ميراي ماتيو أسطورة فرنسا الحية

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم

032011%5C29032011%5CTHUMB34213.JPG


شهدت نهايات العام 2010، في إطار الاحتفالات بعام «روسيا في فرنسا» وفرنسا في روسيا، تقليد الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، وسام الصداقة لواحدة من أكثر المغنيات شعبية في فرنسا وفي روسيا على حد سواء. إنها ميراي ماتيو، التي تألقت في قصر الكرملين في موسكو، الذي استضافها خلال حفلة موسيقية كبيرة، وأيضا لمساهمتها في العلاقات الفنية والثقافية الفرنسية/ الروسية.
وبالنسبة لماتيو فقد تزامن هذا التكريم وهذه الاحتفالات، باحتفالها هي شخصياً بمرور خمسة وأربعين عاماً على بداياتها في طريق الغناء والفن، مما جعلها تعد للجمهور الروسي العديد من المفاجآت، في مقدمتها أنها أدت أغنياتها بتسع لغات من بينها الروسية واليابانية والصينية. ولا يعد هذا هو الوسام الوحيد الذي تم منحه لماتيو خلال العام، فقد قلدت في شهر سبتمبر من العام نفسه، وسام الشجاعة من لجنة التحقيق الرئيسية في النيابة العامة الروسية، ولم يتم توضيح أي سبب لمنحها هذا الوسام. أما في فرنسا فجمهور ميراي الكبير جداً، يرى أنها تشرف أي وسام مهما كانت مرتبته وليس العكس.
فميراي ماتيو التي ربما لا يعرف عنها أبناء الأجيال الجديدة الكثير، كانت ولا تزال في فرنسا والعديد من بلدان العالم، الأسطورة الحية للغناء، وبلغ من إعجاب الناس بها أن ظهرت صورتها على الشعار القومي (غير الرسمي) لفرنسا. فمن هي ميراي ماتيو؟
إنها مغنية فرنسا المعاصرة، خلال أكثر من أربعين عاماً أنشدت ما يقرب من 1200 أغنية. فاستحقت عن جدارة مكانتها في قلوب عشاق فنها، وباتت أشهر مطربة فرنسية بعد نجمة فرنسا المضيئة «إديث بياف». ولدت في العام 1946 من أب يعمل كأبيه في صنع شواهد القبور، وكانت الطفلة الأولى في عائلة، كبرت وتضخمت مع الوقت حتى صارت تضم 14 أخاً وأختاً. ظروف الأسرة المادية جعلها منذ الصغر تتحمل قسطاً كبيراً من مسؤولية رعايتهم والاهتمام بهم، حتى تنجو بأخوتها من براثن الفقر والحرمان، وهذه المسؤولية التي لازمتها منذ طفولتها، نسجت عنها وعن صبرها وإصرارها وكفاحها العديد من الحكايات، منها أن رعايتها لكل هؤلاء الصغار، قد ملأ حياتها وأشبع لديها شعور الأمومة الغريزي، ما جعلها لا تتزوج أو تنجب طوال حياتها.

032011%5C29032011%5CTHUMB34214.JPG


ومسؤولية العناية بأخواتها لم تكن هي المسؤولية الوحيدة التي ألقيت على عاتقها. ففي عمر الرابعة أشركها أبوها (العاشق للموسيقا) في مسابقة محلية لأغنيات الأطفال، فأبلت بلاء حسناً وحصلت على أول أجر لها، وكان قطعة من الحلوى لا غير. في الوقت ذاته لم تكن ماتيو متقدمة في مدرستها الابتدائية، لمعاناتها من اضطراب سبب لها بعض البطء في القراءة والكتابة، الأمر الذي فاقمه الأسلوب العنيف القاسي، الذي استخدمه معلموها لإرغامها - وهي العسراء - على الكتابة باليد اليمنى، ما خلف لديها بعض الصعوبة والتشنج العضلي عند الكلام، وهو ما لم تتخلص منه حتى الآن. ولم تكد تبلغ الرابعة عشرة من عمرها، حتى هجرت الدراسة وانخرطت في العمل بأحد المصانع المحلية، لتساعد في تحمل أعباء أسرتها، ودفع دروس تعلم الغناء والموسيقا، وفي ذلك المصنع كسبت أول جمهور لها من العمال والعاملات، الذين كانت تغني لهم وتسليهم في فترات الاستراحة أو أثناء العمل، بصوتها القوي العذب الذي لا يتناسب مع ضآلة جسمها وقامتها القصيرة.
واظبت ميراي، خلال تلك السنوات على الاشتراك في المسابقات الغنائية المحلية والوطنية، لتنجح مرة وتخفق مرة ، ففي العام 1962 شاركت في مسابقة نظمتها بلدية أفينيون، وحصلت على المركز الثاني، وفي العام 1964 حصلت على المركز الأول في المسابقة نفسها، حتى أتاح لها القدر التعرف على «جوني ستارك» مدير الأعمال المخلص الدؤوب، الذي صار فيما بعد أباها الروحي وتعهدها بالرعاية والتعليم، والصبر على مزاجها العنيد، حتى صنع منها خلال النصف الثاني من ستينيات القرن العشرين، المغنية الأولى لا في فرنسا وحسب بل في أوروبا برمتها، فدخلت العشرات من أغنياتها في عداد كلاسيكيات الفن العالمي. وظل ستارك راعيها حتى العام 1989 حيث فارق الحياة ما أصابها بصدمة على المستويين الخاص والعملي، واستتبع فراقه أنها واجهت العديد من المشكلات في عملها، وأصيبت بالاكتئاب. وفي الحقيقة فإنه على الرغم من مكانة جوني ستارك بالنسبة لماتيو فهو لم يكن الوحيد صاحب الفضل عليها. حيث هناك أيضاً موريس شوفالييه، الذي ساعدها كثيراً، وكان له الفضل في أنها في ديسمبر من العام 1965 وقفت على مسرح الأوليمبيا الشهير، ليست كنجمة بمفردها ولكن من خلال حفل شارك به أكثر من مطربة. ولكن في العام 66 وقفت على المسرح نفسه كبطلة متألقة لحفل كبير.

