مقابلة- مسؤول تركي: سوريا تتحدث عن حرب طائفية لتخفي صراعا على السلطة

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
اسطنبول 11 سبتمبر أيلول (رويترز) - قال مستشار كبير لرئيس
الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن تركيا تعتقد أن دمشق تصور​
الأزمة السورية الان على أنها صراع بين السنة والشيعة لتغطي على​
فقدان الرئيس السوري بشار الأسد للسلطة السياسية في البلاد.​
وقال المستشار إبراهيم قالين لرويترز إن هذا التصور الطائفي​
الجديد يهدف إلى حشد السوريين الشيعة إلى جانب الأسد واعطاء سبب​
لمعارضة الدول ذات الاغلبية السنية في المنطقة له.​
وأضاف قالين في مؤتمر لزعماء دينيين مسلمين ومسيحيين في الشرق​
الأوسط مطلع هذا الأسبوع أن السنة والعلويين الذين ينتمي إليهم​
الأسد ليسوا كتلتين محددتين وأن تركيا لا ترى الأزمة في سوريا في​
إطار طائفي.​
وقال "يحاول نظام الأسد -لأنه فقد شرعيته السياسية- تقديم هذا​
على أنه صراع طائفي.. يزعمون أن من يعارضون نظام الأسد يعارضونه​
لأنهم سنة ويكرهون الشيعة."​
وأضاف "لكن الشيء الجيد هو أن الأغلبية العظمى من السنة​
والشيعة لا ينطلي عليهم هذا الرأي ويدركون أنها قرارات سياسية وليس​
صراعا طائفيا."​
ووصف قالين التأكيد المتنامي على الهويات الدينية في الشرق​
الأوسط بالطائفية الجديدة لكنه قال إن هذه الاتجاهات ورغم كونها​
اتجاهات حقيقية إلا أنها ما زالت ثانوية في الأغلب بعد الصراعات​
السياسية التي تحرك الأحداث في المنطقة.​
ويضم المجتمع السوري أطيافا من الاعراق والاديان. ويمثل​
العلويون الذين يتولون معظم المناصب في المؤسسة الحاكمة في سوريا​
نسبة تصل إلى 12 في المئة من السكان بينما يمثل السنة 75 في المئة.​
وتصل نسبة المسيحيين في سوريا إلى عشرة في المئة والأكراد​
ثمانية في المئة والدروز أقل من ثلاثة في المئة. وظل المسيحيون على​
الحياد في الصراع في سوريا. واستغل السوريون الأكراد ضعف الأسد​
للسيطرة على بعض المناطق الشمالية بالبلاد.​
وترى أنقرة أن دعم إيران القوي للأسد يأتي لأسباب من بينها​
التضامن الطائفي لكنه يستند بشكل أكبر إلى افتراضات سياسية خاطئة.​
وقال قالين "تعتبر إيران سوريا مجالا للنفوذ وجزءا من جبهة ضد​
الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة.​
"وحساباتهم هي أنه إذا تمت الاطاحة بنظام الاسد فإن النظام​
الجديد في سوريا لن يبقى على موقفه من السياسات الاسرائيلية وهذا​
أمر خاطئ ببساطة."​
وقال إن الحكومات المنتخبة حديثا في تونس ومصر وليبيا أثبتت​
اهتمامها الشديد بالقضية الفلسطينية وتعبر الان عن معارضتها​
للاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية بتأييد ديمقراطي كامل.​
وأضاف "أيا كان من سيأتي للسلطة في سوريا فإنه سيستند إلى​
الإرادة الشعبية للناس. إن الأغلبية العظمى من الشعب السوري مثل​
باقي الشرق الأوسط ضد الاحتلال الإسرائيلي."​
وقالين أستاذ سابق في الفلسفة الإسلامية ويدعو إلى تفاهم أكبر​
بين المسلمين والمسيحيين. وذكر أن الأغلبية السنية والاقلية​
الشيعية شهدتا فترات من العلاقات الهادئة والمتأزمة عبر تاريخ​
الإسلام.​
وأشار إلى أن انقسامات وقعت أيضا داخل صفوف الطائفتين كما كانت​
هناك تجارب للعيش معا في دول مختلفة.​
وقال "من الناحية التاريخية والمذهبية سيكون خطأ كبيرا أن​
يعامل السنة ككتلة والشيعة ككتلة.. لا يوجد مؤشر واحد يمكن أن يحدد​
بالفعل الهوية ككل."​
وقال قالين إن السعودية وقطر اللتان أيدتا تحركات سنية محافظة​
في انتفاضات سابقة بالعالم العربي تضعان السياسة قبل الدين في​
سوريا.​
وأضاف "إنهما تدعمان المعارضة السورية ضد نظام وحشي.. وهذا هو​
بيت القصيد."​
واستشهد اردوغان وهو سني خلال اجتماع الزعماء الدينيين في​
اسطنبول بمقتل الامام الحسين في كربلاء العراق لشجب إراقة الدماء​
في سوريا.​
وقال اردوغان يوم الجمعة في مقارنة بين الشعب السوري والامام​
الحسين "إن ما يحدث اليوم في سوريا هو نفسه ما حدث في كربلاء قبل​
1332 عاما."​
وقال قالين "هذه ليست مسألة سنة وشيعة وإنما مسألة عدالة​
وقمع."​
وذكر أن الطائفية الجديدة تتضح أيضا في التيار السلفي وأشار​
إلى تدمير سلفيين لعدة أضرحة صوفية في ليبيا.
 
أعلى