منعطف جديد في الأحداث السورية


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

لو تابعتم مجريات الاحداث الاخيرة في سورية لوجدتم أن الأمور بأت تأخذ منعطفا جديدا. منذ أن سقطت الخلية الامنية السورية بالكمين وراح ضحيتها أهم أربع شخصيات أمنية، أخذت الاحداث مفترقا جديدا وأقرب للتدخل العسكري الاجنبي المباشر عما سارت عليه الامور الى الان.
أقول هذا الكلام بسبب المؤشرات الجديدة لهذا الانعطاف الواضح في القضية السورية. فالمؤشر الاول هو نفس عملية اغتيال القادة الاربعة ليوم الاربعاء الماضي. فبرغم تعدد الروايات، إلا أن أكثرها تداولا القول انها جاءت عالية الدقة وبتخطيط لا يمكن أن يحصل إلا بتدبير مخابراتي وبتقنيات معقدة لا تملكها الا الدول المتقدمة، بل البعض يزيد أنها عملية محكمة استفادت القيادة الميدانية من موقع السفارة الاميركية القريب من مكان الحادث.
لكن حتى لو افترضنا أن هذا السيناريو الذي تحدثت عنه صحيفتا «الدستور» الاردنية و«الحقيقة» الالكترونية غير جدي أو مجرد تكهنات، توجد مؤشرات واضحة جديدة دخلت على الخط جعلت الاعتقاد بأن التوسع في رقعة الحرب باتت مسألة وقت لا أكثر. فالمؤشر الثاني الخطير لقربنا من لحظة التدويل العسكري هو ما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية السورية يوم الاثنين الماضي. فمن غير مقدمات، خرج علينا جهاد المقدسي ليعلن أن سورية «لن تستخدم السلاح الكيماوي والبيولوجي» لحل الازمة في الداخل السوري، وأنها ستسخدم ترسانتها فقط في حال تعرضت البلاد لخطر خارجي! فالرجل يريد أن يقول لنا شيئين معا: أن سورية تعترف بأن لديها مخزونا كافيا من أسلحة الدمار الشامل، وأنها بدت تشعر بقرب التدخل الاجنبي!
لا يوجد بصراحة شيء جديد في هذا الكلام لو قيل في وقت غير اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة، لكن أن يتزامن تصريح الخارجية السورية مباشرة بعد البيان الختامي للخارجية العرب بضرورة تنحي الرئيس السوري، هذا الفاصل القصير (ساعات) هو الذي يستوجب أن نقول بإن في الامر سرا ما!
بعض المحللين يستنتج من قدرة الثوار الصمود لأشهر أمام الآلة العسكرية الدموية بأنها فترة طويلة ومن ثم يستحق الاعجاب. هذا صحيح، لكن ايضا قدرة الجيش السوري على الامتصاص والتصدي لأزمة امتدت لأشهر وبمساعدات مالية خليجية ودعم لوجيستي من دول الجوار وبضغط سياسي هائل في المحافل الدولية، كل ذلك وما زالت السلطة السورية لم تستخدم الا عشرة في المئة من قدرتها العسكرية كما تُصرح، هذا الامر كذلك يعكس قوة وقدرة النظام السوري.
أعتقد أن المسألة طالت والتململ صار واضحا على أوجه الانظمة التي تراقب الوضع السوري. فالمعركة ليست بين الطرفين: السلطة والمعارضة. فالصحيح أنها معركة كسر عظم أخرى بين قوى الموالاة والمعارضة الدولية، بين التكتل الاميركي، أمام التمرد الايراني ورفقائها. فهي حرب سيناريو مكرر لما حصل في صيف 2006. فإن كانت حلقة من المسلسل تعيشها سورية، فإن الحلقة الاخرى تدور رحاها في الخليج بحصار ايران نفطيا ويقابلها التهديد باغلاق مضيق هرمز، والثالثة اعلان احدى الدول عن حاجتها لمئة الف مسلح من الاسلاميين من مصر! لذا لا أستغرب ما تناقلته الاخبار حديثا بأن رسالة الايرانيين والروس للغرب أن ما يجري في سورية هي معادلة: سقوط دمشق يساوي سقوط تل أبيب!
 
أعلى