مكة: ملاك الأبراج السكنية يؤجرون المساحات المخصصة للخدمات

[{*B*A*T*M*A*N*}]

شددت لجنة الكشف على مساكن الحج على ملاك العقارات الراغبين في تأجيرها على المعتمرين والحجاج عدم تسكينهم في دور الميزانين أو الأدوار المخصصة للمطاعم أو المسجد داخل البرج السكني، حيث تعد تلك مخالفات تستوجب تغريم المخالف وتحويله إلى الإمارة للنظر في المخالفات المرتكبة من أجل الارتقاء بخدمات الإسكان لضيوف الرحمن.
​

جاء ذلك على لسان المهندس زهير حداد رئيس لجنة الكشف على المساكن، وذلك بعد انتشار ظاهرة استغلال ملاك العمائر والأبراج السكنية المساحات المخصصة للخدمات وليس للسكن في تأجيرها للحجاج أو لجهات أخرى.​

وأوضح حداد لـ "الاقتصادية" أن دور اللجنة لا يقتصر على إصدار التراخيص فحسب، بل لدى اللجنة 28 فرقة ميدانية متجولة تجوب مكة المكرمة من مهامها التأكد من التزام ملاك العقارات التي صرفت لها تراخيص بمزاولة إسكان الحجاج والمعتمرين وفق الاشتراطات المنصوص عليها في الترخيص، ومتى ما تم رصد مخالفة يتم تسجيلها في محضر الضبط ويتم إمهال المخالف مدة تكفي لإزالة تلك المخالفة مع إثباتها بحق المخالف، حتى إن تم تلافيها وإصلاحها. وقال حداد إن هناك جهة أخرى تتولى متابعة ما يتعلق بعقود التسكين للحجاج والمعتمرين ممثلة في وزارة الحج وما لها من آليات عمل تنظم تلك العقود وتضمن الحقوق للحاج والمؤجر في الوقت نفسه ، في حين تكثف اللجنة من مهامها الرقابية والإشرافية خلال شهري ذي القعدة وذي الحجة.​

ولفت حجاج إلى أن هناك إشكالية تكمن في عدم مبادرة ملاك العقارات المخصصة لإسكان الحجاج بتجديد تراخيصهم بعد أن بدأ العمل بالآلية الجديدة التي تنص على أن يكون التجديد كل عام بدلا من الآلية السابقة والتي تجعل الترخيص ساري المفعول لسنوات، وهو ما لم يتحقق حتى الآن على الرغم من بدء اللجنة استقبال طلبات التجديد في أول المحرم، فحتى بداية صفر الجاري لم يتقدم سوى مالك عقار واحد فقط على الرغم من وجود أكثر من سبعة آلاف عمارة وبرج سكني لإسكان الحجاج والمعتمرين في مكة المكرمة. وأشار إلى أن عمل اللجنة مستمر حتى نهاية شهر رجب المقبل، وهي فترة طويلة لاستقبال تلك الطلبات التي من المتوقع أن تتضاعف قبل انتهاء عمل اللجنة، ما قد يعطل أو يؤخر الأغلبية عن الاستفادة من الحصول على الترخيص في الوقت المناسب، مطالبا إياهم بالإسراع حتى يتسنى للجنة والمكاتب الهندسية المعنية القيام بعملها في التحقق من الاشتراطات.​

ومن جملة المخالفات التي رصدها مرتادو تلك الأبراج وقاصدوها في فترات سكنهم في مكة المكرمة أنه لا توجد مواقف في بدروم البرج السكني، وأن البدروم المخصص للمواقف تحول إلى مستودع مؤجر لمؤسسات وشركات تعمل في بيع أجهزة التكييف والإلكترونيات بالقرب من مقار الأبراج السكنية المخصصة لسكن المعتمرين والحجاج. وقال بعضهم لـ "الاقتصادية": إن دور الميزانين المخصص للخدمات أيضا تحول إلى مكاتب لمحال وشركات عقارية وخدمات عامة ودعاية وإعلان، وأصبح البرج السكني يفتقر للمطاعم والمصلى، بخلاف شح المواقف وانعدامها تماما بسبب وقوف زبائن تلك المحال والشركات ومرتاديها أمام البرج السكني، وأصبح نزلاء البرج لا يجدون موقفا لجهلهم بالمنطقة المحيطة حول البرج، وقال سامر الحربي: على الرغم من بعد البرج السكني عن الحرم إلا أننا اضطررنا للسكن فيه لكننا لم نجد تلك الخدمات ما يتطلب توحيد الجهات المشرفة على إسكان المعتمرين والزوار والحجاج في جهة واحدة تتولى المتابعة والإشراف معا، فأغلب العمائر لا توجد فيها مواقف ولا مطاعم ولا مصليات وهي مخصصة لإسكان الحجاج وطاقتها الاستيعابية لا تقل عن 500 حاج، إضافة إلى عدم وجود مكتب استقبال داخل البرج السكني والعمارة لتوفير عمالة لحمل الأمتعة والحقائب، وهي إشكالية تستدعي النظر، فأغلب الزوار كبار في السن ونساء وأطفال، وبعد ما يتكبدوه من مشقة في السفر بالسيارة لمسافات طويلة يجدون أنفسهم أمام إشكالية حمل الأمتعة ومن ثم استكمال نسكهم.
​