ملحمة الحب .. السفر الثاني

علي هادي

بيلساني ماجستير

إنضم
Feb 9, 2010
المشاركات
820
مستوى التفاعل
10
المطرح
العراق - بغداد
ملحمة الحب .. السفر الثاني



رمتني الأقدار

بعيداً عن حبيبتي

غادرتها رغماً عني

و ظلت مستلقية سعيدة هانئة

فقد جنت مني ثماراً

لا تشبهها أي ثمار

ظلت تحلم بالبقاء ليل نهار

و عدتها بأني سأعود أليها بعد قليل

قبل أن أغادر

مررت يدي

أتلمسها

كنت أظن أني في حلم

لا مع مرأة

ذات طرف كحيل

و خد أسيل

خلق ما يسبي الألباب

ما قربه نعيم و بعده عذاب

مررت بيدي

أتلمسها

كأني لم أراها من قبل بعيني

كأنها لم تكن قريبة مني

نزلت أسير على قدمي

كأسير مثقل بالأغلال

ضجيج المدينة يصم أذني

كأني غريب

في مدينة غريبة عنيّ


**********

بقيت أَسيرك

و الأفكار تتقاذفني

كأني غصن يابس في بحرٍ

هائجٍ مائج

لحظات

لحظات تمر و شعور غريب

يراودني

الى أين أتوجه

بعد أن تركتها وحيدة بعيدة

عني

أ أعود إليها

أ أترك كل شيء

كأن كل شيء لا يهمني

غير الوصل الذي إليها يشُدَّني

بدأت أدور .. أدور في رحاب الكون

أستعيد كُلَّ ما بعد و غاب عني

أرى وجهها

عينيها في عيني

يديها تلامسني

و بدأ القدر يدنو مني

صحوت و أنا في عالم ثان

و شخص غريب يستنطقني


**********
ظلّت طَوال اليوم تنتظرني

لم تنمّ

لم يغمض لها جفن

أنقضى الصباح عليها و هي

لا تزال في هذا الهمس

ثم بدأت تحضر الطعام

و هي تقرأ ما يجول

في نفسي

و ما يدور في ذهني

لن أدعه ينتظرني

سأجهز نفسي

و أرتدي أجمل لباس

و أهنأ و يهنأ معي حبيبي

و نقضي أياماً جميلة كالأعراس


**********


هيهات

هيهات

لو كنتِ تعرفين ما الذي يراودني

تزينتِ و وضعت أجمل العطور

و جلست تنتظر كراهبة الدير

و أنا

أين كنت أنا

يا من وهبني الحياة

ما أريد

و فوق ما أريد

تباركت يا خالق الكون

لقد جُدتَ عليَّ بما أريد

و فوق ما أريد

أبعد ذاك اللقاء



**********


يأتي الفراق و الجفاء

أنفصل عن حبيبة قلبي

أعيش الان بلا قلب

جودك عليّ بلا حدود

و فضلك لايوصف

تباركت يارب السماء

يا من جعلت النوائب و المصائب

جِسراً

الى طريق الخلاص الأبدي

سلام

ألف سلام

على سفرين كتبتهما بنزف

و لايزال النزف


**********

حين أحتضر

يكون الفرح أسطورة

بعيده منسيه

لا ادري كم احتاج من الوقت

لأفكر

أتأمل

و أسرح حتى ألتقط إبتسامة صغيرة

أنتشلها من

بقايا الوجع

و الذكريات داخل

ركام الروح

**********
أقف

في مفترق طرق

حيث كل الطرق تؤدي

الى فخك المنصوب

أجر ذيول المسافة

و في روحي شيء يود أختراق الهواء

و حتى العيون

في رأسي خيبة حلم

و أعدو في كل الطرقات

كيف لي أن اختار

ما بين الكبوة و الجموح

ما كان لقلبي متسع لقليل

من الفرح

الحزن عَرش في القلب

أستوطنه كالبدو

و نصب خيامه

و تعتق الألم داخل

روحي و أستقر


**********



 
أعلى