ملايين... وأُلوف!


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

جاء في الأثر أن (الناس شركاء في ثلاث: الماء والْكَلأُ والنار)؛ ففي حياتنا على الأرض كنوز أغلى من الذهب وأثمن من الماس وهذه الكنوز لا تُقدَّر بأي ثمن، يمكنك أن تشتري بمالكَ كل شيء إلا الماء والنار والكلأ، و(الْكَلأُ) هو ما ينبت في أرض الطبيعة من نبات وعشب؛ فعندما تفتح صنبور الماء المفلتر في المنزل وتشرب منه أو تشتري قارورة أو عبوةَ ماء من البائع أو تقف عند نبعة ماء لتغرف وتروي عطشك أنت تمارس حقاً قدمتْه لك الطبيعة وكفله الْعُرفُ القانون والشرع لك وللآخرين، ويجدر أن نعرف أن الماء مثلاً حق يشترك في استخدامه الناس جميعاً ولا يجوز عرفاً وشرعاً بيعه أو احتكاره؛ وحين نشتري نحن عبوةَ ماءٍ من بائعها فإننا ندفع له المال مقابل الجهد الذي بذله في حَمْلِ الماء إلينا وتقديمه بطريقة نظيفة، ومقابل تصنيع العبوة أو القارورة التي تحفظ الماء، وكذلك الماء الذي يصل إلينا عبر الأنابيب إلى منازلنا نحن ندفع فاتورة تلك الخدمة وهي إيصال الماء إلينا وصيانة شبكةٍ من الضخ إلى كل منزل وليس مقابل الماء نفسه، لأن الماء لا يُقدَّر بثمن، لذلك ومنذ فجر التاريخ تصارع الناس على تلك الكنوز التي من الأوْلى أن يشتركوا فيها بسلام!
فإذا كان الناس مختلفين ومتنافسين بل يقتتلون على هذه الأمور التي حرم الدين احتكارها؛ فما هو حالنا في شأن الثروات الأخرى مثل الذهب والماس والفحم والنفط والغاز وغير ذلك؟ لقد ذهبنا بعيداً نحن العرب في شأن ثرواتنا وكنوز الأرض في بلادنا، واستخدمنا تلك الخيرات في أبواب الضياع بلا تخطيط أو استثمار يعود على المجتمع والناس!
فالناس اليوم في عالمنا العربي ينتظرون ممن وصلوا باسم الدين إلى الحكم أن يروا منهم نتائج حقيقية تلامس مطالب الناس وتلبي بعض حاجاتهم، لا أن نعود للوراء! فأيُّ ثوراتٍ تلك التي تبدد ما بقي من الثروات؟! لكننا للأسف أثبتنا بجدارة أننا كرماء في بذل المال في غير محله ويُمكننا أن نأكل الطُّعمَ بسهولة، يا سبحان الله: السمك في الماء والقطط في الشوارع والأحياء قادرة على مقاومة كل شيء يهددها، حتى البعوض في الهواء لديه قدرة يكتسبها عند استخدم الإنسان ضده نوعاً محدداً من الْمُبيد الحشري ويصبح لديه مناعة! إلا نحن العرب مُصرّون على تبديد ثرواتنا وعلى الوقوع في الحفرة مراتٍ ومرات!
يا جماعة الخير إخوانكم في الصومال يعانون من مجاعة: هيا ننظم حملة تبرعات وفعلاً ننجح في إبعاد تلك المجاعة سنة أو سنتين! وبعدها تصرخ بنغلاديش: فيضان يا ناس فيضان، ونحن ما شاء الله هيّا هبوا لنجدتهم: خيام.. بطانيات.. إسعافات أولية! وما إن تهدأ المشكلة، تصرخ الصومال مرة أخرى! بينما نفختْ إسرائيل بتبرعاتها المتمردين في جنوب السودان حتى صار السودان سودانيْن! ونحن كما أنفقنا أموالنا من قبل في أفغانستان وفي الشيشان ودفعنا بشبابنا لتلك المحرقة، نجدد الولاء مرة أخرى لضياع الفلوس والنفوس وندفع للجهاد ضد بعضنا! وعلى مرمى حجر منا!! إن الأمة التي لا تنجح في إدارة دنياها وأموالها لن تنجح في إدارة دينها! لأن المشكلة ليست في نوع الإدارة بل في العقل الذي يُدير.. ولو أنفقنا في سبيل ذلك الملايين والألوف!!
 

ندى القلب

المحاربين القدماء

إنضم
Jul 14, 2009
المشاركات
16,493
مستوى التفاعل
151
رسايل :

كالسجناء نلتقي وعيوننا معلقة على الزمن الهارب _ العائم مثل طائرة ورقية يلهو بها طفل لا مبال

للاسف واقع مر

ندعي الله تغييره في القريب
 

إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..



ان شاء الله

نورتِ عيوني
وردة*
 
أعلى