حسام الحلبي
جنرال
- إنضم
- Oct 3, 2008
- المشاركات
- 6,719
- مستوى التفاعل
- 69
- المطرح
- دمشق باب توما
خاض الشيخ الشاب عبد الرحمن عبد المولى تجربة جديدة في مجال الانشاد الديني, فبعد ان كانت مرافقة الطقس الانشادي تقتصر على آلات الايقاع وبعض آلات التخت الشرقي, قدم مع الموسيقي السوري معن خليفة حفلة انشادية بمصاحبة آلات شرقية وغربية, ورفع الآذان بمصاحبة البيانو.
وفي حديث لوكالة فرانس برس, نشرته الجمعة 10-10-2008، يقول عبد المولى ان التجربة كانت "فريدة من نوعها وجميلة, فالكلام المنتقى من اجمل الكلام التصوفي, والالحان فيها بصمة حديثة", ويضيف "دائما كنا نسمع الانشاد في شكل تراثي واحد, والذي فعلناه اننا قدمانا كلاما من مستوى رفيع ملحن بطريقة جديدة لآلات شرقية وغربية".
والشيخ الشاب (من مواليد العام 1980) قادم من عائلة متدينة, فوالده مؤذن جامع عبد الرحمن الصديق في دمشق منذ 40 سنة. ويشرح عبد المولى انه "قارئ للقرآن منذ 12 سنة بعد ان تدربت على يدي واحد من كبار المقرئين وهو الشيخ المرحوم محمد سكر".
وشارك عبد المولى منشدا في الحفل "الصوفي" الذي اقامته احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008, الاسبوع الماضي في قصر العظم الاثري في دمشق تحت عنوان "نور على نور", وقدم فيه مجموعة من اشعار محي الدين بن عربي وابن الفارض.
لحن موسيقى الحفل الموسيقي معن خليفة بحضور آلات العود والكمان والناي والتشيللو والبيانو والغيتار. وانشد في الحفل كل من الشيخ عبد المولى بمشاركة المغنيين ينال طاهر وعماد رمال.
http://www.alarabiya.tv/articles/2008/10/10/57991.html?PHPSESSID=b7l03h446ictk4i0aee2pf54l5#000 إنشاد وموسيقى
ورغم أنه، وفق المتعارف عليه في الحفلات التي تقام في قصر العظم, تنتظر بدايتها الى ما بعد رفع آذان العشاء في الجامع الاموي القريب. لكن بعد ساعة من انتهاء آذان العشاء, وبعد بدء الحفل الصوفي, رفع الآذان من داخل قصر العظم هذه المرة, بصوت الشيخ عبد المولى وبمصاحبة البيانو خلال انشاد قصيدة "جل الاله" لابن عربي.
وحول ذلك يقول عبد المولى: "في الاماكن المقدسة يفضل ان يرفع الآذان وحيدا, لكني انشدته مع الموسيقى في حفل ديني", ويضيف "وجود آلة البيانو زاد الآذان روحانية, وكل لآلات الموسيقية تعطي روحانية طبعا", ويتابع "عشت التجربة بروحانية عالية وبخشوع, والمقام الذي انشدت عليه هو الحجاز وهو مقام حنون جدا".
ولا يخفي المنشد الشاب وعيه "الكامل" "للخلاف الكبير بين المشايخ والعلماء المسلمين ان كانت الموسيقى تجوز ام لا", وهذا الخلاف برأيه "جعل غالبية المنشدين يتوقفون عن الانشاد بمرافقة الآلات الموسيقية". لكنه، وإن كان يقدم نفسه "كشيخ مقرئ ومنشد وليس شيخ فتوى", يقول "بعد تجربتي انا مقتنع جدا بالانشاد مع الالات الموسيقية, لأن الهدف هو ايصال المستمع الى روحانية عالية, والكلام الذي ننشده له تأثير اكبر مع الموسيقى".ويستند برأيه إلى أن "المطربين الكبار مثل ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب استفادوا من انشاد الشيخ محمد ابو العلا الذي كان شيخ جامع ومقرئ, وعندما نسمع انشاده على اسطوانة سنجد آلات موسيقية ترافقه".
حضور ديني
من جهته, يؤكد الموسيقي معن خليفة ان ردود الفعل التي تلقاها عن الحفل "كانت ايجابية جدا", مشيرا الى "وجود رجال دين من طوائف عديدة كانوا ضمن الحضور وقد حيوني بعد الحفل وهنأوني عليه".
ويشرح أن اختياره لانشاد الآذان في الحفل جاء "لان الاذان, بطريقة انشاده, جميل جدا ويحمل موسيقى عالية, وقد قدمته كعمل موسيقي صوفي بمصاحبة البيانو".
ويعرب خليفة, وهو ملحن وعازف على آلة العود والترمبون, عن امله بان يتطور مجال الانشاد الديني. ويقول "الانشاد هو اكثر عالم (موسيقي) يحتمل التطور", ويضيف ان تجربته في "نور على نور" هي خطوة على ريق هدف اكبر, فهو يتمنى ان "يأتي يوم يظهر فيه المنشدون بمصاحبة الاوركسترا والكورال, وهدفنا ان يصل الانشاد الى هذا الرقي".