مليون نازح في سوريا يستعدون لشتاء قارس

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
12 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - في حديقة متربة بشمال دمشق
تستعد فاطمة بدر لوضع مولودها دون رعاية طبية ولا سقف يغطيها​
وبعيدا عن منزلها الذي فرت منه عندما قصفت القوات الموالية للرئيس​
بشار الاسد بلدتها التي تقع شرقي العاصمة السورية.​
وتعيش 20 اسرة من النازحين بسبب العنف الذي يجتاح سوريا إلى​
جوار فاطمة في الحديقة الفقيرة في حي البرزة بعد ان فروا من مدينة​
حمص او من معاقل المعارضة شرق دمشق.​
ويعيش هؤلاء النازحون معرضين للظروف الطبيعية القاسية ويعتمدون​
على المساعدات وهم الجزء الظاهر من موجة من البشر اقتلعوا من​
منازلهم حيث اضطر كثيرون إلى النزوح اكثر من مرة مع تغير خطوط​
القتال في الصراع السوري بشكل مستمر.​
وبينما فر 300 الف شخص من البلاد وسجلوا انفسهم لاجئين نزح​
اكثر من مليون شخص عن ديارهم داخل سوريا. ولجأ بعضهم إلى اصدقاء او​
اقارب في مناطق اكثر امنا بينما تكدس آخرون في بنايات عامة​
كالمدارس بينما بقي بعضهم في العراء.​
وتقول جماعات الاغاثة الانسانية ان الشتاء الذي أصبح على​
الأبواب سيزيد من معاناة النازحين في صراع يقول نشطاء انه اسفر​
بالفعل عن مقتل نحو 30 الف شخص.​
وقالت فاطمة بدر "أعتقد أنني ساضع مولودي بعد اسبوعين او ثلاثة​
وانا خائفة من الولادة في المتنزه". وكان زوجها يبيع الخضروات في​
بلدة دوما التي قصفها الجيش في حملته لطرد المعارضة المسلحة التي​
تسعى للاطاحة بالاسد.​
وأضافت فاطمة "لا يوجد طبيب وانا سألد في العراء. اتمنى ان​
يأتي احد بخيمة او اجد قابلة لتساعدني حتى لو لم اذهب إلى​
المستشفى."​
وبالنسبة لفاطمة ومثلها من المعدمين الذين لا يعملون في الغالب​
تكون التكاليف الزهيدة التي تحصلها المستشفيات الحكومية مقابل​
عملية الوضع فوق طاقتهم.​
ويعيش عدد اخر من العائلات إلى جانبها في المتنزه في حي البرزة​
منذ اسابيع. وفر هؤلاء من حمص إلى بلدة يبرود شمال العاصمة ثم​
اضطروا للفرار مرة ثانية تحت وطأة الهجمات.​
واختبأ اخرون خلال الصيف في مدرسة في البرزة قبل ان يضطروا​
للرحيل عندما بدأ العام الدراسي الشهر الماضي.​
وقالت فاليري آموس منسقة الشؤون الانسانية بالامم المتحدة في​
اغسطس اب ان ملايين السوريين الذين شردهم العنف يواجهون الفقر​
المدقع.​
وبعيدا عن الضوء المسلط عليهم في مخيمات اللاجئين في الاردن​
وتركيا لم يجد النازحون داخل سوريا نفس درجة الاهتمام رغم الالحاح​
المتزايد لاحتياجاتهم.​
وإلى جانب السنة الذين يفرون من الهجمات على المناطق التي​
يشتبه في انها تؤوي مقاتلين معارضين فقد رحل عشرات الالاف من​
العلويين من مناطق الصراع إلى محافظتي طرطوس واللاذقية على البحر​
المتوسط.​
ويقول عمال الاغاثة ان مئات الالاف يحتاجون إلى المساعدات بشكل​
عاجل.​
وقال ايتي هيجينز نائب ممثل منظمة الامم المتحدة للطفولة​
(يونيسيف) في سوريا "الجو شديد البرودة في الشتاء. ليس لديهم مأوى​
ملائم وليست لديهم أغطية."​
وتشتري اليونيسيف 75 الف بطانية وملابس للشتاء إلى جانب حضانات​
وبطاطين اطفال وعشرة آلاف قطعة من البلاستيك الواقي من المياه. لكن​
هيجينز قال "ما لدينا لا يكفي. نحن نتحدث عن نحو 600 الف طفل نزحوا​
عن ديارهم ونحن نشتري ملابس لعدد 75 الفا منهم."​
وبينما تعيش اعداد قليلة من النازحين في العراء مثل فاطمة بدر​
اظهرت احصائيات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية السورية ان 109​
الاف شخص يعيشون في 386 "مركز تجمع" في انحاء البلاد بينما يعيش​
الاخرون عند عائلات مضيفة.​
ومع تواصل القتال في انحاء سوريا بما في ذلك القتال في حلب​
كبرى المدن السورية وحمص بوسط البلاد ودير الزور في الشرق من​
الممكن ان يزيد عدد النازحين خلال الاشهر القادمة مما يجعل جهود​
الاغاثة الحالية محدودة للغاية.​
وقال هيجينز "انه غير كاف حقا لذا فنحن نبحث بشدة عن المزيد من​
التمويل."​
وتعمل منظمات تحصل على تصريح من الدولة من بينها منظمة ترعاها​
اسماء الاسد زوجة الرئيس السوري على مساعدة الأسر في مئات المخيمات​
في انحاء البلاد.
 
أعلى