آلبتول
أدميرال
- إنضم
- Jul 5, 2008
- المشاركات
- 10,067
- مستوى التفاعل
- 172
- المطرح
- من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
ثلاثة رجال أربعينيون سعداء وامرأة ثلاثينية جميلة سعيدة، يجلسون إلى طاولة مجاورة لطاولتي، في مقهى ما، كنت أقرأ ديوانا لـلشاعر الـمكسيكي أوكتافيو باث، السعادة كانت الرجل الرابع الذي يجلس معهم، ضحكات وضحكات وضحكات، وكلام كثير كثير كثير، متداخل وحار وحميمي وطفولي.
في لحظة ما سمعت الـمرأة السعيدة تتذكّر أنها نسيت موعدا ما مع صديقتها؛ فاعتذرت وغادرت، دبّ الـموت في الطاولة، صارت مقبرة أو قاعة عزاء، سرقت نظرة سريعة إلى وجوه الأربعينيين الثلاثة. كانوا مطرقين، وأحيانا يهربون إلى ساعاتهم أو جوالاتهم، تركت كتاب الشعر يهوي على الطاولة من سقف يدي، وسمعت نفسي أقول لنفسي: وحدهن النساء من يزرعن زوابع الكلام وشجر الضحكات والأفكار على طاولات الرجال.
من نحن؟ من غيرهن أولئك الساحرات الهادرات في جبال قلوبنا الساكتة؟ أينما وجدت امرأة جميلة فثمة ضجيج وإبداع وكلام وضحك ومتسع لفن ما وصحة وأسئلة، راقبت الرجال الصامتين وهم يخرجون، تابعت مراقبتهم عبر الزجاج وهم يقودون عرباتهم في اتجاهات متباعدة وغامضة، هل كنتُ الرجل الخامس؟
في لحظة ما سمعت الـمرأة السعيدة تتذكّر أنها نسيت موعدا ما مع صديقتها؛ فاعتذرت وغادرت، دبّ الـموت في الطاولة، صارت مقبرة أو قاعة عزاء، سرقت نظرة سريعة إلى وجوه الأربعينيين الثلاثة. كانوا مطرقين، وأحيانا يهربون إلى ساعاتهم أو جوالاتهم، تركت كتاب الشعر يهوي على الطاولة من سقف يدي، وسمعت نفسي أقول لنفسي: وحدهن النساء من يزرعن زوابع الكلام وشجر الضحكات والأفكار على طاولات الرجال.
من نحن؟ من غيرهن أولئك الساحرات الهادرات في جبال قلوبنا الساكتة؟ أينما وجدت امرأة جميلة فثمة ضجيج وإبداع وكلام وضحك ومتسع لفن ما وصحة وأسئلة، راقبت الرجال الصامتين وهم يخرجون، تابعت مراقبتهم عبر الزجاج وهم يقودون عرباتهم في اتجاهات متباعدة وغامضة، هل كنتُ الرجل الخامس؟
مما راق لي لقلم زياد خداش في جريدة شمس العدد 1817 / 2011-01-02