد أن الغرب سيندم على تسليح هذه المجموعات لأنهم كما ضربوا سابقا في عقر داره سيعودون عندما تنتهي الأزمة في سوريا ويتحولون إلى قنابل موقوتة ستنفجر في أمنهم واقتصادهم ومجتمعهم.
وفي موضوع ضرب قواعد صواريخ سكود وإقامة حظر جوي، يشير خليل إلى أن الغرب يعمل وفق أهوائه وليس حسب طلبات المعارضة التي تشكل رأس الحربة "في الاختراق الغربي لسوريا"، وأكد أن تدمير منصات صواريخ سكود يخدم إسرائيل، وأن إقامة منطقة حظر جوي تهدف إلى تقسيم البلاد.
هذه التطورات المتلاحقة يراها أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ماريمونت الأميركية غسان شبانة "تغييرا إستراتيجيا، لكن التغيير التكتيكي يحتاج إلى وقت أطول".
وأوضح أن هناك ثلاث دول (أميركا وفرنسا وبريطانيا) تريد تغيير الوضعين السياسي والميداني في سوريا، وذلك عبر عدة محاور كالتسليح والمعلومات والرصد والتدريب، وهذا ما يفسر تحديدا إدارة واشنطن لمعسكرات تدريب في الأردن لعناصر من الجيش الحر.
ولفت شبانة إلى أنه لا يمكن فهم تعامل واشنطن مع الملف السوري دون فهم أخطاء أميركا في العراق، وتحديدا في اجتثاث حزب البعث وتدمير البنية التحتية والإدارية للدولة وحل الجيش، وهذا ما يجعل واشنطن "متأنية جدا" في توجيه ضربات لمعاقل الجيش النظامي ووزارة الدفاع والمؤسسات الحكومية كي لا يتكرر سيناريو العراق في سوريا.
 
أعلى