معرة النعمان تعيش جحيم قصف الطيران الحربي السوري

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
يوم جديد من القصف الجوي يبدأ في معرة النعمان في شمال غرب سوريا. يخرق الهدير السماء. مرور اول على علو منخفض، يتبعه آخر. ترمي الطائرة الحربية قذيفتها قبل ان تختفي بسرعة. يهز الانفجار المدينة وكأنه هدير آت من الجحيم.
باتت هذه المدينة الواقعة في محافظة إدلب تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، لكنها ايضا هدف لطيران القوات النظامية منذ ان سيطر المقاتلون المعارضون في الايام الاخيرة على الحواجز داخل معرة النعمان وقسم من الطريق السريع بين دمشق وحلب بالقرب منها.وضاعف الطيران الحربي والمروحي هجماته على المدينة التي باتت شبه مهجورة بسبب النزاع، بعدما كانت تقطنها نحو 125 ألف نسمة.ككل يوم، استهدف سلاح الطيران المدينة في الساعات الاولى من النهار، ومجددا على حي في وسطها.يبلغ عدنان خالد قاشيت من العمر 50 عاما، ويعمل في مجال البناء، وكان يزور والدته صبيحة هذا اليوم. احضر له احد اقاربه منذ بعض الوقت كيسا من البطاطا، وكان هو جالسا خارج المنزل يقرأ القرآن.سقطت القذيفة التي يرجح ان تكون قارورة او برميلا من المتفجرات، وسط الشارع على بعد 20 مترا من المنزل. قطعت جثة عدنان الى نصفين. وبعد دقائق قليلة على الغارة، كانت جثته المشوهة ملتصقة بالارض وسط بقعة من الدم على بعد خطوات من باب المنزل.تصرخ والدته باكية وهي تضرب بيدها على صدرها "ذهب ابني! من سيتهم بي؟". وبدت كمن يناجي السماء "يا الله اخذت ابني، الرحمة لروحه"، في حين حاولت سيدتان ارتدتا ملابس الحداد السوداء، التهدئة من روعها.حتى الاقارب كانوا يكتشفون شيئا فشيئا هول ما جرى، وتولى رجل بأطراف اصابعه جمع اشلاء الجثة ووضعها في دلو من البلاستيك، قائلا "علينا ان نرفع الجثة قبل ان يصل اولاده".قرر رجال من الجوار في نهاية المطاف نقل الاشلاء وكان عليهم لفها بأكياس جمع القمامة المقواة باشرطة عريضة لاصقة حتى لا "تتفكك".لدى رؤيته هول الحادثة، تبدو الصدمة على وجه أحد كبار السن في الحي الذي قدم لدى سماعه بما جرى. بين الناس ايضا رجل من اقارب عدنان في العقد الرابع من عمره، يحمل مسبحة في يده ويعد حباتها بحركة تلقائية، لكنه يشيح بنظره ليخفي دموعه.يغسل الناس وجه الضحية على وقع صراخ والدته "ابني في كيس من البلاستيك، دعوني اراه للمرة الاخيرة".يقول الحاضرون "انظروا ماذا فعل النظام بشعبه!"، و"تعال زرنا هنا يا ابراهيمي" في اشارة الى المبعوث الاممي والدولي الاخضر الابراهيمي الذي يقوم بجولة في المنطقة.تجمع آخرون وحرارة القذيفة التي سقطت ما زالت تلفحهم، بعدما تسببت بحفرة وسط الشارع بعمق امتار عدة. الجو ايضا عابق برائحة البارود.احتل الدمار الشارع الذي اصيب جراء القصف. حجارة وحديد على الطريق، زجاج محطم من المنازل والمباني المجاورة، وحتى ابواب المتاجر الحديدية خلعت. وعمود الكهرباء الذي تضرر جراء القصف، سقط في نهاية المطاف.لا يبدو في المنطقة المستهدفة اي اثر للمقاتلين المعارضين او تحصيناتهم، باستثناء اولئك الذين يعبرون الشارع على دراجاتهم النارية. كما غالبية اعمال القصف التي تستهدف معرة النعمان، اتت هذه الغارة الجوية عشوائية لتستهدف سكانا مدنيين منهم عدنان.وبقرب منزل "الشهيد" مقبرة قديمة، حيث يستخدم حفارو القبور رفشا لتحضير مدفن لعدنان. في المجموع، ادت الغارات واعمال القصف التي نفذتها القوات النظامية الى مقتل خمسة اشخاص على الاقل هذا اليوم في معرة النعمان، بينهم فتى في الخامسة عشر من عمره.
 
أعلى