موسوعة متكاملة عن الحج وأحكامه


إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
موسوعة متكاملة عن الحج وأحكامه


400-haj.gif

أولا فقه الحج :


فضائل الحج:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حج لله فلم يرفثن ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه".
وعن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال:" لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور".
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جهاد الكبير والصغير، والضعيف، والمرأة: الحج والعمرة".
وقال صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
- فهذه الأحاديث صريحة في فضل الحج والعمرة، وأن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. والحج المبرور هو الذي لا يخالطه إثم مأخوذ من البر، وهو الطاعة وقيل: هو المقبول، ومن علامة القبول أن يرجع الحاج خيرًا مما كان عليه قبل الحج، وأن لا يعاود المعاصي، وقيل: الحج المبرور هو الذي لا رياء فيه. والواقع أن كل هذه المعاني والأوصاف مطلوبة في الحج المبرور.
دلائل فرضية الحج:
الحج من فراض الإسلام ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة والإجماع والمعقول. أما الكتاب فقوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين).
وأما السنة: فقول النبي صلى الله عليه وسلم "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان" رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا .. الخ" رواه مسلم.
وقد أجمع الفقهاء على وجوب الحج على المستطيع. وأما المعقول فهو أن العبادات وجبت لحق العبودية أو لحق شكر النعمة، وفي الحج يوجد المعنيان : أما إظهار العبودية فلأن العبودية هي إظهار التذلل والخضوع للمعبود وهو الله - جل جلاله- ، وفي الحج يظهر هذا المعنى بصورة جلية في اللباس وسائر الأفعال والأقوال التي يقوم بها، وفيما يمتنع عنه الحاج، وأما شكر النعمة فلأن العبادات بعضها بدنية وبعضها مالية، والحج عبادة لا تقوم إلا بالبدن والمال، فكان الحج شكر هاتين النعمتين، لأن شكر النعمة ليس غلا استعمالها في طاعة المنعم، وكر النعمة واجب عقلاً.
حكمة الحج:
من خصائص الإسلام أنه لا يكتفي في تزكية النفوس وتربيتها بالقول والموعظة فقط، وإنما يقرن بهما أسلوب التربية العملية، ونجد هذا واضحًا جليًا فيما شرعه من عبادات مثل الصلاة والصوم. ويظهر مسلكه في التربية العملية في فريضة الحج، فأفعال الحج كلها تربية عملية على الطاعة التامة لله رب العالمين، والإخلاص في العبودية له، والامتثال لأمره، فأفعال الحج كما يقول الإمام الغزالي- رحمه الله- لا حظ لنفوس، ولا أنس للطبع فيها، ولا اهتداء للعقل إلى معانيها، فلا يكون في الإقدام عليها باعث إلا الأمر المجرد، وقصد الامتثال للأمر - أمر الشرع- من حيث إنه أمر واجب الاتباع فقط.
وحيث إن أفعال الحج كما وصف الغزالي فإن النفس تعيش رياضة عملية وتربية فعلية على الإخلاص في العبادة لله رب العالمين. كما أن ترك الطيب في فترة الحج ولبس لباس الإحرام، كل هذا وغيره يُذكره بكفنه الذي يخرج به من الدنيا، فيعرف أنها لا تستحق منه كل هذا الحرص عليها، والتعب من أجلها، والركض وراءها، والحزن على ما قد يفوته من متاعها، فليس له مما يحرص عليه منها سوى هذا الكفن الذي يضع على جسمه مثله في إحرامه إن قدر له كفن عند موته. ثم في وقوفه في عرفات وقد ضج الواقفون بالدعاء إلى الله تعالى بمختلف اللغات واللهجات يذكره ذلك بموقف يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين.. وهكذا سائر أفعال الحج وأقواله تربية روحية عملية، وتعريف للإنسان بقدر نفسه، وحقيقة مركزه في الحياة، والغاية التي من أجلها خلق، وبالتالي تموت فيه عوامل دوافع الغرور والكبرياء، وأخيرًا فإن في أفعال الحج تعويدًا للمسلم على امتثال أمر الله تعالى لأنه أمر الله تعالى، سواء عقل معناه وحكمته أم لا.
ومن حكمة الحج أنه ييسر للمسلمين فرصة طيبة معلومة المكان والزمان للاجتماع والتشاور فيما بينهم وفيما يهمهم. وهذا التشاور في الأمور العامة للمسلمين يغلب عليه النفع العام للمسلمين، والوصول إلى الصواب فيما يتشاورون فيه ومن أجله، لأنهم يفعلون ذلك وهم في عبادة وفي مكان طاهر، ونفوسهم متفتحة بمعاني الإيمان وقد غُسلت من أدرانها بأفعال الحج والعمرة، ولا شك أن هناك من حكمة الحج الشيء الكثير غير ما ذكرناه

يتبع .....


