مشاهد غضب ونهب لاملاك "العرب" في مدينة تمبكتو بمالي

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
"اليوم كل من في تمبكتو من عرب وبدو (الطوارق المتمردون منذ سنوات ضد حكومة باماكو) هم جهاديون" هذا ما صاح به شاب يرتدي سروال جينز وقميص تي-شيرت.
يبدو ان ساعة تصفية الحسابات قد دقت في تمبكتو حيث قام المئات من سكان هذه المدينة التاريخية بشمال مالي الثلاثاء بنهب المخازن التي يملكها على حد قولهم "عرب" متهمون بانهم "ارهابيون" متحالفون مع الاسلاميين المسلحين الذين هربوا مؤخرا من المدينة.
وفي اخر النهار نهبت عشرات المحلات في سائر ارجاء تمبكتو التي استعادها الجنود الفرنسيون والماليون الاثنين بدون معارك، اذ ان الجهاديين الذين كانوا يحتلونها منذ عشرة اشهر فروا منها قبل وصولهم متجهين نحو الشمال. ولم يبق سوى جدران جرداء واختفى كل الباقي.
بدأت موجة الهياج صباح اليوم الثلاثاء في حي ابارادجو قرب المدينة القديمة.
ففي ازقتها البائسة المليئة بالنفايات اجتاح مئات الماليين من رجال ونساء غالبيتهم من الشبان وبعضهم مسلح بالعصي مصرفا قديما كان الاسلاميون قد حولوه الى "مركز للامر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وقد اخرج الحشد الغاضب من المبنى رجلا ملتحيا يناهز الاربعين كان مقيما فيه ونهب كل شيء حتى اصغر كرسي وسط صيحات "يجب قتله" "انه اسلامي" "انه ليس من هنا" او "انه ارهابي".
وسرعان ما اوقف الرجل من قبل الجيش المالي المنتشر الان في المدينة حيث ان الفرنسيين انسحبوا الى الضواحي. واكد جندي مالي "انه اسلامي".
وقبل ان يرحلوا بسرعة كبيرة بسيارات بيك اب مسلحة اضطر الجنود لتوجيه اسلحتهم الى الحشود لمنعهم من قتل الرجل.
لكن عمليات النهب لم تتوقف بل اشتدت بفعل هستيريا الغضب التي سيطرت على الحشود بعد عشرة اشهر من تطبيق الشريعة بشكل متشدد والبؤس والشقاء خصوصا وان مالي تعد من افقر بلدان العالم ومصنفة في المرتبة ال175 في سلم من 182 بلدا لمؤشر النمو.
واستهدف السكان محلات قريبة هي "مخازن العرب" على ما يقول بلال تراوري وهو خياط في الثالثة والعشرين من العمر. وقال "اخذوا معدات في سيارات وذهبوا الى الصحراء" نحو الشمال امام تقدم الجيشين الفرنسي والمالي.
وتوعد بلال تراوري "ان وجدناهم سنضربهم حتى الموت" ووافق رجال محيطون به على ما قاله.
وفي احد المحلات تم العثور على نحو عشر علب رصاصات لرشاشات ثقيلة وخفيفة وجهاز لاسلكي عسكري. لكن القسم الاكبر من السكان كان منشغلا بالاستيلاء على كل ما عثروا عليه من تلفزيونات وهوائيات واغذية وقطع اثاث وآوان وسجاد وحتى الابواب المعدنية التي كانت تحمي البضائع خلعوها وحملوها معهم.
وكان البعض يتشاجر لانتزاع اغراض والبعض دهس تحت اقدام الحشود الغاضبة بدون اضرار كبيرة. وكان كل محل يفرغ من محتوياته في دقائق.
وقال محمد ديكو (32 عاما) "ان هؤلاء الناس (اصحاب المحلات) هم الارهابيون الحقيقيون، انهم يعملون مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" واضاف "ان وجدنا عربا سنسلمهم للسلطات. ... وان لم يكن هناك سلطات سنقوم بقتلهم... "
وطلبت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين من السلطات المالية اتخاذ "تدابير فورية لحماية كل الماليين من الاعمال الثأرية" مشيرة الى "المخاطر المرتفعة من حصول توترات اتنية" في شمال مالي حيث الخصومة شديدة بين العرب والطوارق الذين يعتبرون معظم الاحيان من الاسلاميين، والسود الذين يشكلون الغالبية في مالي.
وبعد ساعة من الفوضى العارمة عاد الجيش المالي بآليات عدة وعشرات الرجال المسلحين. وتوقفت عمليات النهب وعلت هتافات "يحيا الجيش" في كل مكان.
وقال ضابط مالي "لن نترك الناس ينهبون. لكن صحيح انه تم العثور على ذخائر في بعض المحال".
الا ان الهدنة لم تدم طويلا اذ ان عمليات النهب تجددت بقوة ما ان غادر الجنود. لكن العسكر العاجزين او اللامبالين لا يردون.
 
أعلى