مصر والإمارات.. هل تطول الأزمة؟

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، دخلت العلاقات المصرية الإماراتية في مرحلة من الفتور ما لبثت أن تحولت إلى نوع من الاحتقان المكتوم الذي ألقى بظلاله على علاقة كانت متانتها مضرب الأمثال لسنوات طوال.

وبعد فترة من السكون طفت الأزمة على السطح باستضافة الإمارات للمرشح الرئاسي الخاسر الفريق أحمد شفيق الذي تلاحقه اتهامات بالفساد، وبسلسلة من التصريحات العدائية التي صدرت عن قائد شرطة دبي ضاحي خلفان ضد جماعة الإخوان المسلمين، ثم باعتقال عدد من المصريين الذين يعملون بالإمارات وقيل إنهم ينتمون لجماعة الإخوان مؤخرا.

وعلى مدى الأيام الماضية أصبحت سفارة الإمارات بالقاهرة مقرا دائما لوقفات احتجاجية تعترض على اعتقال المصريين بالإمارات، حيث التقت الجزيرة نت عددا من المحتجين الذين كان أغلبهم من أبناء المعتقلين. وأكد أحدهم أن والده يعمل منذ نحو ربع قرن وليس له أي نشاط سياسي، كما أنه لا ينتمي لجماعة الإخوان وإن كان مؤيدا لتوجهاتها.

كما نظم عشرات الصحفيين المصريين وقفة احتجاجية أمام مقر نقابتهم بالقاهرة للمطالبة بالإفراج عن مواطنيهم المعتقلين بالإمارات وبينهم صحفي، مستغربين مرور نحو الشهر دون الإفراج عنهم أو على الأقل الكشف عن حقيقة التهم الموجهة إليهم والأدلة التي تدينهم.

تحفظ رسمي
في الأثناء، استمرت السلطات الرسمية في تحفظها إزاء العلاقات مع الإمارات حتى بعد الزيارة التي قام بها وفد ضم مساعد رئيس الجمهورية ورئيس المخابرات العامة إلى الإمارات أوائل الشهر الجاري، وهي الزيارة التي ألمح الإعلام المحلي إلى أنها لم تتوصل إلى حل للأزمة.

وقبل يومين حاول وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو التهوين من الأزمة، وقال إن هناك نحو نصف مليون مصري يعملون بالإمارات، ومن الطبيعي أن تحدث مشكلات لبعضهم، وأكد في الوقت نفسه أن الخارجية تهتم بكل المصريين في الخارج بصرف النظر عن انتماءاتهم، وذلك في رد غير مباشر على انتقادات محلية بأن السلطات تهتم بمعتقلي الإمارات بسبب انتمائهم لجماعة الإخوان.

كما قال السفير علي العشيري مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية أمس عقب عودته من زيارة الإمارات إن استضافتها لاجتماعات اللجنة القنصلية بين البلدين في هذا التوقيت يؤكد حرصها على تعزيز العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أنه عبّر عن قلق مصر إزاء القبض على مصريين دون الإعلان عن الأسباب ودون السماح لهم بالتواصل مع ذويهم.

وفي الوقت نفسه، قال السفير إن على المصريين أن يتفهموا أن بعض الدول تمر بحالة من القلق من التطورات التي تحدث بالمنطقة، ولهذا من المهم أن يحترم المواطنون المصريون قوانين الدول التي يعيشون فيها.

تصدير الثورة
الجزيرة نت تحدثت إلى السفير هاني خلاف المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، والذي اعتبر أن تصريحات قائد شرطة دبي وكذلك اعتقال 13 مصريا في الإمارات مؤخرا ما هي إلا عوارض للأزمة التي اعتبر أن سببها الأساسي هو تخوف سلطات الإمارات خصوصا ومعظم دول الخليج عموما من روح الثورة وأفكار التغيير التي انطلقت من مصر وتونس.

وقال خلاف إن الانزعاج لا يقتصر على مخاوف التغيير السياسي وإنما أيضا التغييرات الاجتماعية المتعلقة بالعدل الاجتماعي ودور الشباب والمرأة فضلا عن قضية توزيع الثروات، لكن المثير كما يرى السفير السابق هو أن هذه المخاوف أكبر من الحقيقة، لأن الدول التي نجحت فيها الثورات ومنها مصر ما زالت تكافح لإتمام التغيير بالداخل، 'فكيف لها أن تفكر في تصدير أفكار الثورة إلى الخارج؟'.

ويعتقد خلاف أن إنهاء هذه الأزمة ليس صعبا، مؤكدا أنه يتطلب فقط مبادرة من جانب القاهرة تهتم بشرح حدود الحركة المصرية في مجال التغيير، وتؤكد أن مصر لا تسعى لتصدير الثورة إلى خارج حدودها، مؤكدا أن عامل الطمأنة يبقى هو كلمة السر في إنهاء الأزمة.

وختم المساعد السابق لوزير الخارجية بالإشارة إلى أنه يتوقع انفراجا قريبا في هذا الشأن، ويعتقد أن الزيارة الأخيرة للوفد المصري الرفيع ربما أثمرت اتفاقا عاما أو على الأقل شهدت وعودا بإنهاء موضوع الاعتقالات الأخير، ولكن بشكل لا يمس الإجراءات القضائية.
 
أعلى