 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
دقائق الآداب والأعمال الباطنة للحج :


ضيوف الرحمن
إلى الذين أنابوا إلى ربهم، واستجابوا للنداء، وانطلقوا من ديارهم، وتخلصوا من معوقات الدنيا وهرعوا إلى الله وحده، بعد أن تلقوا الدعوة منه الدعوة التي آثرهم الله بها وألقاها إلى قلوبهم وأفئدتهم.. فتحركوا شوقًا ومحبة واستجابة لأمر الله، فانبعثوا ملبين دعوة خالقهم وسيدهم - لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك.. وهذه الدعوة شرف وتكريم عظيم، إن الحاج قادم على رب البيت لا على البيت، والحجاج هم ضيوف الله وزوار بيته.. قال الله تعالى لسيدنا إبراهيم بعد أن أقام البيت وبناه:
(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
ونادى في الناس بالحج؟.. ولقد ذهب عجبهم حين كشف لهم إيمانهم السر في هذا، فإذا كانت قدرة البشر محدودة وجهدهم محصور ومقيد بطاقاتهم فإن قدرة الله لا حد لها ولا راد لفضله وإذا كان صوت المنادي والمؤذن لا يمتد أكثر من أميال قليلة فما هو إلا سبب يستر قدرة الله التي ينفذ بها ما يريد ولذلك فقد رووا أن سيدنا إبراهيم حين طلب منه أن ينادي تعجب، وقال: يا رب وأنى يبلغ صوتي في الآفاق؟.. فأجابه الله عليك أن تؤذن وعلي أن أبلغ الدعوة من أشاء ولو في أطراف الأرض! نعم لقد وعده الله أن يلبي الناس دعوته فيقبلون على البيت من كل فج عميق وما يزال وعد الله يتحقق منذ بنى البيت إلى اليوم وإلى الغد وما تزال هناك قلوب وأفئدة تهوي إلى البيت الحرام وتحن إليه، منهم الغني القادر والفقير المعدم الذي يسعى على قدميه شوقًا إلى لقاء ربه..
إن الملايين يتقاطرون من كل فجاج الأرض تلبيه لدعوة الله التي نادى بها الخليل -عليه السلام-فالمسلمون على موعد كريم في جوار بيت أكرم الأكرمين، لا يرد من قصد بابه ووقف في رحابه بل يعطيه ويجيره
والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فلبوا وسألوه فأعطاهم وفي الحديث : (يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج) وفي الحديث: (ما راح مسلم في سبيل الله مجاهدًا أو حاجًا مهللا أو ملبيًا إلا غربت الشمس بذنوبه وخرج منها).
هذا هو موسم الحج قد أظلنا بظلال الأمن والأمان من الأرض المباركة التي أهدت إلى العالم أعظم رسالة وأصدق راية، وفيها تعذب المناجاة وتحلو الطاعة ويسري نور الإيمان بين الجوانح ويشعر المسلم أنه فوق عالم البشر يجنح مع الملائكة الكرام، فالذنب مغفور والسعي مشكور، وكل خطوة يخطوها يكتب له ملائكة الرحمة حسنة ويضعون عنه بها سيئة.
أيها الحاج أنت تلبي راجيًا وتسعى محبًا وطائعًا وتطوف مذعنًا ومشتاقًا وترمي مهللاً وتصعد مكبرًا فيجيبك القوي القادر لبيك عبدي وسعديك والخير بين يديك

 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
الحج المؤتمر الأكبر :

