مقابلة مع قائد للمعارضة المسلحة في حلب

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
ثمانية عشر شهرا مضت على بداية الاشتباكات في سوريا، المزيد والمزيد من المدنيين دخلوا في المعركة، وفي حلب قابلت رجل أعمال عانى من تجربة تعذيب في السجن مما دفعه لأن يصبح قائدا حازما في صفوف المعارضة المسلحة.
قال لي :"السؤال الصحيح ليس "هل تم تعذيبنا؟" ولكنه "منذ متى ونحن لا نعذب؟".​
كان الدكتور عبدالرؤوف واحدا من النخبة الناجحة الثرية في حلب، لكن عندما بدأت حركة الاحتجاجات الشعبية تنتشر في البلاد تحول اهتمامه للسياسة وبدأ يتقابل مع آخرين بشكل سري للمطالبة بالتغيير، وعندها ألقي القبض عليه.​
قابلت ثلاثة من أعضاء مجموعته السرية في ضواحي حلب هذا الأسبوع، هذه المدينة التي كانت تعد ثاني أكبر مدن سوريا والتي تحولت من مجرد شاهد على تحرك الاحتجاجات المتنامية إلى أرض معركة في حرب أهلية وحشية.​
يؤكد الرجال الثلاثة أن الأشهر الستة التي أمضوها في قبضة وحدة مخابرات القوات الجوية، هي التي حولتهم إلى ما هم عليه.​
وبدأ الدكتور عبدالرؤوف في وصف أنواع التعذيب وأسوأها كما أراد أن يبدأ روايته هذا النوع من التعذيب الذي يتضمن إدخال عصا إلى جسده، وعلق الرجال الآخرون :"كل سوري يعرف ما هو الخازوق".​
ثم شرح لي بعد ذلك التعذيب بالكهرباء التي تلقى جرعات منها عبر كابلات توصل بصدره وبأعضائه التناسلية، ثم تحدث عن الضرب الذي تعرض له مما أدى لكسر أضلاعه.​
ورغم أن طرق التعذيب التي يصفونها تبدو مرعبة للغاية إلا أن طريقة وصفهم لها تجعلها تبدو وكأنها عادية، وفي الحقيقة، ومع حلقات الدخان التي تتصاعد من غيلون الدكتور، كانوا يحكون هذه القصص المرعبة عن التعذيب وهم يتبادلون المزاح ويلقون النكات.​
ثم صاح أحدهم منفعلا: "والله وقسماً بالله"، ثم روى قصة شخص تم سحبه ليشاهد اغتصاب امرأة سجينة ملقاة أمامه من قبل رجال الأمن الذين قالوا له :"سنفعل هذا بزوجتك مالم تخبرنا عما نريد معرفته".​
وأكد الدكتور رؤوف أنه قبل القبض عليهم كانت المجموعة قد دخلت في مناقشة طويلة حول ما إذا كان عليهم أن يحملوا العصي للدفاع عن أنفسهم خلال الاحتجاجات، ثم أضاف :"وبعد إطلاق سراحنا قررنا شراء أي سلاح تقع عليه أيدينا".​
وتحولت الاحتجاجات المدنية في سوريا إلى حرب أهلية خلفت أكثر من 30 ألف قتيل وفقا لنشطاء المعارضة، واستمرار العنف مع التصعيد في شهر سبتمبر/ آيلول جعله أكثر الشهور دموية، ففي هذا الزمن البائس فقد الرجال الأمل.​
كنا نجلس قبالة أحد القواعد الخاصة بمسلحي المعارضة في الجنوب عندما عبرت طائرة مقاتلة فوق رؤوسنا، تراجعنا خلف المبنى حتى نستطيع تصوير الطائرة، تجمع حولنا عدد من المقاتلين هناك وكانت عيونهم تفحصنا بريبة، كانوا يتساءلون "من أنتم وماذا تفعلون هنا"، كانت هذه المجموعة تبدو وكأنها متماسكة وأبقت نفسها بعيدة عن الآخرين.​
كان لبعضهم لحى طويلة ويرتدون الجلابيب، وقلة منهم يبدون وكأنهم ليسوا سوريين ولكن كان من الواضح أنهم ليسوا سعداء برؤية صحفيين أجانب، خرجنا عائدين إلى الجهة الأمامية للمبنى وتم تنبيهنا الى عدم تصوير المقاتلين، وأن علينا التحدث معهم واستئذانهم.​
اكتشفنا بعد ذلك أن هذه المجموعة كانت "جبهة النصرة"، وهي مجموعة جهادية مسلحة متطرفة لها صلات بتنظيم القاعدة، ويزعمون أنها نفذت عددا من التفجيرات الكبيرة في أنحاء سوريا.​
وليست هناك إحصاءات أو أرقاما بأعداد المسلحين أو حتى المتطرفين والجهاديين الذين دخلوا إلى سوريا، ولكن إحصاءات أخرى تقول أن 10 بالمئة من المتمردين يقاتلون في حلب.​
وفي الواقع أن هناك عدة مئات منهم ولكنهم يعملون في أكثر المناطق خطورة، ويعملون وفق تنظيمات عسكرية شديدة الخطورة وأعدادهم تتزايد.​
وبينما كنا في حلب كانت هناك سلسلة من الهجمات المكثفة والمرتبة بالقنابل، ضد عدد من المباني الحكومية خلفت عشرات من القتلى والكثير من الجرحى، وأعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن هذه الهجمات.​
وقال الدكتور رؤوف " الجماعات الإسلامية تساعدنا على استعادة حقوقنا في الوقت الذي يقف فيه الغرب متفرجا".​
لقد عقد اتفاقا مع المجموعات المسلحة، ويعتقد أنهم سيقبلون بالعلمانية والحكومة الديمقراطية وسيضعون السلاح بعد أن تنتهي المصادمات، والبعض يتشكك في حدوث هذا.​
هناك محاولات لاغتيال القادة من جانبي الصراع ، وما لم يكن الدكتور رؤوف يعرفه أن أحدهم يريد قتله، وأن سيارته كانت مراقبة.​
وبينما كان يقود سيارته على الطريق المفتوح تبعته طائرة مقاتلة وفتحت عليه النار ما أدى إلى إصابته بجراح خطيرة.​
لقد اختار الغرب عدم تسليح المعارضة السورية خوفا من النتائج، ولكن الأسوأ قد حدث بالفعل، نزوح ضخم من المدنيين، تصاعد العنف، قتلى بأعداد مخيفة، معارضة متطرفة، وتدفق من المقاتلين الأجانب.
 
أعلى