اميرة الشام
مشرفة


- إنضم
- Jan 26, 2011
- المشاركات
- 18,166
- مستوى التفاعل
- 86
- المطرح
- الكويت
تشهد بيروت هذه الايام محاولات «صعبة» لتطبيع الوضعين السياسي والأمني في ملاقاة الزيارة - الحدَث التي يقوم له البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان بين 14 و 16 الجاري، الامر الذي يستوجب إرساء مناخ داخلي «مسترخٍ» والسعي الى إبعاد شبح التوترات «المتفرّعة» من «البركان» السوري المتفجّر.
وتتركّز هذه المساعي على إطفاء «الحرائق» الأمنية لا سيما في طرابلس وسكب ما أمكن من «مياه باردة» على المشهد السياسي الذي يشهد فرزاً حاداً متجدداً حول الملف السوري وسط اندفاعة قوى 14 آذار، التي لاقاها «مؤمّن نصاب» الاكثرية الحالية اي النائب وليد جنبلاط، في الدعوة الى طرد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي على خلفية ملف الوزير السابق ميشال سماحة ومدير الامن الوطني السوري اللواء علي المملوك والانتهاكات السوري للاراضي اللبنانية.
واذا كانت التوترات الامنية «الموْضعية» عادت الى دائرة السيطرة، فان لبنان بدا أعجز من كبح جماح الانتهاكات السورية المتمادية لأراضيه على الحدود الشمالية والبقاعية، سواء عبر القصف الذي بدأ «يتمدد» في قرى عكارية لم يسبق ان تم استهدافها وبعمق اكثر من ثمانية كيلومترات، او عمليات التوغل في مشاريبع القاع وهدم ومنازل وخطف لبنانيين كما حصل امس.
وما عزّز من المخاوف بإزاء هذا «السلوك» السوري «العنفي» ربطه من اوساط سياسية بالمناخ المحتقن الناشئ عن مضاعفات الحملة المطالِبة بطرد السفير السوري في لبنان وملف سماحة - مملوك الذي كشف عن مخطط لتفجيرات ارهابية في منطقة عكار، وباستياء دمشق من المواقف «الاستقلالية» لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يتعرّض لحملة من سورية وحلفائها انطلاقاً من موقفه من قضية سماحة.
وشكّلت عودة سليمان الى بيروت من طهران حيث حضر مؤتمر دول عدم الانحياز من دون ان يلتقي اي مسؤول سوري مؤشراً اضافياً الى حال الجفاء غير المسبوقة التي تسود علاقة الرئيس اللبناني بالقيادة السورية، رغم المعلومات التي اشارت الى ان سليمان اكد في محادثاته مع المسؤولين الايرانيين الكبار موقفه الثابت من الازمة السورية من حيث تشديده على ضرورة الحل السياسي بعيداً من العنف واعتماد الحوار ورفض أي تدخل عسكري خارجي في سورية.
وفي حين كانت قوى 14 آذار تنتظم خلف المطالبة بتكثيف نشر الجيش اللبناني على الحدود مع سورية ملوّحة بفتح «معركة» الدعوة الى نشر قوة «اليونيفيل» على هذه الحدود التي سارع «حزب الله» الى وصفها بانها «مشروع صهيوني اميركي»، لفت تطوران سياسي وامني. وتمثل الاول في الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في مقره الصيفي في الديمان على رأس وفد من عشرة وزراء. واذا كانت زيارة البابا المرتقبة لبيروت شكّلت جزءاً رئيسياً من المباحثات، فان طبيعة الوفد الوزاري الذي رافق ميقاتي عكست محاولة لـ «ضخ الروح» في الحكومة التي تتلقى «السهام» من «اهل البيت» وخصومها.
اما التطور الامني فشكّلته الزيارة التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي امس لـ «جبهة» باب التبانة - جبل محسن حيث قام بجولة تفقدية على الوحدات العسكرية المنتشرة في عاصمة الشمال، واعطى التوجيهات اللازمة بضرورة المحافظة على الامن والتشدد في ملاحقة المخلين به، الامر الذي عكس وجود قرار «كبير» بمنع انفلات الامور مجدداً على «خط تماس» التبانة - «الجبل» لما يمكن ان ينجم عن مثل هذا الانزلاق من تداعيات خطيرة قد تطيح بزيارة البابا وتُدخل البلاد في نفق مجهول.