أما آن للمسلمين أن يعودوا إلى سيرتهم الأولى علمًا وعملاً وسلوكًا وصدق غاية وسلامة اتجاه وحياة جهاد وتضحية وبعد نظر.
إن المسلمين اليوم وغدًا تنتظرهم في هذا العالم واجبات وتكاليف لا يستطيع أداءها إلا الذين تخفَّفوا من ثقل التراب ووطأته، وسموا فوق متع الحياة، ولم يركنوا إلى الراحة والدعة وطلب العافية والسلامة، كما ترقبهم أعباء لا قبل لهم بها إذا لم يخلصوا أنفسهم لله ولدينه، لا بدَّ أن يدرك المسلمون أن أمتهم اليوم تمرّ بفترة كئيبة ومحنة قاسية.. فترة فقدت فيها وحدتها، ونسيت رسالتها، وراحت في سبات عميق جعلها ضعيفة الوعي، عاجزة عن الحركة.
قد ألمَّ بها فقر مدقع، هو شلل المواهب وفقدان الهمم والعزائم، والنجاة لا سبيل لها إلا بالاستهداء بالإيمان، والاستعلاء على متاع الدنيا، وللأسف أن الذين يقفون في هذه الأمة أمام كل التيارات، ويريدون إقامة المجتمع الإسلامي قلة تحتاج إلى أشد العون، والشعوب الإسلامية للأسف ما زالت تقف موقف المتفرج العاجز أمام الذئاب التي تغتال حتى الأحلام وتفترسها.
ولكن في هذا المؤتمر فرصة حين يقف المسلمون يهتفون بلغة واحدة، وفي صعيد واحد: "لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، يتضرَّعون إلى الله بقلوب ملئت بالخشية، وأيدٍ امتدت ضارعة بالدعاء، وألسنة تلهج بالثناء على الله بما هو أهله، لعل في هذا الضجيج من الدعاء والذكر والاستغفار والتوبة والتلبية ما يعيد الحياة إلى القلوب الميتة، ويحرِّك الهمم الفاترة، وينبِّه النفوس الخامدة، ويشعل شرارة الحب والأمل والجهاد التي انطفأت أو كادت تنطفئ.
وفي الحج مناسبة لتجديد معنى الأمة، وانتشالها من التيه والتفكُّك، وفيه توحيد للأمة تحت راية الإسلام، وتذكير لها بأن الطريق إلى توحيدها وجمعها ليس له طريق غير طريق الله، طريق "لبيك اللهم لبيك".
إن أمة تتجه إلى قبلة واحدة، وتقف خلف إمام واحد، يقودها منهج رباني خالد، وتقف كلها في موقف واحد، مشاعرها واحدة، هتافها: "لبيك اللهم لبيك، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار": لن تغلب أبدًا بإذن الله، ولن تموت أبدًا إن شاء الله.
ورحم الله شيخنا العلامة السيد علوي عباس المالكي حين قال:
إني أرى الحج في الإسلام مؤتمرًاالمسلمون على التحقيق أعضاه دستوره شرعة الإسلام يرسمهـاهدْي النبي، وعين الحق ترعاهالعــــدل منهجه والعلم حجت
هتجردوا فيـه لا ملك ولا جـاهفهم جنود الهـدى فيه نشيدهم ولبيك لبيك أنت الله ربــــاه منـــزل النور والتنزيل مأزره فالدين يأزر للأوطـــان مأواه فالحج درس عظيم شيق عظمت أســـرار تشريعه تجلو مزاياه مهـــذب لنفوس طالما ركنت إلى حضيض الهوى تقفو خطاياه
 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
بيان دقائق الآداب :

إن من دقائق آداب الحج:

(أ)
أن تكون النفقة حلالاً، وتكون اليد خالية من تجارة تشغل القلب وتفرق الهم حتى يكون الهم مجردًا لله -تعالى- والقلب مطمئنًا منصرفًا إلى ذكر الله -تعالى- وتعظيم شعائره.
(ب)
التوسع في الزاد وطيب النفس بالبذل والإنفاق من غير تقتير ولا إسراف بل على اقتصاد، وأعني بالإسراف: التنعم بأطيب الأطعمة والترفه بشرب أنواعها على عادة المترفين، فأما كثرة البذل فلا سرف فيه، إذ لا خير في السرف ولا سرف في الخير، كما قيل، وبذل الزاد في طريق الحج نفقته في سبيل الله -عز وجل- والدرهم بسبعمائة درهم.
قال ابن عمر -رضي الله عنهما: من كرم الرجل طيب زاده في سفره. وكان يقول: أفضل الحاج أخلصهم نية، وأزكاهم نفقة، وأحسنهم يقينًا، وقال صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، فقيل له: يا رسول الله، ما بر الحج؟ فقال: طيب الكلام وإطعام الطعام". [أخرجه أحمد بإسناد لين ورواه الحاكم مختصرًا وقال: صحيح الإسناد].

