ملامح العاصمة السورية دمشق تتبدل مع احتدام الصراع

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تشير تقديرات من الأمم المتحدة إلى حاجة سبعة ملايين سوري حاليا إلى المساعدات الإنسانية. وتنحي الأمم المتحدة باللائمة على نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد فيما يتعلق باعتراض سبيل توزيع المساعدات. غير أن الأهالي في العاصمة السورية دمشق يكافحون من أجل البقاء أحياء وسط حرب أهلية تعصف بالبلاد.
ويجد أحد الأطباء في مستشفى عسكري صعوبة بالغة في العثور كلمات تصف تردي الأوضاع التي يعاني منها الجميع.
وقال الطبيب في النهاية " إنها ليست حياتنا، هذه ليست بلادنا."
وأضاف كأنما الكابوس يطوف برأسه قائلا إنه دأب في الماضي على دعوة أصدقاء من بريطانيا لزيارة سوريا، لأنها كانت مكانا هادئا بل ورائعا.
إنه على حق. فقبل ثلاث سنوات أحضرت أنا شخصيا والدتي وابنت التي كانت تبلغ في ذلك الوقت من العمر تسع سنوات لسوريا لقضاء عطلة.
وكنا نسير في مدينة دمشق القديمة ومنها نسلط الطريق السريعة المؤدية إلى حلب مرورا بحمص وحما ثم نتوقف على مقربة من إدلب في البلدات النائية التي تعرف باسم مدن الأموات.
50 نقطة تفتيش في حين قال الطبيب إن سوريا كانت مكانا مفعما بالود والأمان عند زيارتها، ولم يعد الأمر كذلك على الإطلاق.
ومنذ أيام، تحدث إلي مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في سوريا، المعني بتوفير الغذاء لمليوني ونصف مليون شخص شهريا، عن رحلة قطعها من دمشق إلى حلب.
وقال إنهم اجتازوا 50 نقطة تفتيش على الطريق بين أكبر مدينتين سوريتين، نصف هذه النقاط تابع لقوات الحكومة، في حين يسيطر رجال المعارضة على النصف الآخر.
وخلال مقابلة تلفزيونية هذا الأسبوع نفى الرئيس الأسد وجود مثل هذه الأشياء التي توصف بمناطق محررة تخضع لسيطرة المعارضة في سوريا، غير أن الاتصال الوحيد لرجال الأسد على هذه المناطق الكبرى من البلاد يكون من خلال أنظمة التسليح.
وينطبق نفس الوضع على أحياء في دمشق، فنظام الأسد يسيطر على وسط المدينة، في حين تخضع المناطق المحيطة لقبضة المعارضة.
وهذا هو ما يدعو إلى استمرار عمليات قصف المدفعي طوال النهار، وأحيانا طوال الليل، من جهة مواقع تابعة للجيش السوري مباشرة صوب الأحياء الواقعة على أطراف المدينة.
الحياة مستمرة وفي مطلع الأسبوع الحالي كان بمقدوري مشاهدة عمود دخان أسود يشق السماء ناجم عن الحرائق إثر هجوم في أحد الإحياء التي سيطرت عليها المعارضة.
وذهبت الى أقصى المنطقة الشرقية لمدينة دمشق التي تسيطر عليها الحكومة، إلى ميدان العباسيين الذي كان يوما ما أحد الأحياء الراقية، وأصبح الميدان الآن مركزا عسكريا مليئا بأكياس الرمل.
وفي شوارع المدينة المؤدية الى الميدان تواصل الحياة مسيرتها حيث المتاجر تفتح أبوابها على الرغم من ارتفاع أسعار السلع الأساسية بمقدار الضعفين.
وشهدت مدينة حلب في شمال سوريا المزيد من الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري مطلع هذا الأسبوع.
ولا أدري ما الذي يدور بخلد الرئيس الأسد، غير أن انطباعي الذي انتهيت إليه بعد الكلام مع أناس قريبين من النظام أنهم يعتقدون أنهم سيفوزون ليس بالحرب وحدها بل بالجدل الدائر.
ويرجع ذلك إلى كون الحلفاء في روسيا وإيران يتمسكون بموقفهم، فضلا عن أنه بعد عامين مازال نظام الأسد هنا. بينما استمر زعماء تونس ومصر وليبيا، على التوالي، أياما وأسابيع وشهورا فقط بعد أن بدأت الانتفاضات في بلادهم
ويبدو أن الأسد وأنصاره راضون عن أن زعمهم بأنهم يواجهون المقاتلين الجهاديين تحقق في نهاية المطاف.
ويقول العلمانيون السوريون وآخرون أن أعمال العنف الخاصة بنظام الحكم هيأت الظروف لتنامي نفوذ الجهاديين.
وأصبحت المأساة تواجه الكثيرين في سوريا، فهم يعدون حسابهم بالأشهر والسنين وكذلك الأسر والأصدقاء والوظائف، وأصبحت كلمة مأساة أكثر الكلمات استخداما.
 
أعلى