السياسي
مشرف


- إنضم
- Jun 24, 2008
- المشاركات
- 34,101
- مستوى التفاعل
- 9
- المطرح
- قلب الحدث

ميتشل من دمشق : سورية لاعب أساسي لتحقيق السلام الشامل و أمريكا تتطلع لاستمرار الحوار معها قال المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل بعد لقائه الرئيس بشار الأسد ان دور سورية «أساسي» في تحقيق السلام الشامل الذي «التزم» الرئيس باراك اوباما تحقيقه «بأسرع وقت»، في حين أكدت مصادر سورية مطلعة ان العلاقات السورية - الأميركية «تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة». وتوقع مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية ان تشهد المرحلة المقبلة زيارات متكررة لمسؤولين أميركيين لدمشق و «تطلع» واشنطن لاستمرار الحوار. وكان الأسد استقبل ميتشل في اول زيارة لمبعوث رئاسي أميركي منذ 4 سنوات. وشملت المحادثات جلستين: الأولى موسعة حضرها وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ومساعد المبعوث الأميركي الخبير فريدرك هوف. والجلسة الثانية مغلقة اقتصرت على الأسد وميتشل واستمرت 90 دقيقة. وفيما وصل ميتشل الى دمشق قادما من بيروت، انضم فيلتمان الى الوفد من واشنطن. ولوحظ ان مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو لم يشارك في المحادثات، وان فيلتمان بقي في دمشق، على ان يغادرها اليوم. وقال المسؤول الأميركي ان المحادثات تناولت العراق، ودور «حماس»، والسلام السوري - الاسرائيلي، و «حزب الله»، وإيران، والعلاقات الثنائية. وكان لافتاً ان ميتشل أدلى ببيان صحافي في القصر الرئاسي السوري قبيل مغادرته دمشق، اذ شدد على ان لسورية «دورا أساسيا» تلعبه في تحقيق السلام الشامل، وان محادثاته مع الرئيس الأسد كانت «جوهرية تناولت مجموعة من القضايا الجادة وعلاقاتنا الثنائية. ونحن ننشد البناء على هذه الجهود للتأسيس لعلاقة تقوم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة»، معرباً عن «تطلع بلاده لاستمرار الحوار مع سورية». من جهته، قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية في لقاء مع عدد من الصحافيين بينهم مدير مكتب «الحياة» في دمشق، ان محادثات الأسد وميتشل كانت «شاملة وبناءة»، مشيرا الى ضرورة النظر الى زيارة المبعوث الأميركي من زاويتين: «الأولى، التزام الرئيس اوباما تحقيق السلام الشامل. وفي هذا الإطار، سورية لاعب أساسي لتحقيق السلام الشامل، خصوصا ان اوباما يريد تحقيق السلام الشامل بأسرع وقت ممكن. والثانية، محاولة بناء علاقات متبادلة على أساس الاحترام المتبادل بين سورية وأميركا»، ذلك ان زيارة ميتشل «تأتي ضمن الزيارات المتبادلة الأخيرة التي حصلت لتطوير العلاقات» وبعد زيارتي فيلتمان وشابيرو. ولاحظ المسؤول تطورا كبيرا في الموقف الأميركي، اذ ان اوباما يقول «ان تحقيق السلام الشامل هو من مصلحة أميركا»، مشيرا الى ان ميتشل جاء الى دمشق كي يسمع من الأسد رؤيته للدور الأميركي لتحقيق السلام الشامل، إضافة الى «اهتمامات سورية ومصالحها وكيفية تطوير العلاقات الثنائية»، إضافة الى رؤية سورية لعملية السلام وتاريخها في السنوات الماضية. وقال ردا على سؤال ان بلاده «لا تريد فرض الحلول، بل على العكس تريد سماع رأي سورية ومصالحها واهتماماتها وآرائها»، مؤكدا ان وجود ميتشل في دمشق «دليل على التزام (اوباما) تطوير العلاقات الثنائية. طبعا هناك قضايا جوهرية نختلف ازاءها. لذلك نريد فتح الاقنية للحوار إزاء الأمور الخلافية كي نفهم بعضنا بعضا وكي نطور العلاقات». وقال ردا على سؤال لـ «جريدة الحياة»: «سنرى في المرحلة المقبلة خطوات ملموسة تظهر استمرار الجهود لتطوير العلاقات الثنائية»، من دون ان يذكر تفاصيل. وتوقع ان يعود ميتشل الى دمشق لأنها «طرف أساسي» في تحقيق السلام. وسئل عن اعادة الجولان السوري، فأجاب ان واشنطن «تفهم حاجات سورية وما تريده من عملية السلام»، لافتا الى ان الأسد كان واضحا في هذا المجال، وان موقف سورية واضح ومنسجم على مر