(ج)
ترك الرفث والفسوق والجدال كما نطق به القرآن، والرفث: اسم جامع لكل لغو وخنى، وفحش من الكلام، ويدخل فيه مغازلة النساء، ومداعبتهن، والتحدث بشأن الجماع ومقدماته، فإن ذلك يهيج داعية الجماع المحظور والداعي إلى المحظور محظور، والفسق: اسم جامع لكل خروج عن طاعة الله -عز وجل- والجدال: هو المبالغة في الخصومة والمماراة بما يورث الضغائن ويفرق في الحال الهمة ويناقض حسن الخلق، وقد قال سفيان: من رفث فسد حجه، وقد جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طيب الكلام مع إطعام الطعام من بر الحج، والمماراة تناقض طيب الكلام، فلا ينبغي أن يكون كثير الاعتراض على رفيقه وجمّاله وعلى غيره من أصحابه، بل يلين جانبه، ويخفض جناحه للسائرين إلى بيت الله -عز وجل- ويلزم حسن الخلق، وليس حسن الخلق كف الأذى بل احتمال الأذى وقيل: سمي السفر سفرًا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال؛ ولذلك قال عمر -رضي الله عنه- لمن زعم أنه يعرف رجلاً: هل صحبته في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق؟ قال: لا، فقال: ما أراك تعرفه.
(د)
أن يتقرب بإراقة دم وإن لم يكن واجبًا عليه، ويجتهد أن يكون من سمين النعم ونفيسه، وليأكل منه إن كان تطوعًا، ولا يأكل منه إن كان واجبًا [إلا بفتوى إمام]. قيل في تفسير قوله تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله) [الحج: 32) إنه تحسينه وتسمينه، وسوق الهدي من الميقات أفضل إن كان لا يجهده ولا يكده، وليترك المكاس في شرائه، فقد كانوا يغالون في ثلاث ويكرهون المكاس فيهن: الهدي والأضحية والرقبة، فإن أفضل ذلك أغلاه ثمنًا وأنفسه عند أهله (وروى ابن عمر أن عمر -رضي الله عنهما- أهدي بختية فطلبت منه بثلثمائة دينار فسأل رسول الله -صلى الله عله وسلم- أن يبيعها ويشتري بثمنها بدنًا فنهاه عن ذلك وقال: بل أهدها) [أخرجه أبو داود وقال :"انحرها".] وذلك لأن القليل الجيد خير من الكثير الدون، وفي ثلثمائة دينار قيمة ثلاثين بدنة وفيها تكثير اللحم، ولكن ليس المقصود اللحم إنما المقصود تزكية النفس وتطهيرها عن صفة البخل وتزيينها بجمال التعظيم لله -عز وجل- في (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) وذلك يحصل بمراعاة النفاسة في القيمة كثر العدد أو قل "وسئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما بر الحج؟ فقال: العج والثج" [أخرجه الترمذي واستغربه وابن ماجه والحاكم وصححه والبزار واللفظ له]، والعج: هو رفع الصوت بالتلبية، والثج: هو نحر البدن. وروت عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما عمل آدمي يوم النحر أحب إلى الله -عز وجل- من إهراقه دمًا، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها، وإن الدم يقع من الله -عز وجل- بمكان قبل أن يقع بالأرض فطيبوا بها نفسًا" [أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجه]. وفي الخبر: لكم بكل صوفة من جلدها حسنة، وكل قطرة من دمها حسنة، وإنها لتوضع في الميزان فأبشروا" [أخرجه ابن ماجه والحاكم وصححه البيهقي].
(هـ)
أن يكون طيب النفس بما أنفقه من نفقة وهدي، وبما أصابه من خسران ومصيبة في مال أو بدن إن أصابه ذلك، فإن ذلك من دلائل قبول حجه، فإن المصيبة في طريق الحج تعدل النفقة في سبيل الله -عز وجل- الدرهم بسبعمائة درهم، بمثابة الشدائد في طريق الجهاد، فله بكل أذى احتمله وخسران أصابه ثواب، فلا يضيع منه شيء عند الله -عز وجل- ويقال: إن من علامة قبول الحج أيضًا ترك ما كان عليه من المعاصي، وأن يتبدل بإخوانه البطالين إخوانًا صالحين، وبمجالس اللهو والغفلة مجالس الذكر واليقظة
 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
الفهم :
اعلم أنه لا وصول إلى الله -سبحانه وتعالى- إلا بالتنزه عن الشهوات، والكف عن اللذات، والاقتصار على الضرورات، والتجرد لله -سبحانه- في جميع الحركات والسكنات، فلما اندرس ذلك وأقبل الخلق على اتباع الشهوات وهجروا التجرد لعبادة الله -عز وجل- وفتروا عنه، بعث الله -عز وجل- نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لإحياء طريق الآخرة وتجديد سنة المرسلين في سلوكها، فلما سئل عن الرهبانية والسياحة في دينه قال -صلى الله عليه وسلم: "أبدلنا الله بها الجهاد والتكبير على كل شرف" [رواه أبو داود من حديث أبي أمامة: أن رجلاً قال: يا رسول الله، ائذن لي في السياحة فقال: "إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله" ورواه الطبراني بلفظ "إن لكل أمة سياحة وسياحة أمتي الجهاد في سبيل الله، ولكل أمة رههبانية ورهبانية أمتي الرباط في نحر العدو" وللبيهقي في الشعب من حديث أنس" رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله" وكلاهما ضعيف، وللترمذي وحسنه والنسائي في اليوم والليلة وابن ماجه من حديث أبي هريرة "أن رجلاً قال: يا رسول الله، إني أريد أن أسافر فأوصني قال: عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف".] يعني الحج. وسئل صلى الله عليه وسلم عن السائحين فقال: "هم الصائمون"
[أخرجه البيهقي في الشعب وقال: المحفوظ عن عبيد ابن عمير عن عمر مرسلا] فأنعم الله -عز وجل- على هذه الأمة بأن جعل الحج رهبانية لهم، فشرف البيت العتيق بالإضافة إلى نفسه تعالى، ونصبه مقصدًا لعباده، وجعل ما حواليه حرمًا لبيته تفخيمًا لأمره. وجعل عرفات كالميزاب على فناء حوضه. وأكد حرمة الموضع بتحريم صيده وشجره. يقصده الزوار من كل فج عميق، ومن كل أوب سحيق، شعثًا غبرًا متواضعين لرب البيت، ومستكينين له، خضوعًا لجلاله واستكانة لعزته. مع الاعتراف بتنزيهه عن أن يحويه بيت، أو يكتنفه بلد، ليكون ذلك أبلغ في رقهم وعبوديتهم، وأتم في إذعانهم وانقيادهم، ولذلك وظّف عليهم فيها أعمالاً لا تأنس بها النفوس، ولا تهتدي إلى معانيها العقول، كرمي الجمار بالأحجار، والتردد بين الصفا والمروة على سبيل التكرار. وبمثل هذه الأعمال يظهر كمال الرق والعبودية. فإن الزكاة إرفاق ووجهه مفهوم وللعقل إليه ميل، والصوم كسر للشهوة التي هي آلة عدو الله وتفرغ للعبادة بالكف عن الشواغل، والركوع والسجود في الصلاة تواضع لله -عز وجل- بأفعال هي هيئة التواضع، وللنفوس أنس بتعظيم الله -عز وجل- فأما ترددات السعي ورمي الجمار وأمثال هذه الأعمال فلا حظ للنفوس ولا أنس فيها، ولا اهتداء للعقل إلى معانيها، فلا يكون في الإقدام عليها باعث إلا الأمر المجرد، وقصد الامتثال للأمر من حيث إنه أمر واجب الاتباع فقط. وفيه عزل للعقل عن تصرفه، وصرف النفس والطبع عن محل أنسه، فإن كل ما أدرك العقل فلا يكاد يظهر به كمال الرق والانقياد. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحج على الخصوص "لبيك بحجة حقًّا تعبدًا ورقًا" [أخرجه البزار والدارقطني في العلل من حديث أنس] ولم يقل ذلك في صلاة ولا غيرها. وإذا اقتضت حكمة الله -سبحانه وتعالى- ربط نجاة الخلق بأن تكون أعمالهم على خلاف هوى طباعهم، وأن يكون زمامها بيد الشرع فيترددون في أعمالهم على سنن الانقياد وعلى مقتضى الاستعباد، كان ما لا يهتدي إلى معانيه أبلغ أنواع التعبدات في تزكية النفوس وصرفها عن مقتضى الطباع والأخلاق، إلى مقتضى الاسترقاق، وإذا تفطنت لهذا فهمت أن تعجب النفوس من هذه الأفعال العجيبة مصدره الذهول عن أسرار التعبدات، وهذا القدر كاف في تفهم أصل الحج إن شاء الله تعالى