في موازاة ذلك، انشغل الوسط السياسي بذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» الذي اقامته «القوات اللبنانية» امس في مقر رئيسها الدكتور سمير جعجع في معراب.
واذا كانت هذه المحطة شكلت مناسبة لمشهدية جامعة لقوى 14 آذار التي حضرت بكل مكوناتها الى معراب، فان ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» جاءت هذه السنة مختلفة في الشكل اذ اقيمت للمرة الاولى منذ خروج جعجع من المعتقل، كنتاج لـ «ثورة الارز» العام 2005، خارج الاطار الجماهيري المعتاد في مجمع فؤاد شهاب الرياضي، وذلك لاعتبارات أمنية بعد محاولة الاغتيال التي تعرّض لها رئيس «القوات» في «عقر داره في الرابع من ابريل الماضي، الامر الذي استدعى حصر الذكرى في الجغرافيا المحصنة داخل معراب واقتصارها على نحو الف مدعو.
وقد تحدّث جعجع في المناسبة في كلمة سياسية بامتياز اطل فيها على مختلف الملفات الداخلية والاقليمية مقدماً رداً على «مغالطات النظام السوري وحلفائه في لبنان» داعياً الى «التفريق بين النظام والشعب في سورية»، ومطالباً الحكومة بانشاء خلية أزمة لمتابعة ملف السجناء اللبنانيين في سورية.
وتوجّه الى المسيحيين داعياً اياهم الى «العودة الى مبرر وجودهم في الشرق» وان يكونوا في صلب الربيع العربي مشددا على مركزية دورهم التاريخي «في الدفاع عن الحريات والديموقراطية والتعددية والتنوّع»، مطالباً اللبنانيين بالاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة «لمشروع الدولة». واذ اكد «الاستمرار في المواجهة رغم كل التحديات»، فنّد أخطاء الأكثرية الحكومية «والدرك الذي أوصلت إليه البلاد»، رحّب بزيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر، واعتبار انها تأتي في لحظة تاريخية مهمة.
وتتركّز هذه المساعي على إطفاء «الحرائق» الأمنية لا سيما في طرابلس وسكب ما أمكن من «مياه باردة» على المشهد السياسي الذي يشهد فرزاً حاداً متجدداً حول الملف السوري وسط اندفاعة قوى 14 آذار، التي لاقاها «مؤمّن نصاب» الاكثرية الحالية اي النائب وليد جنبلاط، في الدعوة الى طرد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي على خلفية ملف الوزير السابق ميشال سماحة ومدير الامن الوطني السوري اللواء علي المملوك والانتهاكات السوري للاراضي اللبنانية.
واذا كانت التوترات الامنية «الموْضعية» عادت الى دائرة السيطرة، فان لبنان بدا أعجز من كبح جماح الانتهاكات السورية المتمادية لأراضيه على الحدود الشمالية والبقاعية، سواء عبر القصف الذي بدأ «يتمدد» في قرى عكارية لم يسبق ان تم استهدافها وبعمق اكثر من ثمانية كيلومترات، او عمليات التوغل في مشاريبع القاع وهدم ومنازل وخطف لبنانيين كما حصل امس.
وما عزّز من المخاوف بإزاء هذا «السلوك» السوري «العنفي» ربطه من اوساط سياسية بالمناخ المحتقن الناشئ عن مضاعفات الحملة المطالِبة بطرد السفير السوري في لبنان وملف سماحة - مملوك الذي كشف عن مخطط لتفجيرات ارهابية في منطقة عكار، وباستياء دمشق من المواقف «الاستقلالية» لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يتعرّض لحملة من سورية وحلفائها انطلاقاً من موقفه من قضية سماحة.
