من آداب الدعاء / الثناء على الله


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

الثناء على الله عَزّ وَجَلّ مِن آداب الدعاء، فمَن أراد أن يسأل الله شيئا، فليُقدِّم بين يدي مسألته ثناء على الله، وتَمْجيدا، ومَدْحَا، فان الله عَزّ وَجَلّ يُحبّ الْمَدْح.
قال عليه الصلاة والسلام: لاَ شَخْصَ أَحَبُّ اِلَيْهِ الْمِدْحَة مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية: ولا أحَد أحبّ اليه الْمِدْحَة من الله، فلذلك مَدَح نفسه.
ولذا يُشْرَع مُدْح الله عزّ وَجَلّ والثناء عليه قبل الدعاء وقبل سؤال الحاجات.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: كُنْتُ أُصَلّي والنبيّ صلى الله عليه وسلم وأبُو بكرٍ وعُمَرُ معه، فلما جَلَسْتُ بَدَأْتُ بالثناءِ على الله، ثم الصّلاةِ على النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم دَعوْتُ لنَفْسِي، فقال النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: سَلْ تُعْطَهْ. سَلْ تُعْطَهْ. رواه الترمذي، وقال: حسنٌ صحيح. وأخرجه بنحوه: الامام أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والنسائي في الكبرى. وعن فَضَالَة بن عُبَيْدٍ صَاحِب رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: سَمِعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رَجُلاً يَدْعُو في صَلاَتِهِ لَمْ يُمَجّدِ الله وَلَمْ يُصَلّ عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: عَجِلَ هَذَا. ثُمّ دَعَاهُ فَقَالَ - لَهُ أوْ لِغَيْرِهِ -: اذا صَلّى أَحْدُكُمْ فَلْيبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبّهِ وَالثّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمّ يُصَلّي عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ثُمّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شاء. رواه الامام أحمد وأبو داود والترمذي وابن خزيمة والحاكم، وصححه على شرط مسلم، ورواه ابن حبان.
ومِن الثناء على الله عَزّ وَجَلّ ذِكْر عادته تبارك وتعالى مع عِباده، وكَرَمِه وجُوده، وعظيم فضله وامتنانه عليهم، ولذلك لِمّا دعا زكريا عليه الصلاة والسلام قال: (رَبِّ اِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا).
ومِن ذلك: ذِكْر عادة الله تعالى مَع مَن دَعاه مُخلِصا، وأنه لا يَردّ الدّاعي صِفرا خائب اليدين.
قال عليه الصلاة والسلام: اِنّ رَبّكُمْ تَبَارَكَ وتعَالى حَيِيّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ اِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ اِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُما صِفْرا خائبتين. رواه أبو داود والترمذي وحسّنه.
 
أعلى