 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
الخروج من البلد :
وأما الخروج من البلد: فليعلم عنده أنه فارق الأهل والوطن متوجهًا إلى الله -عز وجل- في سفر لا يضاهي أسفار الدنيا، فليحضر في قلبه أنه ماذا يريد وأين يتوجه وزيارة من يقصد؟ وأنه متوجه إلى ملك الملوك في زمرة الزائرين له الذين نودوا فأجابوا، وشوقوا فاشتاقوا واستنهضوا فنهضوا، وقطعوا العلائق وفارقوا الخلائق، وأقبلوا على بيت الله -عز وجل- الذي فخم أمره وعظم شأنه ورفع قدره تسليًا بلقاء البيت عن لقاء رب البيت إلى أن يرزقوا منتهى مناهم ويسعدوا بالنظر إلى مولاهم. وليحضر في قلبه رجاء الوصول والقبول، لا إدلالاً بأعماله في الارتحال ومفارقة الأهل والمال، ولكن ثقة بفضل الله -عز وجل- ورجاء لتحقيقه وعدة لمن زار بيته، وليرج أنه إن لم يصل إليه وأدركته المنية في الطريق لقي الله -عز وجل- وافدًا إليه إذ قال جل جلاله: (ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) [النساء: 100]
 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
الاحرام والتلبية عند الميقات :
1.jpg



