موقع قصر الخضراء في دمشق

The Hero

الأســــــــــــــطورة

إنضم
Jun 29, 2008
المشاركات
20,104
مستوى التفاعل
69
المطرح
في ضحكة عيون حبيبي
رسايل :

شكرًا للأشواك علَّمتني الكثيرَ

مـوقـع قصـر الخضــراء
attachment.php


فــي دمشــق
attachment.php


| [FONT=&quot]الدكتور[/FONT] [FONT=&quot]عفيف[/FONT] [FONT=&quot]البهنسي[/FONT]




لم يعرف لمعاوية بن أبي سفيان 41ـ61هـ/661ـ680م من القصور إلا قصر الخضراء الذي بناه أيام ولايته على الشام، كدار للإمارة، وبنى فيه قبة خضراء فعرفت الدار بكاملها بهذا الاسم، وسكنها معاوية أربعين سنة كما يقول ابن كثير. وثمة رواية تاريخية تذكر أن معاوية بنى عمارته بالطوب، فلما فرغ منها، قدم عليه رسول ملك الروم، فنظر إليها فقال معاوية: كيف ترى هذا البنيان. قال: «أما أعلاه فللعصافير، وأما أسفله فللنار. قال: فنقضها معاوية وبناها من الحجارة». وأصبحت قصر الحكم الأموي الأول.

وموقع القصر في المكان المحاذي لجدار الجامع الأموي من الجهة الجنوبية، ولقد كان القصر يتصل بحرم الجامع من خلال باب يطلق عليه اسم باب الخضراء وهو في الأصل إحدى الفتحات الثلاث لمعبد جوبيتر.

ويعد قصر معاوية أول قصر عربي يشيد في بلاد الشام، ويروي ابن كثير «كان في غاية الإحكام والإتقان وطيب الغناء ونزهة المجلس، وحسن النظر». وعدا هذه الملامح، تروي الأخبار أنه كان قصراً تحفّ به حدائق غنّاء ويطل على السهل المخصب النضير الممتد إلى الجنوب الغربي، حتى جبل الشيخ المعمم بالثلج. ويتحدث صاحب الأغاني في هذا القصر «أنه في هذا القصر كرسي الخلافة وهو مربع الجوانب تستره الوسائد المطرزة الفخمة»، مما لم تألفه العرب، حتى إن عمر بن الخطاب كتب إليه مستنكراً وقال له: أقيصرية يا معاوية. وقد أخذ على معاوية أيضاً أنه أحدث في الجامع الكبير مقصورة هي الأولى في بناء الجوامع، وجعلها مقاماً للصلاة خاصاً به.

لقد بقي قصر الخضراء قائماً يستعمله الخلفاء الأمويون، فلقد اشترى عبد الملك بن مروان هذا القصر من خالد بن يزيد بن معاوية، وجعله دار الإمارة، وكان الثمن «أربعين ألف دينار وأربع ضياع بأربعة أجناد من الشام». ثم جعله العباسيون داراً للشرطة وضرب النقود ولعله رمم فيما بعد، ثم التهمته النار في أواخر عهد الفاطميين.

وبقيت المنطقة التي كان فيها القصر تحمل اسم الخضراء. حتى أقيم على جزء منها عام 1163هـ/1749م قصر العظم الذي مازال حتى الآن مستعملاً كمتحف للتقاليد الشعبية، وأجريت التنقيبات الأثرية في تلك المنطقة للتعرف على آثار الخضراء.

يقع قصر الخضراء قرب الجامع الأموي الكبير من جهة الجنوب وهي الجهة القبلية في الجامع، ومازالت المنطقة هناك تعرف بالخضراء حتى اليوم، والقصر كان متاخماً لجدار الجامع، بل إن الخليفة كان يدخل مباشرة إلى الجامع من قصره خلال بوابة مازالت قائمة حتى اليوم.

هكذا فإن قصر الخضراء كان مسكناً للخليفة، ولكن الدواوين انتشرت حول المسجد من جهة الغرب وشغلت الأروقة التي كانت تحيط المعبد الروماني القديم، بل لقد أنشئت أروقة أخرى مازالت قائمة عند مدخل الجامع الكبير، وكان بيت المال وديوان البريد وغيرها تشغل هذه الأروقة، أما مجلس الخليفة فكان في القاعة أو القاعتين الواقعتين في الجهة الغربية من الجامع.


باحث في الحضارة والفنون والعمارة


تاريخاً وفلسفة جمالية
 

المرفقات

  • 22.jpg
    22.jpg
    4.7 KB · المشاهدات: 12
  • 232.jpg
    232.jpg
    29 KB · المشاهدات: 11
أعلى