032011%5C29032011%5CTHUMB34215.JPG


واعترافاً بفضل شوفالييه عليها، غنت له في العام 1980 أغنية خاصة له، تترجم مساحة ما شكله في حياتها الفنية.
بشكل عام، تمتعت ماتيو (ومازالت) بشعبية كبيرة في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وإنكلترا والأمريكتين كما في الوطن العربي، خصوصاً في فترة الستينيات والسبعينيات وحتى أواخر الثمانينيات، وقد شهدت أكبر نجاح يمكن أن تعرفه مطربة في العام 1965/ 1966، ففي العام 66 أيضاً غنت أجمل أغنياتها لفرنسا وهي أغنية «فرنسا غاضبة». وهي الأغنية التي طلب منها في العام 2004 عمدة باريس غناءها أمام جاك شيراك من أجل الاحتفال بستين عاماً على تحرر فرنسا.
وتعد ميراي ماتيو أول مطربة غربية تقيم حفلاتها في الصين الشعبية وأقامت عدداً من الحفلات في الساحة الحمراء بموسكو وكانت أينما حلت تحاول الغناء بلغة ذلك البلد فتنجح في ذلك وتأسر قلوب مستمعيها. غنت ماتيو للعديد من كبار الشعراء في فرنسا وخارجها وتعاونت مع أشهر الملحنين والمغنين العالميين أمثال توم جونز وبول أنكا وديمس روسس وخوليو إيجلاسيس وشارلز أزنافور وغيرهم، وحافظت طوال هذه الفترة، ومازالت، وبرغم تقلب الأذواق والموجات الفنية على اختياراتها الرفيعة ومظهرها المحتشم الأنيق وحضورها المحبب الطاغي، حيث صرحت في العام 2002 أنها قد باعت ما يقرب من 122 مليون أسطوانة في جميع أنحاء العالم. تقلدت خلال رحلة عطائها الفنية أعلى الأوسمة الرسمية في عديد من بلدان العالم، وكانت النجمة الأولى في كثير من المناسبات الرسمية، مثل غنائها النشيد الوطني (المارسييز) في ذكرى سقوط الباستيل، وأدائها المؤثر لنشيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال النازي (نشيد الأنصار).

102007%5C19102007%5CTHUMB34216.JPG


ولم تقتصر شهرة ماتيو على أغنياتها فقط، بل صارت لأكثر من عقد مثالاً للأناقة يحتذى به في العالم كله، خصوصًا تسريحة شعرها التي لا تزال حتى الآن تتربع على عرش الشعر القصير، وهي القصة التي يأخذ الرأس فيها شكل عصفور، فيكون الشعر من الوراء متطايراً كأنه ذيل العصفور ومن الأمام محدداً كأنه منقاره.
وعلى الرغم من الشهرة والتميز والعلاقات الواسعة بأهم الشخصيات في الغرب عامة وفرنسا خاصة، إلا أن أحداً لم يسجل على ماتيو خلال مسيرتها الفنية كلها خطأ أو فضيحة، بل كانت ولا تزال صوت فرنسا الحالم الذي يطوف العالم كله بنقاء لتجسد أروع ما يمكن أن يكون عليه الفن والفنانون.
 

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

يعطيك الف عافية

مكانه في قسم اخبار الفنانين انسب

يرجى نقله :24:

 

- ]Safee[ -

بيلساني عميد

إنضم
Feb 21, 2010
المشاركات
3,307
مستوى التفاعل
69
المطرح
وين ما كان
رسايل :

همسه لمن أحبهم .. !! تذكر دائماً وانقشها على قلبك .. مادمت حيا كن لله كما يريد .. يكن لك فوق ماتريد .. الكل يريدك لنفسه الإ الله يريدك ... لنفسك..

أعلى