من القاهرة المخدوعون‏!‏

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
ولكن الجديد فيها هو أن أعضاء في الجبهة إما أنهم اعتذروا للشعب المصري عن مشاركتهم في هذا الاتفاق, أو أنهم أكدوا علي أنهم خدعوا حيث لم يقم الطرف الآخر بالوفاء بالوعود والعهود التي التزم بها معهم, أو جاء التعبير عن الأمرين معا. وربما كان موجعا كثيرا لهؤلاء أنهم بعد الاجتماع مع رئيس الجمهورية, والخطوط المفتوحة معه ومستشاريه, وجدوا أن الخطوط أغلقت, وأن الاتصالات توقفت.
والحقيقة أن هؤلاء وقد عرفوا السياسة علي حقيقتها, لم يكن هناك مبرر لا للشعور بالخداع, ولا بخيبة الأمل. فما جري, وهذا ليس دفاعا عن الرئيس مرسي ومستشاريه, هو أن هناك فارقا كبيرا بين المرشح لرئاسة الجمهورية, ورئيس الجمهورية في المنصب والمكانة والمهمة التي يضطلع بها كل منهما. الأول عليه أن يجمع المؤيدين, والثاني عليه أن يخدم الوطن وفقا للتحديات الماثلة أمامه, والتي توفرها له أجهزة الدولة المختلفة. الشخصان لا يتماثلان, وليس في الأمر لا خداع, ولا ما يدعو إلي ذلك القدر من الإحباط الذي ذاع لدي جماعة رأت ربما أنه نتيجة موقفها كان عليها أن تحصد نفوذا وقدرات تتيح لها خدمة الوطن كما تراها. ولكن الرئيس في نفس اللحظة لا يري هذه الجماعة وحدها, بل يري عشرات الجماعات الأخري, خاصة الشارع السياسي الذي يموج بتوجهات شتي, ومعهم جميعا أبناء الوطن كله بما فيهم12 مليونا وثلاثمائة ألف أعطوا أصواتهم للمرشح المنافس, وآن الأوان لجمع الشمل, وتوحيد الشعب لمواجهة تحديات كبري.​
المسألة إذن من ناحية أن الحالة اختلفت, والقرارات, مثل عودة الجيش إلي ثكناته باتت صعبة; ومن ناحية أخري فإن إدارة البلاد لا يمكن أن تكون عن طريق لجنة أو جبهة أو جماعة من المثقفين والسياسيين الذين لا يوجد ما يقطع أنهم يمكنهم الاتفاق علي أكثر من بضعة نقاط لا تتجاوز الواقع الراهن, وحتي هذه يمكن الاختلاف عليها إن لم يكن من حيث المبدأ فمن حيث طريقة التنفيذ. المسألة إذن أعقد مما تصور المعتذرون المندهشون المحبطون ليس فقط لأن الظروف تغيرت, ولكن أيضا لأن المهام لم تعد كما كانت, أو هكذا هي طبيعة الأمور.
 
أعلى