وأما الإحرام والتلبية من الميقات: فليعلم أن معناه: إجابة نداء الله -عز وجل- فارج أن تكون مقبولاً، واخش أن يقال لك: لا لبيك ولا سعديك. فكن بين الرجاء والخوف مترددًا، وعن حولك وقوتك متبرئًا، وعى فضل الله -عز وجل- وكرمة متكلاً. فإن وقت التلبية هو بداية الأمر وهي محل الخطر. قال سفيان بن عيينة: حج علي بن الحسين -رضي الله عنهما- فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه، وانتفض، ووقعت عليه الرعدة، ولم يستطع أن يلبي فقيل له: لم لا تلبي؟ فقال: أخشى أن يقال لي: لا لبيك ولا سعديك. وليتذكر الملبي عند رفع الصوت بالتلبية في الميقات إجابته لنداء الله -عز وجل- إذ قال: (وأذن في الناس بالحج) [الحج: 27] ونداء الخلق بنفخ الصور، وحشرهم من القبور وازدحامهم في عرصات القيامة مجيبين لنداء الله -سبحانه- ومنقسمين إلى مقربين وممقوتين، ومقبولين ومردودين. ومترددين في أول الأمر بين الخوف والرجاء تردد الحاج في الميقات حيث لا يدرون أيتيسر لهم إتمام الحج وقبوله أم لا؟
 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
التعلق بأستار الكعبة والالتصاق الملزم :

_993083_thumb.jpg



وأما التعلق بأستار الكعبة والالتصاق بالملتزم: فلتكن نيتك في الالتزام طلب القرب حبًا وشوقًا للبيت ورب البيت، وتبركًا بالمماسة ورجاء للتحصن عن النار في كل جزء من بدنك، ولتكن نيتك في التعلق بالستر الإلحاح في طلب المغفرة وسؤال الأمان، كالمذنب المتعلق بثياب من أذنب إليه، المتضرع إليه في عفوه عنه، المظهر له أنه لا ملجأ له منه إلا إليه ولا مفزع له إلا كرمه وعفوه وأنه لا يفارق ذيله إلا بالعفو وبذل الأمن في المستقبل
 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
ماء زمزم لما شرب له :
zamzam2.jpg




