محمود البدرى يكتب: جريمة فى حق مصر

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
روعت القلوب المصرية عند مشاهدتها سحل المواطن المصرى أمام قصر الاتحادية فى واقعة لم تشهدها الأحداث المصرية لبشاعتها وإهدارها لكرامة المصرى بصرف النظر عن أيدلوجيته أو انتماءاته الحزبية أو السياسية أو مهنته التى يمتهنها.

كنت ممن انفعلوا وبشدة لهذا الحدث الذى أًقض مضجعى، وأقتحكم منامى ليحولها إلى كابوس استيقظت على أثره بآلام شديدة فى جسدى وكأنى كنت بين يدى من سحلوا ذلك المواطن.

بعد صراع وعناء مع نفسى قررت الذهاب إلى العمل لعلى أخرج من دائرة الاكتئاب التى أحاطت بى وسجنتنى بداخلها.

وقد كان، فخروجى كان مدعاة للقفز من هذه الدائرة تدريجياً خاصة بعد عدة نقاشات ما بين مؤيد لرد فعل الشرطة ودفاعها عن القصر، وثانى معارض لهذا النهج مهما كان الجُرم، وثالث يشكك فى الواقعة برمتها.

وقد كنت أنا الثلاثة جميعهم، فقد بدأت بالثانى حيث لا يصح التعامل مع أى شخص مهما كان جُرمه أو ذنبه أو مهنته أو جنسيته أو دينه أو أيدلوجيته أو انتماؤه السياسى بهذا النهج مع اتخاذ كل الإجراءات القانونية بالقبض على الجانى ومحاسبته طبقاً للقانون، ثم انتقلت إلى الأول الذى التمست فيه بعضاً من العذر للشرطة فى دفاعها عن القصر لما له من رمزية ودلالة للدولة المصرية التى يجب أن يحافظ على هيبتها خاصة بعد مشاهدتى للفيديوهات التى تصور المحاولات المضنية لاقتحام وحرق القصر، ثم ما أن هدأت حتى بدأت أطرح الثالث على نفسى بعد تشككى فى الأمر برمته ليقينى أن الداخلية لم تتطهر بعد من آثار عقيدة الدولة البوليصية التى كانت تحميها والتى بنيت على فعل أى شئ للحفاظ على النظام غير أن هناك شكوكاً عكسية أطرحها جميعها فى:

لماذا اندفع المجنى عليه منبرياً لتبرئة الداخلية من الواقعة بحماس أشد من السحل نفسه الذى تعرض له موزعاً ابتسامات وعلامات للنصر أمام الكاميرات التى تعامل معها بكل أريحية دون مواربة أو خجل أو تردد؟

وما السر فى التناقض الشديد الذى ظهر فى أقوال المسحول وأسرته ما بين إقرار للواقعة ونفيها؟ مما أفقدهم مصداقية كانت ستحولهم إلى أبطال من أبطال ثورة يناير؟

ولماذا تم التعامل مع المسحول بهذا الشكل الغريب الذى لم يصدر من الداخلية سيئة السمعة من قبل برغم من ممارساتها القمعية والتعسفية السابقة وبهذه البشاعة وفى ذلك التوقيت؟

ولماذا هذا الإصرار على سحل الرجل بهذا المنظر وإصرار أكبر على تجريده من ملابسه وكأن المقصود هو إعلان عن ملابس داخلية صناعة مصرية؟

وما السر فى قيام أحد الجنود بتصوير المشهد بموبايله وهو يعد التصرف الأكثر غرابة؟ وماذا سيفعل به ؟ وهل راق له المشهد ليعجب به ويلتقط مشاهده دونما أى تردد أو خجل أو خوف أو ترقب من المتظاهرين أو الحدث نفسه؟

وما السر فى انفراد قناة بعينها بتصوير هذا الحدث من تلك الزواية شديدة الصعوبة دون غيرها من فضائيات العالم التى تغطى الحدث؟

وما السر فى انعدام أى لقطة على موبايلات المتظاهرين والتى تنتشر انتشار المطر فتساقط قطراته على مواقع التواصل الاجتماعى فى سبب غير مفهوم لعدم إمكانية تصوير أحداً لأى لقطة لأى مشارك أو متظاهر للواقعة؟

الواقعة فى حد ذاتها هى جريمة فى حق مصر والمصريين والثورة المصرية، وبصرف النظر عن صدق الواقعة من عدمها فلابد من إجراء تحقيق سريع وفورى وشامل تعرض نتائجه على الشعب المصرى وتكشف كل أوراقه وتوضح كل ملابساته وعقاب الجانى، فلقد جرحت كرامة مصر ولابد من القصاص لها.
 
أعلى