مثلي أفغاني يتحدى التقاليد ويكشف عن هويته

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تحدى حامد زاهر، الصيدلي الشاب الذي يعيش في تورنتو بكندا، التقاليد الأفغانية وكتب مذكرات شخصية تتسم بالصراحة الشديدة، عن حياته كرجل مثلي في افغانستان.
لكن الكتاب لم ينشر في بلاده، التي تعاقب على ممارسة المثلية بالموت.
يقول حامد أنه كان يعلم دوما أنه مختلف.
ويقول أنه نشأ في قرية أفغانية في مطلع الثمانينات، قضى خلالها فترة طفولة مريرة، اضطر فيها الى إخفاء مشاعره الحقيقية.
وقال لبي بي سي :"عندما بدأت أشب عن الطوق، كنت كثيرا ما أنجذب تجاه الرجال، ولكني لم أستطيع فهم هويتي الجنسية حتى بلغت سن الخامسة عشرة."
يؤكد حامد أنه كان يسعد في طفولته ويطمئن دوما للعب مع الفتيات في القرية.
وقال "أردت أن اتظاهر أنني لست مثليا، ولكنها لم تكن الحقيقة، كنت اختبئ خلف قناع".
ولكن "صفاته الأنثوية" بدأت تجذب نحوه الكثير من التعليقات السلبية من الأصدقاء والأقارب.
ضغط الزواج يروي حامد معاناته في هذه المرحلة :"بدؤا ينادونني "حميدة"، وأحيانا كانوا يقولون علي إيزاك وهي التسمية الشعبية للشخص الذي لاينتمي لعالم الرجال أو النساء."
وخلال سنوات دراسته، التزم حامد الصمت حيال ميوله الجنسية، لم يكن يخشى الفضيحة فقط، ولكن التهديد الحقيقي بالنسبة له، هو احتمالية محاكمته والحكم عليه بالسجن أو الموت لأنه مثلي.
ولكن الأمور تصاعدت لذروتها بعد وصوله للخامسة والعشرين من العمر، عندما حاولت أمه الضغط عليه للزواج، وحتى لا يرضخ لرغبتها، ترك بلاده.
سافر في البداية إلى باكستان، ثم إلى إيران، ثم تركيا، قبل أن تواتيه الفرصة ويستقر به المطاف في كندا منذ عام 2008، ويقول :"من المستحيل أن تعلن مثليتك في أفغانستان، كان من الممكن أن يقتلني أقاربي فما بالك بالحكومة."
ويحمل كتاب حامد عنوان "عدوك مقطوع الذنب" ويتضمن هجوما شديدا وتحديا للتقاليد المحافظة والإجحاف اللذين أكد أنهما سبب استحالة العيش في بلاده.
وعنوان كاتبه أشارة الى الاصطلاح العربي، الذي يشير إلى الرجل الذي لم ينجب ولدا بأنه "مقطوع دابره" أو "رجل بلا سلالة".
يقول حامد :"كتبت كتابي من أجل حقوقنا التي تم إنكارها، ولا أريد أن تعاني الأجيال القادمة في بلادي من الخوف بسبب ميولهم الجنسية."
جدار الصمت ويعني الفصل بين الجنسين أن النشاط الخاص بالمثليين جنسيا غير معترف به في أفغانستان، وأنه ليس بالإمكان رؤية مجتمع للمثليين.
ويؤكد داوود راويش أستاذ علم الاجتماع بجامعة كابول أنه من المستحيل معرفة عدد المثليين في أفغانستان لأن الناس تخشى المخاطرة بالإعلان عن ميولها.
قال حامد لبي بي سي أن كندا منحته الفرصة لحياة أكثر سعادة "إنها وصمة عار في أفغانستان، والناس ينظرون إليه على أنه نشاط غير أخلاقي، كما أن القانون يعاقب من يمارس هذا النشاط بالموت."
ونشر كتاب حامد باللغة الفارسية، في عام 2009، ولكنه اصطدم بجدار من الصمت في أفغانستان.
وكان من المستحيل بالنسبة له توزيع نسخ مطبوعة داخل بلاده، ولهذا جعل كتابه متاحا على الإنترنت مجانا، ولكن بسبب هذا التحريم، لم يرغب أحد في الإعلان عن قراءته أو التعليق عليه.
وحتى مسؤولي حقوق الإنسان في أفغانستان، الذين اتصلت بهم بي بي سي، رفضوا التعليق حول السبب الذي يمنع المثليين الأفغان من اللجوء إليهم لطلب المساعدة.
وقال أحد الحقوقيين طالبا عدم ذكر اسمه "أفغانستان لاترحب بالمثليين، وما قام به حامد من كشف ميوله الجنسية اجراء ثوري في أفغانستان المعاصرة."
ولكن صراحة حامد جعلته يدفع الثمن، حيث قاطعته عائلته ولم يعد لديه اتصال بهم.
يقول "طلب مني أشقائي عدم نشر الكتاب، ولكني لم أعد راغبا في كبت مشاعري بعد الآن، أردت أن أكون أول صوت ينادي بحقوق المثليين الأفغان".
ويؤكد حامد أن مقاطعته لأسرته هو ثمن يستحق الدفع، ويقول "لقد وفيت بمسؤوليتي وحياتي في كندا منحتني الفرصة لهذا، وأنا مستعد للموت من أجل قضيتي".
واضاف "لن أخفي هويتي بعد الآن، أنا أعبر عن نفسي، وسعيد بأن أحيا الحياة التي أرغبها، وليس الحياة التي ترغبها أسرتي أو يريدها مجتمعي."
 
أعلى