وشكّلت عودة سليمان الى بيروت من طهران حيث حضر مؤتمر دول عدم الانحياز من دون ان يلتقي اي مسؤول سوري مؤشراً اضافياً الى حال الجفاء غير المسبوقة التي تسود علاقة الرئيس اللبناني بالقيادة السورية، رغم المعلومات التي اشارت الى ان سليمان اكد في محادثاته مع المسؤولين الايرانيين الكبار موقفه الثابت من الازمة السورية من حيث تشديده على ضرورة الحل السياسي بعيداً من العنف واعتماد الحوار ورفض أي تدخل عسكري خارجي في سورية.
وفي حين كانت قوى 14 آذار تنتظم خلف المطالبة بتكثيف نشر الجيش اللبناني على الحدود مع سورية ملوّحة بفتح «معركة» الدعوة الى نشر قوة «اليونيفيل» على هذه الحدود التي سارع «حزب الله» الى وصفها بانها «مشروع صهيوني اميركي»، لفت تطوران سياسي وامني. وتمثل الاول في الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في مقره الصيفي في الديمان على رأس وفد من عشرة وزراء. واذا كانت زيارة البابا المرتقبة لبيروت شكّلت جزءاً رئيسياً من المباحثات، فان طبيعة الوفد الوزاري الذي رافق ميقاتي عكست محاولة لـ «ضخ الروح» في الحكومة التي تتلقى «السهام» من «اهل البيت» وخصومها.
اما التطور الامني فشكّلته الزيارة التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي امس لـ «جبهة» باب التبانة - جبل محسن حيث قام بجولة تفقدية على الوحدات العسكرية المنتشرة في عاصمة الشمال، واعطى التوجيهات اللازمة بضرورة المحافظة على الامن والتشدد في ملاحقة المخلين به، الامر الذي عكس وجود قرار «كبير» بمنع انفلات الامور مجدداً على «خط تماس» التبانة - «الجبل» لما يمكن ان ينجم عن مثل هذا الانزلاق من تداعيات خطيرة قد تطيح بزيارة البابا وتُدخل البلاد في نفق مجهول.
في موازاة ذلك، انشغل الوسط السياسي بذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» الذي اقامته «القوات اللبنانية» امس في مقر رئيسها الدكتور سمير جعجع في معراب.
واذا كانت هذه المحطة شكلت مناسبة لمشهدية جامعة لقوى 14 آذار التي حضرت بكل مكوناتها الى معراب، فان ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» جاءت هذه السنة مختلفة في الشكل اذ اقيمت للمرة الاولى منذ خروج جعجع من المعتقل، كنتاج لـ «ثورة الارز» العام 2005، خارج الاطار الجماهيري المعتاد في مجمع فؤاد شهاب الرياضي، وذلك لاعتبارات أمنية بعد محاولة الاغتيال التي تعرّض لها رئيس «القوات» في «عقر داره في الرابع من ابريل الماضي، الامر الذي استدعى حصر الذكرى في الجغرافيا المحصنة داخل معراب واقتصارها على نحو الف مدعو.
وقد تحدّث جعجع في المناسبة في كلمة سياسية بامتياز اطل فيها على مختلف الملفات الداخلية والاقليمية مقدماً رداً على «مغالطات النظام السوري وحلفائه في لبنان» داعياً الى «التفريق بين النظام والشعب في سورية»، ومطالباً الحكومة بانشاء خلية أزمة لمتابعة ملف السجناء اللبنانيين في سورية.
وتوجّه الى المسيحيين داعياً اياهم الى «العودة الى مبرر وجودهم في الشرق» وان يكونوا في صلب الربيع العربي مشددا على مركزية دورهم التاريخي «في الدفاع عن الحريات والديموقراطية والتعددية والتنوّع»، مطالباً اللبنانيين بالاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة «لمشروع الدولة». واذ اكد «الاستمرار في المواجهة رغم كل التحديات»، فنّد أخطاء الأكثرية الحكومية «والدرك الذي أوصلت إليه البلاد»، رحّب بزيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر، واعتبار انها تأتي في لحظة تاريخية مهمة.