قال عبد الله بن المؤمل: إنه سمع أبا الزبير يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ماء زمزم لما شرب له" حديث صحيح رواه ابن ماجه والبيهقي إلى حجاج بيت الله الحرام: هنيئًا لكم بأطهر ماء.. وأجله قدرًا.. وأحبه إلى النفوس وأغلاه، كما قال ابن القيم: "حيث كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحرص على الشرب منها حتى يتضلع"، وروى ابن عباس: "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم"؛ فهي تشبع البطون الجائعة، وتزيل المرض وتبرئ العلة والسقم، ويذكر أن العباس -رضى الله عنه- قال: "ما من رجل يشرب من ماء زمزم حتى يتضلع إلا حطَّ الله به داءً من جوفه، ومن شربه لعطش روي، ومن شربه لجوع شبع".
وماء زمزم يستخدم للاستشفاء بشرط: سلمة القلب، والتوكل على الله، والثقة به، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحمل ماء زمزم في القرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم".
ومن هذا الحديث يبين لنا فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طريقة التداوي بماء زمزم بأن يصب الماء على المريض صبًا، وبعد ذلك يشرب من الماء ما استطاع فيُشفى بإذن الله. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعالج به الحمى حيث قال: "الحمى من فيح جهنم فبردوها بالماء أو قال: بماء زمزم"، وهذا ما نفعله اليوم مع أي مريض، فأول النصائح هي وضع الكمَّادات الباردة؛ حيث إن المسكنات لا تقوم بعملها حتى تصل الحرارة إلى مستوى معقول حوالي 39 درجة، وروى الأرزقي في كتابه "تاريخ مكة": "أن الشرب من ماء زمزم حتى التضلع براءة من النفاق، وإن ماءها يذهب الصداع، والنظر فيها يجلو البصر" وروى لنا ابن عباس عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم: "أنها شفاء من كل داء".
وعن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له" ويقول ابن القيم -رحمه الله: جربت أنا وغيري الاستشفاء بماء زمزم من عدة أمراض؛ فبرئت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى بها أكثر من نصف شهر ولا يجد جوعًا، وقد يشرب ماء زمزم طالب للعلم كما حدث مع ابن حزيمة، وقد يشرب طلبًا للفهم والحفظ كما حدث مع العلامة جلال الدين السيوطي، وقد يشرب العبد ماء زمزم ليكون له وجاء من الظمأ يوم القيامة كما فعل عبد الله بن المبارك، وإن شُرِبَ لضيق صدر شرحه الله، وإن شُرِبَ لسوء خلق حسنه الله، وإن شُرِبَ لغنى النفس أغناها الله، وإن شُرِبَ لحاجة قضاها الله، وإن شرب للكربة كشفها الله، وإن شرب للنصر نصر الله، وقد يشفي مرض السكر والضغط وأمراض الجهاز الهضمي ولو مؤقتًا في فترة الحج، وقاله كثير من الحجاج المرضى، ويجب استحضار النية والإيمان الثابت.
وماء زمزم لا يتغير مهما طال الوقت وقد لاحظ ذلك الصالحون، ولا ننسى ما حدث مع إحدى النساء المغربيات حيث يئس الأطباء من علاجها لانتشار السرطان بصدرها ودمها، وهداها الله لزيارة البيت الحرام لأداء العمرة قبل الموت، وهناك هطلت دموعها طلبًا لرحمة الله، وأخذت ترتوي من ماء زمزم مع توبة صادقة، وإذا بالسرطان ينسحب من الدم والجسد، وتعود مرة أخرى إلى بلدها طاهرة الجسد والقلب، وعادت للأطباء لتحكي لهم فضل الله وثقتها بحديث رسول الله: "ماء زمزم لما شرب به"

 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
زيارة المدينة المنورة :

madeena.gif




زيارة المدينة
وأما زيارة المدينة: فإذا وقع بصرك على حيطانها فتذكر أنها البلدة التي اختارها الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وجعل إليها هجرته، وأنها داره التي شرع فيها فرائض ربه -عز وجل- وسنته، وجاهد عدوه وأظهر بها دينه إلى أن توفاه الله -عز وجل-. ثم جعل تربته فيها وتربة وزيريه القائمين بالحق بعده -رضي الله عنهما- ثم مثل في نفسك مواقع أقدام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند تردداته، وتذكر مشيه وتخطيه في سككها، وتصور خشوعه وسكينته في المشي، وما استودع الله -سبحانه- قلبه من عظيم معرفته ورفعة ذكره مع ذكره تعالى حتى قرنه بذكر نفسه، وإحباطه عمل من هتك حرمته ولو برفع صوته فوق صوته. ثم تذكر ما منّ الله -تعالى- به على الذين أدركوا صحبته وسعدوا بمشاهدته واستماع كلامه، وأعظم تأسفك على ما فاتك من صحبته وصحبة أصحابه -رضي الله عنهم- ثم اذكر أنك قد فاتتك رؤيته في الدنيا وأنك من رؤيته في الآخرة على خطر، وأنك ربما لا تراه إلا بحسرة، وقد حيل بينك وبين قبوله إياك لسوء عملك، كما قال صلى الله عليه وسلم: "يرفع الله إلي أقوامًا فيقولون: يا محمد، فأقول: يا رب أصحابي. فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول بعدًا وسحقًا" [متفق عليه] . فإن تركت حرمة شريعته ولو في دقيقة من الدقائق فلا تأمن أن يحال بينك وبينه بعدولك عن حجته. وليعظم مع ذلك رجاؤك ألا يحول الله -تعالى- بينك وبينه أن رزقك الإيمان، فما أجدرك بأن ينظر الله -تعالى- إليك بعين الرحمة، فإذا بلغت المسجد فاذكر أنها العرصة التي اختارها الله -سبحانه- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ولأول المسلمين وأفضلهم عصابة. وأن فرائض الله -سبحانه- أول ما أقيمت في تلك العرصة. وأنها جمعت أفضل خلق الله حيًا وميتًا فليعظم أملك في الله -سبحانه- أن يرحمك بدخولك إياه فادخله خاشعًا معظمًا، وما أجدر هذا المكان بأن يستدعي الخشوع من قلب كل مؤمن