السنوات. وقال: «نتوقع انه عندما نسير باتجاه تحقيق السلام الشامل، فإن حاجات الأطراف المعنية ستتحقق. ونحن نعرف حاجات سورية من السلام». وسألته «الحياة» عن الموقف من احتمالات استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية، فأجاب: «نتحدث في هذه المرحلة الى السوريين والاسرائيليين في شكل مباشر في شأن احسن طريق لاستئناف المفاوضات. لم نصل بعد الى الوقت المناسب كي نقرر كيفية ذلك»، لافتا الى ان الأسد «اعطى ميتشل الكثير من الأفكار كي نفكر (ادارة اوباما) بها عندما يعود الى واشنطن، خصوصا انه سيرفع تقريرا مفصلا الى الرئيس اوباما عن زيارته لدمشق وجولته في المنطقة». واذ أشار المسؤول الى ان الحوار السوري - الأميركي «يبني دينامية لدفع العلاقات الثنائية»، وان هذا «يتطلب عملا من الطرفين»، قال ان قضايا خلافية «ما تزال قائمة، لكن الفرق ان هناك حوارا أساسيا بين الطرفين». وزاد: «هناك الكثير من القضايا التي بحثت، لكن الشيء المثير والجديد، هو التزام اوباما بالحوار. ونحن نتحدث إزاء هذه القضايا بشكل مباشر مع السوريين لنرى كيف يرون الأمور». وزاد ان كل طرف قام بـ «خطوات لبناء الثقة»، و «نتحدث عن بناء علاقات مختلفة كثيرا بحيث نتعاون بالأمور التي لدينا مصالح مشتركة فيها، اذ لدينا أهداف مشتركة. واهم عنصر في بناء الثقة، هو اعادة تشغيل وفتح الاقنية الديبلوماسية واستخدامها بأفضل طريقة لتطوير العلاقات». وماذا عن الموقف من «حماس»؟ أجاب: «هناك تصريحات مهمة ومثيرة من قيادة حماس. اننا نراقب موقف الحركة. هدفنا هو إيجاد حل على أساس مبدأ الدولتين. ونأمل في ان تعدل حماس موقفها لتكون جزءا من الحل والمضي قدما للوصول الى حل الدولتين». وعندما سئل عن العلاقة بين نية اوباما تحقيق السلام والانسحاب من العراق عام 2012، أجاب ان الرئيس الأميركي «يريد الأمرين»، وزاد: «نعرف ان عدم حل النزاع العربي - الاسرائيلي هو احد العوامل التي يستخدمها تنظيم القاعدة لكسب مؤيدين، وان هناك قيمة دعائية لعدم حل النزاع»، مشيرا الى ان الرئيس اوباما ملتزم مبدأ حل الدولتين، وبدا من خلال خطابه في القاهرة راغبا في إصلاح العلاقات مع العالمين العربي والاسلامي. وعن نتائج الانتخابات الإيرانية، أعرب عن الأمل في ان «تكون إيران في موقع الاستجابة لرسالة مجموعة 5+1»، لافتا الى قول اوباما بالرغبة بالحوار غير المشروط مع ايران. وزاد ان الموضوع الايراني كان «ضمن النقاش السوري - الاميركي»، وان النقاش كان «بناء وإيحابيا». و نقلت وكالة رويترز أيضا عن مسؤول كبير
ارة الخارجية الأميركية أن ميتشل الذي زار إسرائيل ولبنان لا يقوم بجهود وساطة بين سوريا وإسرائيل. وقال المسؤول الذي لم تسمه الوكالة "لا نزال في هذه المرحلة نتحدث إلى الجانبين بشأن أفضل السبل من وجهة نظرهما للمضي قدما". وأضاف "لسنا في وضع يسمح لنا بتقديم توصيات بشأن أفضل السبل لاستئناف المسار السوري الإسرائيلي". وتوقع "سلسلة من الجهود المتواصلة لتحسين العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وسوريا", مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك الكثير من القضايا الخلافية المهمة جدا. وأشار إلى أن القضايا التي تحتاج إلى حل تتركز على دور سوريا في العراق وعلاقتها مع إيران وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني. وقال المسؤول الأميركي في هذا الصدد "هناك بعض التصريحات المثيرة للاهتمام الشديد من قبل حماس, نتابع موقف حماس عن كثب وهدفنا هو الوصول إلى حل الدولتين للقضية الفلسطينية/الإسرائيلية, ونأمل أن تتبنى حماس مواقف تسمح لها بأن تكون جزءا من ذلك الحل". يشار إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تفرض عقوبات على الحكومة السورية جزئيا بسبب ما تصفه بدورها في مساعدة المسلحين على التسلل إلى العراق. وجدد أوباما العقوبات على سوريا الشهر الماضي وقال إن دمشق لا تزال تمثل تهديدا للمصالح الأميركية.
أقرأ المزيد ....

أقرأ المزيد ....