 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم :

madina11.gif




وأما زيارة رسول الله -صلى الله عليه وسلم: فينبغي أن تقف بين يديه وتزوره ميتًا كما تزوره حيًّا، ولا تقرب من قبره إلا كما كنت تقرب من شخصه الكريم لو كان حيًا. وكما كنت ترى الحرمة في ألا تمس شخصه ولا تقبله بل تقف من بعد مائلاً بين يديه فكذلك فافعل، فإن المس والتقبيل للمشاهدة عادة النصارى واليهود. وأحضر عظيم رتبته في قلبك فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم "أن الله -تعالى- وكل بقبره ملكًا يبلغه سلام من سلم عليه من أمته" [أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم من حديث ابن مسعود بلفظ "إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام".] هذا في حق من لم يحضر قبره فكيف بمن فارق الوطن وقطع البوادي شوقًا إلى لقائه، واكتفى بمشاهدة مشهده الكريم إذ فاته مشاهدة غرته الكريمة؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه عشرًا" [أخرجه مسلم] . فهذا جزاؤه في الصلاة عليه بلسانه فكيف بالحضور لزيارته ببدنه؟ ثم ائت منبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتوهم صعود النبي -صلى الله عليه وسلم- المنبر، ومثل في قلبك طلعته البهية كأنها على المنبر، وقد أحدق به المهاجرون والأنصار -رضي الله عنهم- وهو صلى الله عليه وسلم يحثهم على طاعة الله -عز وجل- بخطبته، وسل الله -عز وجل- أن لا يفرق في القيامة بينك وبينه، فهذه وظيفة القلب في أعمال الحج. فإذا فرغ منها كلها فينبغي أن يلزم قلبه الحزن والهم والخوف، وأنه ليس يدري أقبل منه حجه، وأثبت في زمرة المحبوبين أم رد حجه وألحق بالمطرودين؟ وليتعرف ذلك من قلبه وأعماله، فإن صادف قلبه قد ازداد تجافيًا عن دار الغرور وانصرافًا إلى دار الأنس بالله -تعالى- ووجد أعماله قد اتزنت بميزان الشرع فليثق بالقبول، فإن الله -تعالى- لا يقبل إلا من أحبه؛ ومن أحبه تولاه وأظهر عليه آثار محبته وكف عنه سطوة عدوه إبليس لعنة الله. فإذا ظهر ذلك عليه دل على القبول، وإن كان الأمر بخلافه فيوشك أن يكون حظه من سفره: العناء والتعب نعوذ بالله -سبحانه وتعالى- من ذلك

 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
تم بحمد الله المرجع موقع اسلام أون لاين
 

انثى غامضة

بيلساني مجند

إنضم
Oct 6, 2009
المشاركات
1,004
مستوى التفاعل
23
المطرح
هناك في قلب حبيبي
ماشاء الله جعله الله في ميزان حسناتك

يارب يوعدنا بحجة وشرب ماء زمزم وزيارة النبي عليه السلام

موضوع رااااااااااااائع حساااااام:24::24::24:
 

&OSSO&

بيلساني ماجستير

إنضم
Sep 21, 2009
المشاركات
840
مستوى التفاعل
16
بارك الله فيك حسام ع جهودك

الرائعة والمميزة


:24::24::24::24:

 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
نورت الموضوعة أوسو

:25::25::25:
 

مذهلة

بيلساني متقدم

إنضم
Aug 1, 2009
المشاركات
325
مستوى التفاعل
6
ما شاء الله موسوعة متكاملة عن الحج

سلمتـ يـــــــداكــ اخي حسام

باركـ الله لكـ وفيكـ

ورحم الله والديكـ وأقر الله عينيك بأحبابكـ

ونفع الله بعلمكـ وبجهودكـ وأثابك الله الأجر
 
أعلى